نصير الجادرجي لـ«الشرق الاوسط» : نتائج الانتخابات ستكون خطيرة

رئيس الحزب الوطني الديمقراطي: كيف سيكون الدستور شرعيا إذا لم يكن لشريحة كبيرة من العراقيين رأي فيه؟

TT

قائمة «الوطني الديمقراطي» هي الاغرب في مشاركتها في الانتخابات العراقية المزمع اجراؤها نهاية الشهر الجاري. ليس لانها تضم 48 مرشحا فقط، وانما لانها لا تضم اسم رئيس حزبها نصير الجادرجي وعدد كبير من قيادات الحزب بسبب عدم موافقتهم على موعد الانتخابات. وشكك الجادرجي بشرعية النتائج متسائلا: كيف سيكون الدستور الذي ينتظر ان يقره البرلمان المقبل شرعيا اذا لم يكن لشريحة كبيرة من العراقيين رأي فيه؟

وقال الجادرجي لـ«الشرق الأوسط» في حديث عبر الهاتف أمس «كنت الوحيد من اعضاء مجلس الحكم الذي لم يضع توقيعه وموافقته على موعد الانتخابات وقتذاك»، مشيرا الى ان نتائج هذه الانتخابات ستكون خطيرة لعدم مشاركة اعداد كبيرة من السنّة، كون مناطقهم تتعرض لخروقات امنية.

وطالب رئيس الحزب الوطني الديمقراطي، الذي يترأس قائمته شخص شيعي، الاحزاب الكردية بموقف مبدأي واضح من مسألة التأجيل خدمة للقضية العراقية وأن «لا نفكر بعقلية المعارضة».

* مع من ائتلفتم؟

ـ لم نأتلف مع أي حزب او حركة سياسية. رشحنا لوحدنا في قائمة تضم 48 شخصا، انا لست من ضمنهم، كما ان هناك الكثير من قادة الحزب لم يرشحوا في القائمة.

* انت رئيس الحزب ولست من ضمن المرشحين؟ لماذا؟

ـ انا عندي اعتراضات على هذه الانتخابات واهمها موعد قيامها وليس على فكرتها.

* المفوضية العليا للانتخابات تقول ان الاحزاب والحركات السياسية العراقية التي شاركت في مجلس الحكم هي التي وضعت الموعد ووافقت عليه من خلال قانون ادارة الدولة المؤقت؟

ـ بند تحديد موعد اجراء الانتخابات وضع في اتفاقية 15/11/2003 ووافق عليه 24 عضوا في مجلس الحكم السابق وامتنع عضو واحد عن التوقيع وهو انا. انا عندي موقف من موعد اجراء الانتخابات منذ ذلك التاريخ وبقيت انادي ضد الموعد كونه مبكراً وان المستلزمات غير كافية لاجراء الانتخابات في هذا الموعد وارى ان تؤجل ما بين ستة اشهر الى سنة.

* لماذا؟

ـ الآن الناخب والمرشح ليس لديهم الحرية الكافية لاداء دورهم في هذه الانتخابات. هناك منطقة شاسعة وساخنة لا يمكن اجراء الانتخابات فيها حيث تتعرض لضغوط، ومنها جزء كبير من بغداد وديالى والموصل والانبار، سيشعر اهلها انهم منعزلون عن المشاركة السياسية في العملية السياسية، وهذا مبدأ خطير وخاطئ جدا حيث سيفصل بين السنة والشيعة والاكراد.

حزبنا، وكما تعرفون، لا يمثل السنة او الشيعة او الاكراد وانما يمثل الرأي العراقي، ولهذا فقائمتنا المرشحة للانتخابات يترأسها السيد رؤوف آل ديبس، وهو شيعي، ومن يقول اننا حزب سني وان قائمتنا سنية فهو خاطئ ولا فرق في حزبنا بين السنة والشيعة ولنا تاريخ طويل في ذلك.

* ألا يسبب انسحابكم او انسحاب بعض الحركات السياسية السنية خللا في التوازنات داخل الجمعية الوطنية القادمة؟

ـ هذا اكيد، لكن المسألة لا تتعلق بقضية انسحاب بعض الحركات السنية وانما في عدم مشاركة عدد كبير من ابناء المناطق السنية بالعملية الانتخابية لأسباب امنية. هذا ما سيخلق اجواء غير صحية بالنسبة للعملية الانتخابية خاصة ان من ابرز مهام الجمعية الوطنية هي سن الدستور الثابت للبلاد، فكيف سيكون وضع هذا الدستور شرعيا وهناك شريحة كبيرة من العراقيين لم تشارك في الانتخابات وبالتالي في وضع الدستور وليس لها أي رأي.

* وكيف سيكون وضع الدستور اذا ما فاز الاكراد والشيعة باغلبية نتيجة عدم مشاركة اغلبية السنة؟

ـ انا اعتقد ان هذا مبدأ خطير جدا وعلى الاحزاب الوطنية ان تنتبه وان تتبنى اهدافا لمصلحة العراق والا تفضل مصلحة هذه الجهة او تلك مصالح البلد. وعلينا ان نفكر بعقلية بناء دولة وليس بعقلية المعارضة ويجب ان نعمل لكل العراق ونناصره لا ان نعمل لفئة معينة.

* اذا كان هذا هو رأي حزبكم وايضا رأيكم الشخصي فلماذا رشحتم بقائمة ستشارك في الانتخابات؟

ـ حزبنا حزب ديمقراطي، وقد اجرينا التصويت وكانت الاكثرية تريد المشاركة في الانتخابات، وهذا من حقها، وانا مؤيد لمشاركة حزبي من الناحية الحزبية، اما من الناحية الشخصية فانا غير موافق على اجراء هذه الانتخابات في هذا الموعد.

* هل تعتقد انه ستكون هناك مقاطعة سنية فعلا للانتخابات؟

ـ انا لا اسميها مقاطعة لكن الظروف فرضت على المناطق السنية عدم مشاركتها. هناك مناطق ليست سنية تماما وفيها نسبة من الشيعة، مثل ديالى واللطيفية والمحمودية، وهذه المناطق بالرغم من وجود الشيعة فيها الا ان الانتخابات لن تجرى فيها، واذا جرت فسوف يحدث ذلك في اطار ضيق بسبب ظروفها الامنية الصعبة. الارهاب المسلح سيجبر عددا كبيرا من السنة والشيعة على عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع وخاصة الطبقة المتوسطة، والطبقة المثقفة والمتعلمة لن تجازف بحياتها لعدم وجود حماية امنية تحافظ على حياتها.

* امام هذه الحالة هناك اندفاع شيعي مدعوم من قبل المرجع الاعلى السيد علي السيستاني، كيف تفسر ذلك؟

ـ هذا اجتهاد منهم وانا اعطيهم كل الحق في هذا الاجتهاد، ويجب ان نحترمه كما نحترم حقنا في الاجتهاد الآخر. ولكن هناك الكثير من الاراء الشيعية تؤكد انهم الاكثرية في العراق. ولكن حتى وان صحت هذه الاراء فيجب الا يتعنتوا لأننا في العراق الجديد بدأنا بمسيرة توافقية داخل مجلس الحكم وفي أي مرفق من مرافق العمل السياسي هناك توافق بين الاراء، توافق في المصالح، وهذا يجب ان يستمر العمل بموجبه حاليا. الاحزاب الكردية تنادي الان بتأجيل الانتخابات ولكنها تتعرض لضغوط داخلية وخارجية.

* كثير من الاحزاب والحركات اصرت على التأجيل لكن احدا لم ياخذ ذلك على محمل الجد ولم تؤجل الانتخابات؟

ـ انا اطالب الاخوة الاكراد ان يقفوا موقفا مبدئيا صريحا في هذه القضية وان لا يفصلوا القضية الكردية عن القضية العراقية. القضية الكردية والعراقية هي واحدة ومتساوية وكلنا نعتبر القضية الكردية قضيتنا وكذلك الاحزاب الكردية عبر تاريخها كانت تربط بين قضيتهم وموضوع تحقيق الديمقراطية في عموم العراق وهذا الموقف يجب ان يستمر.

* هل تعتقد ان الاجهزة الامنية ستوفر وضعا ملائما للانتخابات؟

ـ لا ابدا. الحكومة غير قادرة على حماية الناخبين او المرشحين. اذا كان الوزراء اليوم لا يستطيعون الخروج من مقراتهم خشية على حياتهم فكيف سيتم توفير وضع امني مناسب لاجراء الانتخابات.

* هل اعلنتم كحزب اسماء مرشحيكم؟

ـ كلا. نحن نخشى على اسماء اعضائنا، ولاسباب امنية لم نعلن عنها حتى الآن، هناك الكثير من الحركات والاحزاب لم تعلن عن اسماء مرشحيها خشية على حياتهم.

* وكيف سينتخب الناس قوائم لا يعرفون من هم مرشحوها؟

ـ هذه هي الكارثة، الناس بحاجة لان تعرف من ستنتخبه، وهذا غير حاصل لدينا، نحن لا نستطيع القيام بدعاية انتخابية في أي مكان بسبب الاوضاع الامنية السيئة ولا ندري كيف سيتعرف علينا الناخبون.