موراتينوس في الجزائر لبحث الهجرة السرية ومكافحة الإرهاب في المتوسط

TT

قال وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس ان التعاون القائم بين الجزائر واسبانيا «متميز في جميع المجالات». وصرح للصحافة لدى وصوله إلى مطار العاصمة الجزائر أمس، بأن التعاون الثنائي الذي يشمل عدة مجالات «تجلى من خلال الزيارات الرسمية والاتصالات المنتظمة التي يقوم بها مسؤولو البلدين في إطار الصداقة والتعاون المتميز بين الجزائر ومدريد منذ تسلم حكومة خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو مهامها». واضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى ان زيارته للجزائر تعد الرابعة من نوعها، و«تندرج في إطار ترقية علاقات التعاون الثنائي والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب العربي».

ومن جهته قال وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم ان المحادثات الجزائرية الاسبانية ستتناول ترقية التعاون الثنائي خاصة في مجال القضاء. وأوضح بلخادم للصحافة أن زيارة نظيره الاسباني تندرج في اطار «مراجعة العلاقات التي تربط البلدين، وتسمح بالتحضير لانعقاد أشغال اللجنة العليا الجزائرية الاسبانية المشتركة تحت إشراف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو. وأضاف بأن موراتينوس جاء للاعداد لـ«زيارة على أعلى مستوى» بين البلدين، مرتقبة بإسبانيا خلال الثلاثي الأول من العام الجاري، وقال بأن زيارته ستسمح أيضا بالإعداد للقمة العربية الي ستعقد بالجزائر في 22 مارس (آذار) المقبل. وتكتمت الأطراف الإسبانية والجزائرية المكلفة الاعداد لـ«زيارة القمة»، عن تقديم تفاصيل حول الملفات التي تناولها موراتينوس مع الرئيس بوتفليقة ورئيس الحكومة أحمد أويحيي، ونظيره بلخادم. واكتفت مصادر من وزارة الخارجية الجزائرية بالقول ان ضيف الجزائر ناقش مع المسؤولين الجزائريين، التحضير للقمة الأورومتوسطية المنتظرة ببرشلونة بمناسبة العام العاشر لما يعرف بمسار برشلونة للحوار الأورومتوسطي، إضافة إلى مناقشة ملف مكافحة الإرهاب في حوض المتوسط، والوضع في الشرق الأوسط. وذكرت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط«، أن المسؤول الإسباني تباحث مع المسؤولين الجزائريين، بشأن ملف الهجرة السرية في سياق المفاوضات الجارية بين إسبانيا والجزائر المتعلقة بالتوقيع على اتفاقية تخص إعادة المهاجرين السريين الافارقة من إسبانيا إلى الجزائر في حالة التأكد من اتخاذ الأخيرة منطلقا للتسلل إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق. وسبق للسلطات الجزائرية أن وقعت اتفاقية مماثلة مع إيطاليا، وتجري مفاوضات على هذا الصعيد مع فرنسا.

وفى العاصمة الجزائرية ايضا، اكد مصدر أمنى لـ«الشرق الاوسط» مقتل اكثر من 15 عنصرا من قوات الجيش الجزائري وافراد فرقة تابعة للحرس البلدي واصابة عدد اخر بجروح متفاوتة، وذلك في كمين نصبته عناصر تابعة لجماعة مسلحة. واضاف المصدر ان عددا كبيرا من المهاجمين زرعوا عبوة ناسفة انفجرت في احدى الاليات العسكرية، وتلا ذلك اطلاق نار على القافلة ادى الى مقتل العسكريين، بينهم ضابط كبير، بالاضافة الى خمسة مدنيين مسلحين. وقد اعتبرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال مسؤولة عن هذا الهجوم الذي نفذ في منطقة معزولة قرب بلدتي راس الميعاد وسيدي خالد بولاية بسكرة التي تبعد بنحو 500 كلم عن العاصمة الجزائر.

يذكر ان هذه العملية تاتى بعد يومين من اعلان السلطات الجزائرية القاء القبض على قائد الجماعة المسلحة نور الدين بوضيافي وعدد آخر من رفاقه المسلحين.