بري ينتقد بحدة تصريحات السفير الأميركي في لبنان ويرفض مقارنة دور سفارته بدور الأمن السوري في عنجر

TT

وجه امس رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وبعض النواب انتقادات حادة إلى السفير الأميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان، على خلفية ما أعلنه من مواقف عقب اجتماعه برئيس الجمهورية إميل لحود والحكومة عمر كرامي أول من أمس، حول القرار 1559 والانتخابات النيابية اللبنانية المقررة الربيع المقبل.

ووصف بري فيلتمان بـ«المفوض السامي»، معتبراً أن لبنان أعرق بالديمقراطية من الولايات المتحدة. ورفض ما سماه «دروساً تهديدية» من السفير. كما رفض مقارنة فيلتمان دوره بدور عنجر (مقر رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان)، معتبراً «أن عنجر توأم وشقيق للبنان. أما اميركا فهي كذلك مع إسرائيل».

جاءت مواقف بري تعليقاً على ما نشر في بعض الصحف حول الحديث الذي دار بين السفير الأميركي والرئيس كرامي. وقال بري: «كان عجيباً غريباً ما ورد في بعض صحف اليوم (أمس) عن المفوض السامي الأميركي، عفواً السفير الأميركي، الذي خرج علينا بأنه يريد مراقبة الانتخابات. وبالفعل وفي فترة الأعياد زارني سعادة السفير وعندما طرح علي هذا الموضوع قلت لا مانع من اتفاق بيننا وبين الكونغرس الأميركي عندما تجري انتخاباته تراقب من قبل لبنان والعكس بالعكس، إذ لا يعقل أن يراقب ابن الأمس بالديمقراطية ابن آلاف السنين في ممارستها (أول مجلس تمثيلي أسس فينيقياً في صور)، لا سيما أن الولايات المتحدة الأميركية وفي انتخاباتها الأخيرة رفضت مراقبين أوروبيين ذهبوا إلى هناك، بل أهينوا في أوكلاهوما وفي غيرها».

وأكد بري: «أن لبنان حريص على انتخابات ديمقراطية ونزيهة وحرة، وأكبر دليل على ذلك النقاش المفتوح العلني القائم منذ أسابيع وشهور حول هذا الموضوع، ولا أعتقد اننا بحاجة لدروس تهديدية من أي كان. أما قوله (فيلتمان) إنه يتدخل أسوة بعنجر، فعنجر شقيق وجار وقريب وحليف وتوأم، أما أنتم فهذه الصفات جميعاً لكم ولكن مع إسرائيل».

إلى ذلك، استنكر عضو كتلة نواب «حزب الله» في البرلمان اللبناني حسين الحاج حسن، تصريحات السفير الأميركي. وقال أمس: «لن نسمح لأحد بأن يتدخل في الشؤون اللبنانية. وهذا (كلام فيلتمان) نعتبره تدخلاً سافراً خصوصاً في قانون الانتخاب وغيره من القضايا». واستنكر النائب قاسم هاشم (حزب البعث العربي الاشتراكي المؤيد لسورية) «تدخل السفير الأميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية وتصريحاته حول قانون الانتخاب». وقال وزير الإعلام اللبناني إيلي الفرزلي خلال زيارته مقر نقابة المحررين الصحافيين أمس، «هناك محاولة لإخراج المعركة من الحيز المحلي إلى الحيز الدولي». ودعا إلى «احترام المناخ العام (في لبنان) وعدم اعتبار السفراء أنفسهم جزءاً من الحركة السياسية الداخلية»، معتبراً «أن هذا الأمر خطأ يرتكبه السفراء، إلا إذا اعتبروا الساحة مفتوحة للجميع».

إلى ذلك، واصل فيلتمان لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، وزار أمس وزير المهجرين طلال أرسلان في حضور الملحق السياسي في السفارة جون ماريتي ونائب رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب السابق مروان أبو فاضل.

وحسب بيان وزعه مكتب الوزير أرسلان فقد «تم عرض الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات، وتم التطرق إلى الانتخابات النيابية المقبلة، وعبر كل طرف عن وجهة نظره».