قوة أميركية تهاجم قسما داخليا للطلبة في أربيل

حكومة بارزاني تندد بالعملية التي جرت «من دون تنسيق»

TT

أربيل (العراق) ـ ا.ف.ب: نددت حكومة اقليم كردستان العراق التي يديرها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، بهجوم عسكري اميركي استهدف قسما داخليا في جامعة صلاح الدين وسط مدينة اربيل الليلة قبل الماضية بحجة ملاحقة ارهابيين.

وأوضح وزير الداخلية في الحكومة كريم سنجاري في مؤتمر صحافي ان «قوة عسكرية اميركية مكونة من عدة هليكوبترات تساندها طائرات حربية نفذت عملية عسكرية مساء اول من امس في محلة سيداوه وسط اربيل». واضاف «ان العملية ادت الى إصابة امرأة كانت تستقل سيارة أجرة قرب مكان الحادث، كما اعتدت الطائرات على مبنى القسم الداخلي لطلبة جامعة صلاح الدين مما ادى الى إضرام النيران فيه».

واوضح سنجاري ان «هذه العملية لم يكن فيها اي تنسيق بينهم وبين قوات الأمن الكردية».

وأدان وزير الداخلية العملية وطالب القوات الأميركية «بفتح تحقيق» في الامر. ونفى ان يكون الاكراد على علم بالهدف من هذه العملية وقال «لم يعتقل احد خلال العملية».

وقال سنجاري «في العادة نحن لدينا تنسيق مع القوات الاميركية في الموصل، ولكن يظهر انهم لم يكن لديهم علم بذلك وان هذه القوات جاءت من بغداد»، مشيرا الى «حدوث عمليات عسكرية مشتركة في السابق وكان هناك تنسيق كامل بيننا وبين القوات الاميركية، لكن في هذه العلمية لم يؤخذ برأينا ولم نستشر ولم تكن لدينا اي معلومات عن وصول هذه القوات الى ان وصلت الى اربيل».

من جهتها قالت حكومة اقليم كردستان في بيان أصدرته امس «قامت فرقة عسكرية أميركية بالتوغل داخل مدينة اربيل وبالتحديد في حي سيداوة بدون التنسيق مع قوات البيشمركة او الشرطة الكردية». وبدعم من الهليكوبترات والطائرات الحربية، قامت هذه القوات بمحاصرة الحي والبحث حسب ادعاءاتها عن إرهابيين.

واضاف البيان «ان القوات الاميركية لم تعثر على احد، وأطلقت عيارات نارية بصورة عشوائية، ونتج عن ذلك إصابة امرأة كانت تستقل سيارة أجرة. بعدها، اعتدت هذه القوة على القسم الداخلي لجامعة صلاح الدين وأضرمت النيران فيه واصيب أربعة من طلبة الجامعة بجروح».

وشجب البيان هذه العملية وقال كان يجب على القوات الاميركية ان تعلم قوات البيشمركة بالقيام بمثل هذه العمليات. وذكّر البيان بأن «هناك تحالفاً بين حكومة كردستان وقوات التحالف من أجل تحقيق هدف استراتيجي ألا وهو إزالة آثار دكتاتور البعث وإحلال الديمقراطية في العراق. ومن أجل هذا الهدف، أريقت دماء البيشمركة والقوات الاميركية في جبهة واحدة».

واستنكر البيان بشدة هذه العملية ورفض اي تدخل عسكري مباشر، مطالباً بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان في جميع المجالات.

وقال الطالب كارزان حمه علي احد طلاب القسم الداخلي الذي تعرض للقصف، ان اربع طائرات هليكوبتر «حامت فوق المنطقة لفترة وجيزة ثم اختفت اثنتان وبقيت اثنتان».

واضاف «بعد مرور حوالي ساعة اطلقت احدى الطائرات النار من الرشاشات على القسم الداخلي وبعدها أطلقت صاروخا وأصابت مولد الكهرباء وخزان الوقود فوق سطح المبنى».

واوضح حمه علي ان عددا من الطلبة «القوا بأنفسهم من المبنى ذي الطابقين واصيبوا بجروح، وان احدا لم يأت بعد الحادث لتفتيش المبنى فيما ظلت الطائرات الاميركية لفترة نصف ساعة في سماء المنطقة بعد قصف المبنى».

وقال «شاهد آخر فضل عدم الكشف عن اسمه في المنطقة انه شاهد الطائرات الأميركية تنزل عددا من الجنود في مكان قريب من المبنى الذي تعرض للقصف».

وذكر مصدر طبي في مستشفى الطوارئ في اربيل ان «اثنين من الطلبة اصيبا بجروح بالغة وقد نقلا الى المستشفى التعليمي».