90 هزة ارتدادية خلال 24 ساعة في جزر الهند وانفصاليو آتشيه يعرضون وقفا لإطلاق النار لدعم أعمال الإغاثة

الجثث تمتد 32 كيلومترا في البحر في إندونيسيا

TT

أعلنت دائرة الرصد الجوي الوطنية في الهند ان نحو 90 هزة ارتدادية ضربت ارخبيلي اندامان ونيكوبار الهنديين في المحيط الهندي اللذين دمرا تقريبا نتيجة المد البحري الهائل الذي وقع في السادس والعشرين من الشهر الماضي.

وفيما يسعى ما لا يقل عن خمسة ملايين مشرد من اثر الكارثة الى استئناف حياتهم الطبيعية، قال مسؤولون آسيويون، ان بدء انحسار المياه عن الكثير من المناطق الساحلية التي غمرها المد البحري، كشف عن حجم دمار «لا يمكن وصفه»، خاصة في اقليم باندا اتشيه الاندونيسي. ويأتى ذلك فيما عرض الانفصاليون في اقليم اتشيه وقفا لاطلاق النار من جانب واحد لدعم جهود الاغاثة التي تقوم بها الحكومة الاندونيسية والمجتمع الدولي. وقال مدير قسم الزلازل في ارخبيلي اندامان ونيكوبار الهنديين ار.اس. دوتا تريام ، ان خمسا من هذه الهزات الـ90، بلغت قوتها ما بين 5 و5،5 على مقياس ريختر وانها ضربت المنطقة صباح امس. اما بقية الهزات الارتدادية والتي ضربت المنطقة نفسها منذ صباح اول من امس فكانت متوسطة القوة باستثناء واحدة بلغت قوتها 6.3 درجة على مقياس ريختر. وحرص على الايضاح ان «هذه الهزات الارتدادية لا تحدث مدا بحريا». ويضم الارخبيلان نحو 500 جزيرة تقع على بعد نحو الف كلم من الشواطئ الهندية وهي قريبة جدا من مركز الزلزال الذي ضرب هذه المنطقة الاحد الماضي. ومنذ وقوع الكارثة سجلت عشرات الهزات الارتدادية ما دفع السكان الى البقاء في حالة ذعر خوفا من مد بحري جديد.

الى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية التايلاندية امس ان حوالي خمسة آلاف شخص نصفهم من السياح الاجانب قتلوا في تايلاند في الامواج العاتية التي ضربت سواحلها منذ اسبوع. وافادت هذه الحصيلة الجديد ان عدد القتلى بلغ 4985 شخصا، بينهم 2457 اجنبيا و2252 تايلانديا و276 شخصا لم تعرف اصولهم، اما عدد المفقودين فقد بلغ 6424 شخصا.

وقال رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا ان الحصيلة النهائية للقتلى قد تترواح بين سبعة وثمانية آلاف شخص. وكانت وزارة الداخلية التايلاندية راجعت امس الارقام المتعلقة بعدد القتلى، موضحة انه بلغ 4798 وليس 4812 كما اعلن من قبل. وقالت الوزارة ان بعض الجثث احصيت مرتين خطأ في فوكيت، الاقليم الواقع في المنطقة الجنوبية السياحية. واقليم فانغ نا حيث تقع مدينة خاو لاك التي دمرت، هي الاكثر تضررا. وقد قتل فيها 3943 شخصا بينهم 2203 اجانب، حسب الحصيلة الجديدة.

وفي جاكرتا، قالت صحيفة محلية انه تم العثور على عشرة سائحين اجانب احياء في جزيرة صغيرة على طرف اقليم اتشيه الاندونيسي الذي اجتاحته امواج المد. وعثر على السائحين وهم من بريطانيا وكندا واليابان وهولندا وسويسرا في جزيرة ويه التي يرتادها بكثرة هواة التزلج على الامواج والغوص وتقع على بعد نحو 25 كيلومترا قبالة الطرف الشمالي لسومطرة. ونقل عن بريطاني قوله في صحيفة «جاكرتا بوست» «شاهدنا فجأة امواجا ضخمة يصل ارتفاعها الى عشرة امتار تأتي الى الشاطئ. وجرينا للنجاة بحياتنا». ولم يوضح التقرير متى عثر على هؤلاء السائحين. ولكنها قالت ان القوات المسلحة الاندونيسية في سابانج وهي المدينة الرئيسية في الجزيرة رتبت لنقلهم الى ميدان عاصمة اقليم سومطرة الشمالي. وافادت تقارير ان اكثر من سبعة الاف سائح اجنبي معظمهم اوروبيون فقدوا بعد اجتياح امواج المد العاتية السواحل وتدميرها للمنتجعات الساحلية في المنطقة.

وقالت الحكومة السري لانكية ان عدد قتلى موجة المد التي ضربت البلاد ارتفع الى 29744 قتيلا وما زال هناك أكثر من 5500 اخرين مفقودين. وقال ر.م. جاياسينغ الموظف بمكتب تنسيق جهود الاغاثة بوزارة الرعاية الاجتماعية «هناك 29744 قتيلا و16665 جريحا و5540 مفقودا». وكانت الحكومة قد ذكرت في اخر تقدير سابق لها ان عدد القتلى 28627 قتيلا. ومن المتوقع أن يستمر العدد في الارتفاع. ومعظم المفقودين في منطقة واقعة تحت سيطرة الثوار التاميل في شمال وشرق البلاد الذين يقولون ان الاحصاء الذي قاموا هم به للمفقودين يبلغ 18481 مفقودا.

كما رفعت الهند من عدد القتلى أو الذين يخشى أن يكونوا قتلوا في طوفان أمواج المد البحري الذي وقع الاسبوع الماضي الى 14488 امس، وهي زيادة بمقدار 1700 عن عددهم المقدر الليلة الماضية. وذكر بيان لوزارة الداخلية ان الارتفاع كان نتيجة لقفزة حادة في عدد المفقودين والذين يعتقد أنهم قتلوا في جزر اندامان ونيكوبار النائية من 3754 الى 5421 .

وبعد اسبوع، ما زالت حصيلة القتلى في ارتفاع، واقتربت من 130 الفا الى جانب آلاف المفقودين والجرحى ونحو خمسة ملايين مشرد. حسب ارقام ما زالت مؤقتة حتى الآن. وتؤكد الامم المتحدة ان حصيلة الضحايا قد تتجاوز الـ150 الف قتيل. ووراء هذه الارقام والمقارنات، مآس انسانية مروعة ، مثل تلك الفتاة ميلينا هيبيل التي تبلغ من العمر ستة اشهر وظلت معلقة بوالدها لكنها قتلت في الامواج التي جرفتها في تايلاد او صياد السمك الهندي أيه رافي الذي شاهد من سفينته اسرته وقريته تجرفها الامواج في ولاية تاميل نادو (جنوب). وروى السائح البريطاني الكس دي الذي كان في جزيرة فوكيت السياحية جنوب تايلاند ان «موجة هائلة وصلت وكان الناس يجرون في الادغال والى الجبال لينقذوا ارواحهم». ومن ولاية فانغ نغا التايلاندية الى ولاية تاميل نادو تتكرر المشاهد نفسها، فتحت الشمس الاستوائية، تنتشر الجثث المتحللة والمنتفخة وتنبعث منها روائح كريهة بينما بات يتعذر العثور على اماكن لوضع هذه الجثث. ولمدة ايام، لم تصل اي معلومات عن مدينة باندا اتشيه الساحلية عاصمة اقليم اتشيه حيث يخشى ان يكون حدث الاسوأ. ثم ظهرت صور مروعة. دمار اقرب الى آثار قنبلة ذرية وحوالي ثمانين الف قتيل في اتشيه. وقال الكابتن لاري بيرت قائد سرب طائرات هليكوبتر على حاملة الطائرات ابراهام لينكولن الرابضة قبالة ساحل سومطرة «لم أر شيئا مثل هذا قط . رأينا جثثا على بعد نحو 32 كيلومترا في البحر. لا أستطيع أن أصف هذا». غير ان الكارثة حملت احتمالات لوقف اطلاق النار بين الحكومة الاندونيسية والمطالبين بالانفصال. اذ عرضت قيادة «حركة اتشيه الحرة» في المنفى بالسويد وقفا لاطلاق النار من جانب واحد، وقال زعيمها مالك محمود ان الكارثة ربما تساعد اخيرا في احلال السلام. وكشف أن الحركة تبذل جهودا خلف الستار للمشاركة في محادثات السلام مع الحكومة الاندونيسية.

ويماثل ذلك ما تحدث عنه يوسف كالا نائب الرئيس الاندونيسي عندما قال في وقت سابق «اننا نتحدث معهم قبل الكارثة ونأمل في أن توقف الكارثة النزاع». واختفى نحو 30 الفا مما يقدر عددهم بزهاء 80 الفا من سكان اتشيه والمعروف أنهم قتلوا في هذه المدينة نتيجة للامواج التي اكتسحت المنطقة وسببها أقوى زلزال شهده العالم خلال 40 عاما. وحيث ان نصف السكان يعانون من صدمة شديدة ، فان هناك ما يزيد عن ستة حفارات ميكانيكية متوقفة على متن شاحنات حيث لا تستطيع السلطات العثور على سائقين لها.