الجيش السوداني يضم ميليشيات جنوبية موالية للحكومة إلى صفوفه في أولى خطوات تنفيذ اتفاقية السلام

TT

أصدر الرئيس السوداني عمر البشير أمس قراراً باستيعاب «أكبر وأقوى» المليشيات الجنوبية الموالية للحكومة السودانية في صفوف الجيش السوداني، في خطوة اعتبرتها قيادات عسكرية في الخرطوم بأنها «واحدة من ترتيبات تنفيذ اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي سيتم توقيعها الاحد المقبل في نيروبي».

واعلن قرار انضمام ميليشيات قوة دفاع جنوب السودان بقيادة القائد باولينو ماتيب في احتفال كبير أقيم أمس في نادي ضباط الجيش السوداني بالخرطوم. وقال اللواء الركن بكري حسن صالح إن انضمام هذه القوات الى القوات المسلحة «واحدة من الترتيبات الخاصة بالسلام».

واعتبر اللواء ابن عوف مدير الاستخبارات العسكرية في حديثه أمام الاحتفال ان قوات ماتيب هم الذين قدموا الدعم للقوات المسلحة طيلة فترة الحرب، وقال «الآن نحن معا نعمل للسلام كما عملنا من قبل للحرب قبل التوصل الى الاتفاق»، وأضاف «الآن استقبلنا الذين دعمونا أثناء فترة الحرب ومستعدون معا لاستقبال اخوتنا المقبلين بعد السلام»، في اشارة الى قوات الحركة الشعبية. وقال ان الحرب انتهت والفترة المقبلة ستكون هناك آلية سياسية بحتة» يكسبها من هو أكثر ثباتاً على أرض الواقع، وقال ان هؤلاء الضباط الذين جرى تعيينهم وترقيتهم سيكونون مقتدمين بقوانين ولوائح القوات المسلحة السودانية.

وشمل قرار الاستيعاب لتلك القوات في الجيش ترقية وتعيين نحو 200 ضابط تتراوح رتبهم من اللواء والرائد من «قوة دفاع جنوب السودان» بقيادة اللواء باولينو ماتيب التي تتمركز حول المناطق الغنية بانتاج بالنفط في «ولاية الوحدة» في الجنوب، ويقدر قوات ماتيب بنحو 3500 .

وكانت مسألة وضعية المليشيات المسلحة في جنوب السودان واحدة من آخر عقبتين في المفاوضات بين الطرفين في نيفاشا الاسبوع الماضي الى جانب قضية تمويل جيش الحركة الشعبية، غير انه تم تجاوزها في الساعات الاخيرة التي سبقت توقيع الاتفاق بأن يتم تخيير هذه المليشيات بعد عامين من بداية تنفيذ إتفاق السلام بين الانضمام الى الحكومة او الحركة الشعبية».

وانشق ماتيب بقواته المعروفة بقوة دفاع جنوب السودان من الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق في العام 1991، في اطار انشقاقات شهيرة شهدتها الحركة في تلك الفترة وتحالف مع حركة استقلال السودان بزعامة الدكتور رياك مشار احد قيادات قرنق الآن، ولكن ماتيب، وقواته، ينتمون الى قبيلة «النوير» ثاني اكبر قبيلة في الجنوب، انشق عن مشار في العام 1997 وخاض حربا ضروسا بمساعدة الحكومة ضد قوات مشار في ولاية الوحدة الغنية بالنفط في اطار مساعي الحكومة لتامين مناطق انتاج النفط حول مدن الوحدة مثل: «وربكونا، وونكاي واللير، ومنكاي، بانتيو» من نشاطات الحركة الشعبية، وانتهت بهزائم لقوات مشار وتبددها في الغابة الشيء الذي اغضب الاخير ودفعه الى فض اتفاقه مع الحكومة المعروف بـ «اتفاقية الخرطوم للسلام» والعودة الى الغابة والعمل مع قرنق مرة اخرى ضد الخرطوم.

واثار القرار الذي أصدره الرئيس السوداني امس تساؤل المراقبين حول مصير وجود قوات ماتيب في المواقع التي تحتلها في الجنوب بعد عملية اعادة الانتشار المنصوص عليها في اتفاق الترتيبات الأمنية مع الحركة الشعبية.