نائب رئيس البرلمان الأوروبي: لا يجب ترك الأمور كلها في يد الأميركيين

TT

عقد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس اجتماعا في القاهرة مع إدوارد ماكسملين سكوت، نائب رئيس البرلمان الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، الذي يزور مصر حاليا. وصرح سكوت بأن اللقاء تناول العلاقات المصرية ـ الأوروبية بشكل عام، معلنا أن البرلمان الأورومتوسطى سيعقد جلسة بالقاهرة في شهر مارس (اذار) المقبل. وأشار إلى أنها ستكون فرصة هامة لبحث العلاقات السياسية بين الدول العربية والاتحاد الأوروبى. وأكد المسؤول الأوروبى ضرورة عدم ترك الأمور كلها في يد الأميركيين، مشيرا إلى أن أوروبا لها اهتمامات كبيرة بالاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم العربي وأنها سوف تلعب دورا هاما وكبيرا في هذا الصدد، وأنه، شخصيا، يشجع هذا الاتجاه. ووصف سكوت لقاءه أبو الغيط بأنه كان «مفيدا وبناء»، مؤكدا أن مصر ستدعم البرلمان الأورومتوسطى بطريقة فعالة. وأوضح المسؤول الأوروبي أن المحادثات مع أبو الغيط تطرقت الى قضيتي العراق وفلسطين لأنه لا يمكن، حسب قوله، تجاهل الموقف الخطير في العراق. وعبر نائب رئيس البرلمان الأوروبي عن أمله في أن تتم الانتخابات بالعراق في نهاية الشهر الجاري حتى يمكن للشعب العراقي أن يعبر عن رغباته السياسية في ظروف حرة. وفيما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية، أعرب سكوت عن أمله في أن تسفر هذه الانتخابات عن موقف مستقر، مؤكدا أن هناك حاليا حكومة فلسطينية معتدلة. وأشار الى أن الإدارة الأميركية، التي تم انتخابها لمدة أربع سنوات، تنادي بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، موضحا أن هذه هي المرة الأولى التي يصدر عن إدارة أميركية بشكل محدد هذا الأمر. وقال سكوت إن الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يرى تنفيذا كاملا لهذا في الشرق الأوسط، وأنه مستعد لأن يلعب دورا في تحقيق ذلك وكذلك روسيا والأمم المتحدة مع الاميركيين تحت مظلة «خريطة الطريق». وأعرب المسؤول الأوروبي عن اعتقاده بأن هناك تحركا جيدا يمكن أن يؤدي الى تحقيق السلام في الشرق الأوسط وتقدم اقتصادي وتحقيق الآمال. ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية المصري أن الحوار الاوروبي المتوسطي من خلال أطره المختلفة يعد ركيزة هامة لتحقيق التقارب بين شاطئي البحر المتوسط من خلال اقامة حوار دائم بين الثقافات والحضارات في المنطقة مما يتيح الفرصة لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتحقيق الفهم المتبادل والابتعاد عن التصادم بين الحضارات في تلك المرحلة الدقيقة التي تشهد تحديات كثيرة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأشار الى ان التوصل الى تسوية القضايا التي تشهدها المنطقة يعد أساسيا لتحقيق تعاون أورومتوسطى فعال، موضحا أن تسوية النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية، تعدان محورا في عملية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط، بما يساعد على دفع التعاون والتنمية في جميع المجالات. وأوضح أبو الغيط في تصريحاته أن الإحساس بالظلم لدى الشارع العربي والإسلامي نتيجة عدم تسوية قضايا المنطقة يعمق مشاعر الغضب ويعزز من سوء الفهم ويشجع على تصعيد المواجهة فيما بين العالمين الاسلامي والغربي، الامر الذي يجب تفاديه من خلال العمل الجاد لتفريغ شحنة التوتر وتسوية قضايا المنطقة. وأكد على اهتمام مصر بتعميق التعاون مع الاتحاد الاوروبي من خلال اتفاقية الانتساب ومن خلال سياسة الجوار الاوروبية، مبرزا أهمية البعد المتوسطي في سياسة الجوار الجديد وضرورة عدم إصرار الاتحاد الاوروبي على فرض الشروط لتحقيق التنمية والتعاون وانما طرح الحوافز لتشجيع وتنشيط التعاون وتحقيق التنمية.