البرادعي يؤكد التزام إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم ويحذر واشنطن من مغبة التنصت على وكالة الطاقة

TT

فيينا ـ أ.ف.ب: قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس، إن إيران تحترم التعهدات التي اعلنتها في اواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأكد ان «عملية تعليق التخصيب ما تزال مطبقة». ومن جهة ثانية حذر البرادعي الولايات المتحدة من مغبة التجسس على الوكالة ، مؤكدا ان ذلك سيكون ضربة «للتعددية ونظام الامم المتحدة كما نعرفه». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت الشهر الماضي ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تنصتت على مكالمات هاتفية بين البرادعي ودبلوماسيين ايرانيين للحصول على معلومات تمكنها من إقالة البرادعي من منصبه.

وقد تردد ان الولايات المتحدة ترغب في إقالة البرادعي منصبه في وكالة الطاقة لاعتقادها انه ليس صارما بالشكل الكافي في تعامله مع ايران، التي تتهمها واشنطن بامتلاك برنامج سري لتطوير الاسلحة النووية.

وقال البرادعي إنه قرأ التقارير الصحافية حول عمليات التنصت وانه لا يعلم المزيد عن عملية التنصت، «ولكن اذا كانت تلك التقارير صحيحة فان ذلك سيزعجني كثيرا». واضاف «اذا كانت هذه التقارير صحيحة فان ذلك يعتبر انتهاكا خطيرا لحقنا في ان نكون مستقلين»، مؤكدا ان «استقلالنا أمر هام لنجاحنا ومصداقيتنا».

وقال البرادعي «اذا تم التلاعب باستقلالنا، فإن ذلك في الحقيقة هو تلاعب بنسيج التعددية بأكمله ونظام الامم المتحدة كما نعرفه».

ورفض البيت الابيض التعليق على التقرير بأن الولايات المتحدة تجسست على البرادعي. الا ان المتحدث باسم الحكومة الاميركية ، سكوت مكليلان، اكد الشهر الماضي معارضة واشنطن لاعادة تعيين البرادعي ، 62 عاما ، في منصبه لفترة ثالثة عندما تنتهي ولايته الحالية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويعتقد البرادعي أن ايران مستمرة في التزامها وقف تخصيب اليورانيوم ـ الذي يمكن استخدامه لغايات مدنية وعسكرية على حد سواء. وقال البرادعي ان الايرانيين ابلغوا الوكالة ان الامر «سينتهي في فبراير/ شباط». وأوضح ان المنتجات والآلات الخاصة بعملية التحويل ستوضع حينها «تحت ضمانتنا».

وأبلغ البرادعي وكالة الصحافة الفرنسية أمس ان مفتشي وكالة الطاقة سيتمكنون خلال الاسابيع المقبلة من تفتيش منشأة برشين العسكرية في ايران التي يقول الاميركيون ان طهران تجري فيها تجارب سرية لصنع قنبلة نووية، والذي تسعى الوكالة الدولية لتفقده منذ يوليو (تموز) الماضي، فيما تنفي إيران القيام بأي نشاط نووي في هذا المجمع العسكري الضخم الذي يبعد 30 كيلومترا عن طهران.

وكان مسؤول أميركي كبير قد قال إن الولايات المتحدة قلقة بشأن تجارب تجرى على مواد عالية التفجير في برشين قد «تكون بقوة الاسلحة النووية». وكانت ايران قد وافقت على تعليق نشاطات التخصيب أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) بناء على طلب من مجلس حكام الوكالة ومقابل اتفاق للتعاون مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

وتواصل طهران لأسباب فنية نشاطات التحويل التي تسبق عملية التخصيب بعد ان كانت بدأتها قبل الاتفاق. وبموجب الاتفاق مع الأوروبيين، يحق لإيران ان تنتج مسحوق تترافلورور اليورانيوم (يو إف 4) الضروري لانتاج اليورانيوم المخصب بدون ان يتعارض ذلك مع تعليق اعمال التخصيب الذي التزمت به.

وينتج تترافلورور اليورانيوم من «الكعكة الصفراء» وهي مادة تتضمن اليورانيوم بنسبة 70% وتشكل المرحلة قبل الاخيرة في تخصيب اليورانيوم مباشرة قبل انتاج غازهكسافلورور اليورانيوم (يو إف 6).

واعلن الايرانيون اواخر الشهر الماضي انهم يريدون تحويل 37 طنا من «الكعكة الصفراء» الى تترافلورور اليورانيوم (يو إف 4) ومن ثم الى (يو إف 6)، الامر الذي اثار اعتراضات دبلوماسيين أوروبيين.

لكن دبلوماسيين أكدوا عدم وجود مؤشرات على ان الايرانيين يواصلون العمل في انتاج غاز (يو إف 6).