البيرو: مسلحون يحتجزون رجال شرطة ويطالبون باستقالة رئيس البلاد

مقتل خمسة من الشرطة في تبادل لإطلاق النار.. والحكومة تعلن حالة الطوارئ

TT

ليما ـ رويترز: بثت اذاعة «ار.بي.بي» البيروفية أن خمسة من ضباط الشرطة قتلوا أمس في تبادل لاطلاق النار مع أنصار ضابط سابق استولى على مركز للشرطة في جنوب بيرو ليل السبت ـ الاحد واحتجز عشرة من رجال الشرطة رهائن. وكانت مصادر طبية قد افادت في وقت سابق ان الهجوم الذي نفذه 150 من عناصر الاحتياط، ادى الى جرح سبعة اشخاص هم خمسة من رجال الشرطة ومهاجمان.

واعلنت الشرطة البيروفية ان مجموعة قومية متطرفة هاجمت مركزا للشرطة واحتجزت رجال الشرطة رهائن في منطقة ابوريماك في جنوب شرق البلاد، حيث اعلن الرئيس البيروفي اليخاندرو توليدو حالة الطوارئ.

وشن الهجوم في مدينة انداخوايلاس (400 كلم جنوب شرق ليما) الضابط المتقاعد انتاورو خومالا زعيم المجموعة القومية المتطرفة «اتنو ـ كاسيريثتا»، مطالبا باستقالة الرئيس توليدو الذي يتهمه «بالفساد» وببيع البلاد للمصالح التشيلية.

وحركة «اتنو ـ كاسيريثتا» تحمل اسم الرئيس البيروفي السابق اندريس كاسيريثتا الذي قاوم بشدة الجنود التشيليين بعد حرب المحيط الهادئ (1879 ـ 1893) التي هزمت فيها البيرو امام تشيلي. وتؤكد هذه الحركة القومية المتشددة التي تدافع، خصوصا عن السكان الاصليين، على عظمة حضارة الانكا.

واكد انتاورو خومالا للصحافيين «لن نغادر مركز الشرطة قبل استقالة توليدو لكننا مستعدون للتفاوض». واوضح ان شقيقه اولانتا الموجود حاليا في كوريا الجنوبية سينضم الى المجموعة لقيادة حركة الاحتجاج.

ونشر اولانتا خومالا من سيول بيانا بثته اذاعة «بروغراما»، دعا فيه البيروفيين الى «التمرد» على حكومة توليد، وجاء في البيان «انها اللحظة المناسبة للتمرد وللبرهنة للمجموعة السياسية غير الوطنية ان الشعب البيروفي قادر على اتخاذ موقف قوي عندما تخدعه حكومة تفقد شرعيتها يوما بعد يوم وتقف على هامش الشرعية». واضاف ان «العصيان الشعبي في هذه الحالة واجب».

وقال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان البيروفي لويس ايبيريكو ان نداء اولانتا خومالا يندرج في اطار «النشاطات التخريبية»، مؤكدا انه «لن يلقى قبولا في القوات المسلحة ولا في الشرطة»، وان اولانتا خومالا وشقيقه سيمثلان امام القضاء.

من جهة أخرى، اكد رئيس الوزراء البيروفي كارلوس فيريرو ان الحكومة «لن تسمح لمجموعة صغيرة من المخربين المرتبطين بمهربي المخدرات» بالاضرار «بالديمقراطية والقوانين البيروفية عبر اعمال عنف». ويسمح اعلان حالة الطوارئ باستخدام القوات المسلحة الى جانب قوات الشرطة.

وقال الرئيس توليدو انه يقود هذه العملية، مؤكدا «ثقته في الشرطة والقوات المسلحة».

واقليم ابوريماك منطقة جبلية فقيرة يعيش سكانها من الزراعة، وكانت مهد هذه الحركة القومية المتشددة.

وكان اولانتا خومالا الذي احيل الاربعاء على التقاعد، قد قام بتمرد عسكري في اكتوبر (تشرين الاول) 2000 على حكومة الرئيس البرتو فوجيموري، قبل شهر من مغادرته السلطة بعد اتهامه بالفساد.