الحكومة العراقية تمدد حال الطوارئ في كافة أنحاء البلاد عدا إقليم كردستان

اغتيال قائد للشرطة في بغداد بالرصاص ومسؤول شيوعي خنقا

TT

مددت الحكومة العراقية امس حال الطوارئ المعلنة منذ شهرين في كافة ارجاء البلاد، باستثناء اقليم كردستان، لمدة ثلاثين يوما اخرى. وفيما لم يبلغ امس عن وقوع هجمات او تفجيرات كبيرة اغتيل مسؤول كبير في الشرطة في بغداد وعضو قيادي في الحزب الشيوعي المشارك في الحكومة العراقية.

وقال بيان للحكومة العراقية «اصدر رئيس الوزراء العراقي الدكتور اياد علاوي قرارا بتاريخ الخامس من كانون الثاني (يناير) 2005 يقضي بتمديد حالة الطوارئ في أنحاء العراق كافة، عدا إقليم كردستان، لمدة 30 يوما».

واوضح البيان ان «لاستمرار الزمر الارهابية في نشاطاتها المعادية للحيلولة دون تشكيل حكومة واسعة التمثيل في العراق وسعيها المحموم في تعطيل المشاركة السياسية السلمية للعراقيين كافة، قررنا تمديد حالة الطوارئ في أنحاء العراق كافة عدا إقليم كردستان لمدة 30 يوما».

وكانت الحكومة العراقية قد فرضت للمرة الاولى حال الطوارئ في البلاد لمدة شهرين في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويمنح هذا القانون علاوي صلاحيات استثنائية تبدأ من فرض حظر التجول الى اصدار مذكرات اعتقال وحل الاتحادات والجمعيات وفرض قيود على التنقلات والتنصت على المحادثات الهاتفية بموجب مرسوم طوارئ».

واستنادا الى المرسوم الذي اطلق عليه «قانون السلامة الوطنية» فان بامكان رئيس الوزراء اصدار مذكرات اعتقال والقيام بعمليات تفتيش ومداهمات وفرض قيود على تحركات المواطنين والاجانب المشتبه في ارتكابهم جرائم. كما يستطيع الحد من التنقل داخل العراق او على حدود البلاد وفرض قيود على التجمعات وعلى حمل الاسلحة والذخائر.

ويتيح المرسوم ايقاف المشتبه فيهم ومداهمة منازلهم واماكن عملهم.

وعلى الصعيد الأمني صرح مصدر في الشرطة العراقية امس بان مسلحين مجهولين قتلوا امس قائد شرطة مدينة الثورة (الصدر) الضاحية البغدادية ذات الغالبية الشيعية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر، الذي طلب عدم الكشف هويته، قوله ان «مسلحين مجهولين قاموا باغتيال العميد عبد الكريم مدير شرطة مدينة الصدر صباح اليوم (امس) باسلحة رشاشة عندما كان يستقل سيارته». واوضح ان «الحادث وقع في منطقة الكمالية غرب بغداد». واكد المصدر ايضا ان «مسلحين مجهولين قاموا باغتيال عباس جبر المفوض في شرطة منطقة الدورة» جنوب بغداد مساء اول من امس، واوضح ان «الحادث وقع عندما كان جبر يتجول في السوق».

وفي بغداد ايضا افادت الشرطة العراقية امس بان مجهولين قتلوا مسؤولا في الحزب الشيوعي العراقي خنقا بسلك كهربائي في منزله في بغداد اول من امس. وقال مصدر في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته ان «مجهولين اغتالوا أمس هادي صالح المسؤول في الحزب الشيوعي العراقي في منزله في بغداد». واضاف انه «تم العثور على صالح الذي يعمل مسؤول العلاقات الخارجية في نقابات العمال ويحمل بالاضافة الى جنسيته العراقية جنسية سويدية مقتولا خنقا بسلك كهرباء وهو معصوب العينين». واتهم الحزب الشيوعي العراقي الذي يتزعمه حميد مجيد موسى «الارهابيين من اعداء الشعب وانصار النظام الديكتاتوري المخلوع» بالوقوف وراء هذا العمل.

وهذا ثاني مسؤول في الحزب الشيوعي العراقي يقتل على يد مسلحين مجهولين في غضون عشرة ايام بعد مقتل سعدي عبد الجبار البياتي في 28 الشهر الماضي على يد مجهولين بعد يوم من خطفه في جنوب بغداد.

وشهدت عمليات اغتيال واستهداف المسؤولين المحليين وممثلي الاحزاب الشخصيات العلمية والطبية، تصاعدا في الايام الاخيرة.

والى الشمال من بغداد قتل اربعة جنود وثلاثة مدنيين عراقيين في هجمات متفرقة وقعت امس حسبما افادت مصادر في الشرطة العراقية.

وقال المقدم محمود محمد من شرطة سامراء «قتل جنديان واصيب ستة اخرون بينهم اربعة جنود ومدنيان بجروح خلال اشتباكات عنيفة حدثت في حي المعتصم وسط مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد) بين عناصر من الجيش العراقي ومسلحين مجهولين».

ومن جانب اخر، اكد الرائد امجد سعد من الجيش العراقي «مقتل جنديين اخرين واصابة ثلاثة اخرين بجروح في اشتباكات مع مسلحين مجهولين بالقرب منطقة الضلوعية (70 كلم شمال بغداد)» واوضح ان «الاشتباكات اندلعت فجر امس في منطقة البوفراج التابعة لناحية الضلوعية وتم نقل الجرحى الى مستشفى ميداني تابع للجيش العراقي».

وافاد المقدم حسن صلاح من شرطة مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد) بمقتل ثلاثة مدنيين وجرح اربعة اخرين في انفجار عبوة ناسفة كانت تستهدفت دورية عسكرية اميركية. واوضح ان «الانفجار وقع فجر امس في منطقة الحجاج (6 كلم شمال بيجي) وان الضحايا كانوا على متن سيارة».

الى ذلك أعلنت جماعة أبو مصعب الزرقاوي حليف تنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عن هجومين انتحاريين في العراق وذلك بعد يوم واحد من اعلان جماعة متشددة أخرى مسؤوليتها عن أحد الهجومين. وقالت جماعة «تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» انها وراء التفجير الذي وقع عند أكاديمية الشرطة في الحلة وعند نقطة تفتيش في بعقوبة.

وكانت جماعة «الجيش الاسلامي في العراق» قد أعلنت اول من أمس أنها وراء تفجير الحلة.

وقد توفي امس ثلاثة جرحى متأثرين بجروح بليغة اصيبوا بها في انفجار السيارة المفخخة في مدينة الحلة مما يرفع عدد القتلى الى 13، حسب ما افادت مصادر طبية في مستشفى المدينة.

وقال الطبيب محمد ضياء مدير مستشفى الحلة الجراحي لوكالة الصحافة الفرنسية «توفي اليوم (امس) ثلاثة من الجرحى الذين اصيبوا في انفجار السيارة المفخخة امام مقر الشرطة مما يرفع حصيلة القتلى الى 13 قتيلا».

واضاف «اما فيما يتعلق ببقية الجرحى البالغ عددهم 41 جريحا فقد تم نقل 13 منهم الى المستشفى العسكري البولندي في معسكر شارلي في مدينة الحلة لاصابتهم بحروق وكسور».

من ناحية اخرى أعلن الجيش الأميركي عن مقتل جندي من مشاة البحرية (مارينز) في معارك جرت امس في محافظة الانبار المضطربة غربي العاصمة بغداد والتي تضم مدينتي الفلوجة والرمادي.