آمال أميركية في نجاح الإغاثة كسلاح فعال في مكافحة الإرهاب

TT

يعمل العسكريون الأميركيون بنظام نوبات على مدار 24 ساعة في درجة رطوبة عالية، ولكن اصواتهم مفعمة بالنشاط والحيوية وهم يصفون الترحيب الذي تلقوه في ولاية باندا آتشيه الاسلامية الأكثر محافظة في هذا البلد الاسلامي.

ويقول مسؤول صغار الضباط ماثيو شوانتز (29 عاما) من بيفورت بولاية ساوث كارولينا «نحن نتلقى الكثير من الابتسامات والكثير من الثناء». وهو جزء من فصيل ممن يقودون طائرات إف 18 من حاملة الطائرات ابراهام لنكولن لجلب المساعدات لضحايا تسونامي.

ويترك الترحيب، الذي تتلقاه القوات الأميركية التي تجلب المساعدات الى اندونيسيا، أكبر بلدان العالم الاسلامي سكانا وأكثر الدول تعرضا لدمار الهزة الأرضية وتسونامي، تأثيرا ايجابيا كبيرا. وفي واشنطن يتساءل بعض المسؤولين عما اذا كانوا قد عثروا على اسلحة جديدة فعالة في الحرب ضد الارهاب: الغذاء والماء والملابس والدواء وملايين الدولارات التي تأتي من الأميركيين.

ويرفض زعماء الحكومة الحديث عن المساعدة في اطار المنافع الاستراتيجية التي يمكن ان تحققها خشية ان تجري اساءة تفسير كرم اميركا.

وبحد ذاته فان تدفق المساعدة الأميركية الى ضحايا تسونامي لن يكون كافيا لمواجهة المشاعر المناهضة لأميركا التي تزايدت في الكثير من مناطق العالم، وخصوصا الدول الاسلامية، منذ الغزو الأميركي للعراق.

والحقيقة ان بعض مواقع الانترنت ووسائل الاعلام المصرية قد ذهبت بعيدا الى حد القول أن تسونامي كان سببه اختبارا نوويا أميركيا. وفي القدس يقول عدنان الحسيني مدير الوقف الاسلامي ان دور الولايات المتحدة في العراق يقوض أي فائدة ايجابية من المساعدات المقدمة. ويقول «لا يمكنك أن تقدم تفاحة في يد وصاروخا في الأخرى».

وهناك بعض الاشارات الى ان جهود الاغاثة، قد دفعت، على الاقل، بعض المسلمين الى اعادة تقييم مواقفهم تجاه الولايات المتحدة. وقال فاضل لوبس البروفسور في معهد الولاية للدراسات الاسلامية في مدان وهي مدينة في سومطرة اقرب الجزر الاندونيسية لمركز الزلزال، «ان البعض من طلابنا الذين كانوا من المتشددين قد اصبحوا اكثر اعتدالا الان».

وذكر لورنس كورب وهو مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في ادارة الرئيس الراحل ريغان «يجب ان نتذكر ان الصراع هو في الحقيقة صراع من اجل عقول وقلوب العالم الاسلامي». واضاف وليام كوهن الذي خدم كوزير للدفاع في ادارة كلينتون «في وقت الازمات، تصبح اليد الممدودة بالمساعدة بقوة قبضة حديدية». ما هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به؟

تصر القيادات السياسية على انه يجب ان لا تكون المكاسب الجيوبوليتيكية السبب الرئيسي وراء تقدم دول العالم الغنية بالمساعدات. واوضح السناتور سام براونباك الجمهوري عن ولاية كنساس «لا اعتقد انه يجب قياس ذلك بمنطق «الدول الاسلامية ستعجب بنا الان». بل يجب قياس ذلك بما هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. والشيء الصحيح الذي يجب القيام به هو مساعدة المحتاجين».

وبالرغم من ذلك، ومع عودة الكونغرس من عطلة عيد الميلاد ورأس السنة، هناك حماس واضح بخصوص الفرصة الموجودة امام الولايات المتحدة لتحسين صورتها التي، طبقا للنائب جيم ليتش الجمهوري عن ولاية ايوا، «هي صورة تعبر عن السطوة تقريبا». وقد اعرب ليش وهو عضو في لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب عن تقديره للدور الواضح الذي تلعبه القوات الاميركية في عمليات الاغاثة في كلمة في مجلس النواب. وقال «لقد اصبحت قواتنا اداة سلام في العالم».

* خدمة «يو إس إيه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»