توافق أميركي ـ سوري على انتخابات «شاملة» في العراق وتذكير لدمشق بضرورة «التطبيق الكامل» للقرار 1559

أرميتاج وبيرنز التقيا الأسد والشرع في زيارة خاطفة إلى دمشق

TT

بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج في دمشق أمس أبرز قضايا المنطقة وخاصة الشأنين العراقي والفلسطيني، وذلك في محادثات استغرقت نحو ستين دقيقة، وصفها المسؤول الأميركي بأنها كانت بناءة وواقعية وصريحة.

وذكر بيان الرئاسة السورية أن الحديث بين الرئيس الأسد وأرميتاج تم بحضور وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ووليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى، والسفير السوري في واشنطن والسفيرة الأميركية بدمشق، وتناول الأوضاع في العراق والعملية السياسية الجارية هناك بما في ذلك الانتخابات، وأهمية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وأثره في تحقيق الاستقرار فيها.

وعقب هذه المحادثات التي استغرقت نحو ستين دقيقة توجه أرميتاج إلى مقر الخارجية السورية فوصل قبل وصول الوزير الشرع بخمس دقائق حيث عقدت جلسة مباحثات بينهما تناولت الأوضاع في العراق من مختلف جوانبها. وقد أكد الشرع في مباحثاته مع أرميتاج موقف سورية من أن وحدة العراق واستقراره وأمن شعبه أمور لا تنفصل عن مصالح سورية وأمنها، وأن سورية على هذا الأساس أكدت استعدادها لمواصلة التعاون مع الجانب العراقي في موضوع أمن الحدود وتعزيزه.

وقال بيان الخارجية السورية إن وجهات النظر كانت «متفقة على إنجاح العملية السياسية المتمثلة بالانتخابات الشاملة لمختلف المناطق العراقية وبما يمثل الشعب العراقى بكامله»، مشيراً إلى أن الحديث بين الشرع وأرميتاج تطرق إلى فرص إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.

ونسب البيان السوري إلى أرميتاج تأكيده أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في ولايتها الثانية ستجعل إحلال السلام الشامل في المنطقة ضمن أولوياتها. وأشارت الخارجية السورية إلى أن المحادثات التي جرت «في جو صريح وبناء» تطرقت إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة والعلاقات السورية الأميركية وسبل تطوير هذه العلاقات.

وعقب المحادثات التي استغرقت أكثر من ساعة ولدى مغادرته مبنى الخارجية السورية قال أرميتاج للصحافيين «إن اللقاء كان بناءً وواقعياً وصريحاً، وكانت المحادثات مع الرئيس الأسد والوزير الشرع شاملة أكد الجانب الأميركي خلالها أهمية إجراء الانتخابات العراقية في 30/1/2005 وعلى ضرورة مشاركة جميع العراقيين فيها».

وأعلن أرميتاج أنه بحث مع الجانب السوري الوضع الأمني على الحدود السورية العراقية، لافتاً إلى الجهود السورية في ضبط الأمن على تلك الحدود وإلى الرغبة الأميركية في العمل بالتحديد على موضوع العناصر الأجنبية الموالية للنظام العراقي السابق والتي تتنقل بين سورية والعراق.

كما لفت نائب وزير الخارجية الأميركي إلى أن المحادثات تناولت أيضاً «التطبيق الكامل» للقرار 1559، والحاجة إلى عدم التدخل الأجنبي في الانتخابات البرلمانية اللبنانية في الربيع المقبل.

وفيما يتصل بالعملية السلمية في المنطقة أكد أرميتاج استمرار التزام الولايات المتحدة الأميركية عملية السلام الشامل، وقال هناك فرصة كبيرة ولحظة مؤاتية بشأنها بعد الشهر الأول من العام الجديد حيث ستكون هناك قيادة فلسطينية جديدة علينا جميعاً أن ندعمها وأن ننعش الوضع السياسي، والحيلولة من دون اللجوء إلى العنف.

زيارة أرميتاج أمس لدمشق ولبضع ساعات فقط، سبقت زيارة يزمع المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الأميركية السيناتور جون كيري القيام بها لسورية الجمعة المقبل قد تشكل حسب دوائر خاصة متابعة للعلاقات السورية الأميركية فرصة لطرح أفكارٍ من شأنها فتح حوار جديد مع دمشق يزيل الغيوم من سماء العلاقات السورية الأميركية، وتكون مناسبة تؤكد فيها سورية مجدداً مواقفها من القضايا المطروحة، ومقدمة لإبداء أوساط أميركية غير رسمية رغبتها في محاولة فهمٍ أوسع لوجهات النظر السورية الأميركية المتباينة، بما يمكن أن يخدم مستقبل العلاقات بين البلدين والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

وكان عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، وولتر رسل ميد، قد أبلغ «الشرق الأوسط» في دمشق، قبل فترة وجيزة، أن ثمة تحسناً طرأ على العلاقات السورية الأميركية في الآونة الأخيرة، لكنه وصف هذه العلاقات بالرمادية، مؤكداً أن واشنطن تريد علاقات ناصعة البياض مع سورية، ولافتاً إلى أن لا يستبعد إزالة الخلاف القائم بين دمشق وواشنطن بما يرضي رغبات الجانبين.