مصدر مصري: سنعمل على احتواء الخلافات بين أبو مازن وأبو علاء

TT

قال مصدر مصري رفيع المستوى ان القاهرة ستعمل على احتواء الخلاف الذي ظهر أخيرا بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء أحمد قريع (ابو علاء) مشيرا الى ان الخلافات على خلفية موقف كل منهما من مؤتمر لندن الذي دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى عقده في مارس (آذار) المقبل لاعادة تأهيل الجانب الفلسطيني في ما يخص عملية السلام.

واشار المصدر الى ان ابو علاء لا يحبذ المشاركة الفلسطينية في مؤتمر لندن، معتبرا انه يحجم القضية الفلسطينية ويبحث في مسألة الاصلاحات وليس في قضية استئناف المفاوضات.

يذكر ان ابو علاء لم يخف غضبه وانزعاجه مما قاله بلير خلال زيارته لرام الله التي اعلن فيها عن فكرة انعقاد المؤتمر الذي اعلنت اسرائيل انه لا يعنيها ولن تشارك فيه. وقال ابو علاء في حينها ان الفلسطينيين ليسوا بحاجة للذهاب الى (جامعتي) كامبريدج واكسفورد لتلقي دروس في السلام.

واضاف المصدر ان هناك خلافا اخر حول حقيبة الداخلية في حكومة أبو علاء المقبلة حيث يريد أبو مازن ايكالها الى اللواء نصر يوسف منذ تشكيل وزارته في ظل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. بينما يرفض أبو علاء هذا الخيار.

واعتبر المصدر أن الخلافات التي تظهر بين الحين والاخر, تعكس أزمة ثقة خاصة من جانب أبو علاء الذي يريد حسم صلاحياته قبل الانتخابات الرئاسية, مشيرا الى انه يريد تقاسم السلطات مع رئيس السلطة الفلسطينية.

من جهة اخرى توقع المصدر ان تستعد القاهرة لاستضافة الفصائل الفلسطينية في حوار ثنائي مع كل فصيل عقب الانتخابات, مباشرة تمهيدا للتوقيع على اتفاق فلسطيني ـ فلسطيني.

وربط المسؤول بين استئناف المفاوضات وعملية السلام, بنجاح بالحوار الفلسطيني, في التوصل الى برنامج سياسي مشترك.

من ناحية اخرى اعتبر المصدر ان التصعيد الاسرائيلى الذي تمثل بالاجتياح واعمال القتل والاغتيال وتجريف الأراضي, لن يجعل الفلسطينيين يتراجعون عن ثوابتهم, لافتا الى أن الثوابت الفلسطينية أقرتها الشرعية الدولية والقرارات الاممية وخطة «خريطة الطريق». وشدد أبو مازن في حوار للتلفزيون المصري امس على أن الفلسطينييين لا يطالبون بثوابت بعيدة عن الشرعية الدولية، داعيا الى ضرورة الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ليعم السلام المنطقة. وفي ما يتعلق بوقف «عسكرة الانتفاضة», قال إن هناك فرقا بين الانتفاضة وعسكرتها, مشيرا الى أن الانتفاضة هى عمل مشروع شعبي قام به الشعب الفلسطيني في الثمانينات ويمكن القيام به في أي وقت.. ووصفه بأنه عمل احتجاجي جماهيري مدني للتعبير عن سخطه وقهره وظروفه وحقوقه. ودعا أبومازن مجددا الى وقف عسكرة الانتفاضة حتى يعيش الفلسطينيون بأمان وأمن ويبحثوا عن لقمة عيش كريمة.. لافتا الى أنه من غير المقبول أن تشمل البطالة أكثر من 60 في المائة من الشعب الفلسطيني وأن يظل أكثر من 60 في المائة دون مستوى الفقر. كما طالب التنظيمات الفلسطينية باجراء حوار من أجل الوصول الى اتفاق، مستشهدا باتفاق الهدنة الدائم الشامل الذي ضم جميع الفصائل الفلسطينية الذي تم التوصل اليه العام الماضي. وأعرب أبو مازن عن اعتقاده بأن الفصائل الفلسطينية, رغم الخلافات الفرعية, ستتجاوب مع هذا الطرح معتبرا أن الجميع يتحمل المسؤولية ويشعر بمسؤولية الوطن والمواطن. وأكد أن الاتصالات قائمة ولم تنقطع مع جميع الفصائل الفلسطينية بهذا الصدد، مشيرا الى أن موضوع الانتخابات يتم دراسته منذ بضعة أشهر. واشار الى أن الانتخابات المحلية جرت في جو ديمقراطى، معربا عن أمله في التوصل الى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية حول القضايا التي يجري بحثها.