وزير النفط العراقي: منشآتنا النفطية تتعرض لحرب شاملة

ثامر الغضبان: يئس الإرهابيون من كسب ود العراقيين فصعدوا أعمال التخريب

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: اعتبر وزير النفط العراقي ثامر غضبان امس ان هناك «حربا شاملة» تستهدف المنشآت النفطية العراقية، موضحا ان خسائر العراق فاقت ثمانية مليارات دولار جراء العمليات التخريبية التي ضربت خاصة انابيب تصدير النفط الخام.

وقال غضبان للصحافيين خلال زيارته لمصفاة الدورة «لقد قررنا اليوم ان نطلع ابناء الشعب العراقي على ما يجري من مخطط واسع وحرب شاملة تستهدف المنشآت النفطية الحيوية العراقية». واضاف «لغاية شهر اكتوبر (تشرين الاول) تجاوزت خسائر العراق سبعة مليارات دولار، وهي فاقت الآن الثمانية مليارات دولار من دون ادنى شك».

وتابع الوزير العراقي القول «لقد اشرنا منذ اشهر عديدة الى وجود مخطط تخريبي يرمي لاحداث ازمة كبيرة في المشتقات النفطية داخل البلاد ومنع صادرات النفط العراقية من الوصول الى الخارج، وهذا المخطط اخذ اليوم ابعادا اوسع ووصل الى ذروته». واوضح غضبان انه في الايام الثلاثة الماضية «تم ضرب مصفاة الدورة وقصف مصفاة البصرة بالصواريخ ونسف الانبوب الاستراتيجي الناقل للنفط الخام قرب المسيب (جنوب بغداد) ونسف الانبوب الناقل للنفط الخام من حقول كركوك الى مصافي بيجي ونسف الانبوب الناقل للنفط الخام (كي.2) من كركوك الى الدورة بالقرب منطقة سامراء بالاضافة الى تعرض الانبوب الناقل للنفط الخام الرئيسي في شمال العراق الى عملية تخريبية بالقرب من الموصل». واكد الوزير العراقي ان هذه العمليات التخريبية جعلت «صادرات النفط العراقية محصورة في المنطقة الجنوبية».

يشار الى ان وتيرة الهجمات على المنشآت النفطية في العراق ارتفعت بعد دعوة زعيم تنظيم القاعدة ، اسامة بن لادن منتصف الشهر الماضي ، الى استهداف قطاع النفط الحيوي في العراق.

وقال الغضبان ان «المعلومات التي وصلت الينا من مدينة البصرة تشير الى وجود مجموعة ارهابية قريبة للقاعدة وراء استهداف مصفى البصرة النفطي يوم امس بالصواريخ». واضاف «اما في محافظة صلاح الدين فبدأوا بتوزيع منشورات تحذر سائقي الشاحنات من المجيء الى مصفى بيجي». ودعا وزير النفط رجال الدين وشيوخ العشائر والاساتذة والمثقفين الى «ادانة هذه العمليات والمخططات الاجرامية التي تستهدف المواطن العراقي»، معتبرا استهداف هذه المنشآت دليلا على «يأس الارهابيين في كسب ود العراقيين». وقال «انا لا ارى نهاية قريبة وعاجلة لازمة الوقود وامامنا مشوار وصراع مع قوى الشر التي تحاول ادامة هذه الازمة ومعاناة المواطنين» مشيرا الى ان «هناك قوة فعالة ستزج خلال الايام القليلة المقبلة لحماية المنشآت النفطية العراقية من المخربين».

وقال الوزير العراقي ان «هذه الحوادث لم نكن نتحدث عنها في السابق اما الا فإن المخطط اصبح واضحا للجميع». واعتبر ان الهدف من هذه الهجمات «هو احداث هلع شعبي وجعل اهالي المدن العراقية عموما وبغداد على سبيل الخصوص يعانون من نقص في المشتقات النفطية ومن البرد وصعوبة التنقل وانقطاع التيار الكهربائي وبالتالي شل حياتهم». واوضح الوزير العراقي ان «الارهابيين لم يكتفوا بضرب الانابيب فقط بل حتى الصهاريج الناقلة في مناطق مختلفة من العراق وتهديد حياة السائقين وضربهم وقتلهم والتدخل في عمل الفرق الفنية لوزارة النفط وخطف المهندسين والفنيين». ورد على الانتقادات التي توجهها بعض وسائل الاعلام المحلية لوزارة النفط بسبب نقص المشتقات النفطية ودعاها الى ان تكون «متوازنة وعقلانية». ومن جانبه، اكد دثار الخشاب مدير مصفاة الدورة التي تعد اقدم المصافي النفطية العراقية والتي انشئت في خمسينات القرن الماضي ان «مصفى الدورة الذي يجهز سكان بغداد بـ50% من احتياجاتهم الاساسية تعرض خلال الشهرين الماضيين فقط الى 11 عملية تخريبية». واوضح ان «الانفجار الاخير الذي وقع يوم الخميس الماضي كان يمكن ان يودي بحياة عشرات العمال الذين كانوا يحاولون عزل النيران في مكان فيه 20 طنا من غاز البروبين لكن لم يترك احد موقعه».