الانتخابات الرئاسية الفلسطينية : نائب إسرائيلي يطالب باعتقال أبو مازن عندما يصل إلى القدس غدا

TT

تقدم عضو الكنيست اليميني المتطرف، اريه الداد، أمس بطلب الى الشرطة الاسرائيلية يدعوها فيه الى اعتقال رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) لدى دخوله القدس غدا في اطار حملته الانتخابية للرئاسة الفلسطينية، بدعوى انه كان قد أنكر وجود المحرقة النازية لليهود. وقال الداد إن ابو مازن يعتبر من أعدى اعداء اليهود. وفي الكتاب الذي اصدره سنة 1978 قال ان المحرقة لم تكن.. وانها ليست سوى اختراع صهيوني استهدف تبرير قيام الكيان الاسرائيلي على أنقاض الشعب اليهودي. وأضاف ان هناك قانونا اسرائيليا جديدا ينص على ان يعتقل ويحاكم كل من يوجد في اسرائيل وينكر تلك الكارثة. وبما ان ابو مازن سيدخل القدس، غدا، في اطار حملته الانتخابية للرئاسة الفلسطينية المقررة الاحد المقبل، فان هذا القانون ينطبق عليه، وهدد «اذا تقاعست الشرطة عن القيام بدورها هذا فانني سأتوجه الى المحكمة العليا، حتى تأمر هي باعتقاله».

يذكر ان الداد هو ليس الشخصية الوحيدة التي تتهم ابو مازن بانكار الكارثة، مع انه اتهام باطل. وكان أبو مازن قد اطلعنا بنفسه على كتابه المذكور، وهو الذي كان قد قدمه أطروحة لجامعة موسكو حيث نال بفضله شهادة الدكتوراة، وفيها يقول ان هناك من ينكر الكارثة تماما ويقول انها لم تقع ابدا وهناك من يقول ان الكارثة أكبر بكثير مما نشر وعدد ضحاياها الحقيقي هو 12 مليون يهودي وليس فقط 6 ملايين وهناك من يقول ان اليهود بالغوا وضخموا الارقام وان الحقيقة هي مليون يهودي فقط. وفي كل الأحوال ـ يضيف ابو مازن ـ فحتى لو كان هناك انسان واحد قتل بهذه الطريقة فانها جريمة كبرى ضد الانسانية. واما موضوع الكتاب المذكور فهو كيف استغلت الصهيونية تلك الكارثة لكي تقيم اسرائيل على انقاض الشعب الفلسطيني. ويقول ابو مازن في هذا الشأن انه لم يكتب سوى الحقيقة، واذا لفت أحدهم نظره الى خطأ في المعلومات فانه لن يتردد في تصحيحها لأنه لا يتوخى في دراساته وكل أفعاله سوى الحقيقة.

المعروف ان ابو مازن قرر ان لا يدخل البلدة القديمة من القدس، في اطار معركته الانتخابية، لأنها خاضعة هذه الأيام لحشودات عسكرية وبوليسية اسرائيلية كبيرة، وهو غير معني بالتجول فيها تحت الحراب أو الحماية الاسرائيلية. لذلك قرر الاكتفاء بالوصول الى احد أحيائها «الرام».

وقال مسؤول اسرائيلي كبير امس لوكالة الصحافة الفلرنسية امس ان اسرائيل مستعدة للنظر ايجابيا في احتمال قيام عباس بحملة انتخابية في القدس الشرقية.

وقال مسؤول في رئاسة الوزراء الاسرائيلية رفض الكشف عن هويته «اذا قدم لنا الفلسطينيون طلبا من اجل السماح لابو مازن بالقيام بحملة في احياء القدس الشرقية، فسندرسه بشكل ايجابي».

ولم تسمح السلطات الاسرائيلية في الماضي بتاتا للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بزيارة القدس. ورأى المسؤول الاسرائيلي في المقابل ان عباس لن يطلب التوجه الى المسجد الاقصى في مدينة القدس القديمة، ثالث الحرمين بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية. وقال «لا نعتقد ان الفلسطينيين سيقومون بهذه الخطوة لاسباب متعلقة بالامن الشخصي لابو مازن»، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

وتحدث المسؤول الاسرائيلي عن «تهديدات من مجموعات مسلحة تمولها ايران ولا تريد ابو مازن». وقرر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون السماح لفلسطينيي القدس الشرقية بالمشاركة في الانتخابات المقررة في التاسع من يناير (كانون الثاني)، وفقا لآليات الانتخاب ذاتها التي استخدمت خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 1996 وفاز بها ياسر عرفات الذي توفي في نوفمبر (تشرين الثاني).

من جهة ثانية اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة سترسل وفدا رسميا لمراقبة الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في التاسع من يناير (كانون الثاني). وقال المتحدث باسم الوزارة ادم ايريلي في بيان ان الوفد سيكون برئاسة السناتورين الجمهوري جون سنونو والديموقراطي جوزف بيدن، عضوي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

واضاف ان الوفد سيضم ايضا مساعدين برلمانيين وشخصيات فلسطينية ـ اميركية وسينضم اليه على الارض القنصل الاميركي في القدس ديفيد بيرسي. وسوف يلتقي الوفد رسميين فلسطينيين واسرائيليين وسيزور مكاتب اقتراع ويقدم تقييما للعملية الانتخابية. واشار ايريلي الى ان هذا الانتخاب يتطلب «تنسيقا وثيقا بين اسرائيل والفلسطينيين ونحن نعمل مع الطرفين كي يتكلل تنظيم هذه الانتخابات بالنجاح».