الانتخابات الكرواتية: ميسيتش رئيسا لولاية ثانية من الدورة الأولى

TT

فاز الرئيس الكرواتي المنتهية ولايته، ستيبان ميسيتش، من تيار الوسط في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس بحصوله على 51.8% من الأصوات، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد بولس لدى الخروج من مراكز الاقتراع.

وكانت مراكز الاقتراع في كرواتيا شهدت أمس اقبالا كبيرا من الناخبين الذين توافدوا اليها منذ السابعة صباحا للادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية واختيار الزعيم الذي سيقود بلادهم في السنوات الخمس المقبلة، والتي تنتظر فيها كرواتيا استحقاقات مهمة ابرزها بدء مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في 17 مارس (آذار) المقبل، والفوز بمقعد في الاتحاد في 2007 . ومنعت السلطات القضائية الكرواتية أمس اعلان أي نتائج قبل اقفال كل صناديق الاقتراع والانتهاء من فرز البطاقات الانتخابية. وحذرت الاحزاب ووسائل الاعلام التي تخرق الحظر القانوني، من انها ستتعرض لعقوبات شديدة، موضحة ان هذا الحظر «يساهم في شفافية الانتخابات، ويمنع التأثير على الناخبين». وقال الرئيس ستيبان ميسيتش أثناء الادلاء بصوته «أمامنا مواعيد مهمة، ونريد أن نحافظ على السمعة التي تحظى بها كرواتيا كنموذج للديمقراطية وحقوق الانسان واتباع المعايير الاوروبية... آمل أن ننضم الى الاتحاد الاوروبي في 2007 معاً».

وقالت يادرنكا كوسور مرشحة «التجمع الكرواتي الديمقراطي» إذا فزت في الانتخابات سأعتقل المتهمين بارتكاب جرائم حرب». وعلق رئيس الوزراء الكرواتي زعيم حزب «التجمع» ايفو سنادر عما تردد من أن الاستقرار يتطلب الابقاء على الرئيس ميسيتش وعدم تغيير رئيس الجمهورية، وقال «ان الذي يجب أن يحرص عليه هو القانون والدستور والمعايير الدولية للديمقراطية وممارسة السلطة المستمدة من الامة، وليس الاشخاص». وقال عن سير العملية الانتخابية، «لدينا معلومات أن الامور تسير في شكل جيد».

وانقسم الكروات أمس بين مناصر للرئيس ميسيتش وراغب في التغيير، وتشير المعلومات الصادرة من مراكز الرصد السياسي إلى أن غالبية الشعب الكرواتي في كرواتيا ترجح كفة الرئيس الحالي في حين يميل كروات البوسنة (400 ألف نسمة) إلى مرشحة «التجمع» يادرنكا كوسور التي يرون أنها تجسد سياسات الرئيس الكرواتي السابق فرانيو تودجمان الذي توفي نهاية 1999 بعد صراع شديد مع المرض. وكان تودجمان يدعو إلى تجميع الكروات في دولة واحدة، واتفق مع الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش على تقسيم البوسنة إبان الحرب التي شهدتها الاخيرة والتي استمرت 4 سنوات، خصوصاً في عامي 1992 و1993. ويسعى الشعب الكرواتي (كرواتيا) إلى الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي، وإقامة علاقات حسن جوار مع الشعوب الأخرى، كما يحرص غالبيته على التخلص من كاثوليك البوسنة الذين يرى أنهم كسبوا الجنسية الكرواتية من خلال انتمائهم الديني وليس العرقي. ويواجه كاثوليك البوسنة كراهية شديدة من غالبية الكروات، والذين يحملونهم مسؤولية مشاكلهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويدعونهم الى العيش بسلام في بلدهم البوسنة من دون دفع كرواتيا للإنفاق عليهم أو السعي إلى إثارة القلاقل في المنطقة بسببهم.