مواقع الأصوليين على الإنترنت حائرة في نجاة قاعدة دييغو غارسيا الأميركية من المد بعد الزلزال البحري

بعض الأصوليين تحدث عن اختفاء الجزيرة وإخفاء أميركا للأمر وصور الأقمار الصناعية تثبت عدم تضررها

TT

ثار جدل واسع بين الأصوليين في منتدياتهم على الإنترنت حول أسباب نجاة القاعدة البحرية الأميركية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي من آثار المد البحري (التسونامي)، الذي ألحق خسائر لا سابق لها في الأرواح والممتلكات، وذلك بعد أن فشلت آمالهم ودعواتهم في اختفاء الجزيرة تحت مياه المحيط. واعتبر أغلب الأصوليين أن أميركا تعمدت التكتم حول اقتراب الكارثة بدلا من تحذير السكان المهددين.

وقال قيادي أصولي تحت اسم مستعار في موقع على الإنترنت: «لا يزال الكثير يتساءلون عن مصير القاعدة الأميركية في المحيط الهندي، التي تنطلق منها طائرات «بي 52» لضرب إخواننا المسلمين في العراق وغيره، بالإضافة إلى أنها كانت محل جدل كبير في بريطانيا لإحتوائها على معسكر تعذيب لمعتقلين من القاعدة وطالبان شبيه بمعسكر غوانتانامو».

وتساءل أصولي آخر: «الحكومة الأميركية لا تزال تتكتم على الأمر، ولكن حجم الجزيرة والقاعدة التي فيها ومكان وجودها في المحيط وحجم المد البحري الهائل، لا يمكن أن يوحي إلا بزوالها كليا من الوجود».

وأضاف: «لماذا كل الطائرات والبواخر التي أرسلتها أميركا للمساعدة كانت من قواعدها في جوام وهاواي مع أن دييغو غارسيا بجوارها؟ خصوصا أن البنتاغون يدعي بأن القاعدة البحرية لم تصب ولو بأقل أذى؟ الله سبحانه قادر على كل شيء بلا شك. ولكن هل الخبر مؤكد؟

وقال أصولي آخر تحت اسم مستعار «الفارس المغوار»: «جاء فيضان نوح، فاتعظوا يا أولي الاأباب». وزعم آخر أن «القاعدة» في دييغو غارسيا تم تحذيرها من احتمال وقوع الزلزال، في حين لم يتم تحذير الدول الأخرى المحيطة، التي تضررت أشد الضرر بالزلزال.

ومن جهته قال الدكتور هاني السباعي، مدير مركز «المقريزي» للدرسات بلندن في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إن ما حدث في كارثة شرق آسيا هو غضب من الله تعالى. وتساءل هل كانت المدن التي أصابها زلزال تسونامي كلها صوامع وبيعا وثغورا للمجاهدين؟». وعن الأطفال والشيوخ والنساء الذين قتلوا في المد البحري قال الإسلامي المصري: «يموتون بآجالهم ويبعثون على نياتهم».

وأوضح السباعي أنه على الأرجح أن «القاعدة ازيلت من الخريطة على ما يبدو، لكن نظرا لصعوباتهم في العراق وأفغانستان، يمتنع الأميركيون عن إعلان ذلك كي لا يضعفوا معنويات جنودهم». ورأى أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي كولن باول الاثنين الماضي، حول وجود خمسة آلاف أميركي في عداد المفقودين بعد مرور أسبوع على الكارثة، تأكيد لروايته.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعادت النظر في هذا العدد أول من أمس وتحدثت عن اختفاء أكثر من أربعة آلاف.

إلى ذلك قال «وجدان الأمة»، وهو اسم مستعار لأصولي أكثر عقلانية: «مشيئة الله و ليست قوة أميركا حمت جزيرة دييغو غارسيا، لأن تلك الجزيرة محمية طبيعياً من الأمواج العالية (المد البحري) بواسطة خندق بحريChagos Trench يمتد بطول400 ميل، وبعمق يتراوح بين 3000 إلى 15000 متر، ويعتبر أحد أعمق الخنادق في المحيط الهندي. عمق هذا الخندق يمنع تكون الأمواج قبل تخطي الحيز المرجاني مما يؤدي إلى ضعف الموجة عندما تصل إلى الشاطئ، وهو ما أكده خبراء البحرية الأميركية في نجاة القاعدة الأميركية من أي خدش بسبب الأمواج».

ويرد عليه أصولي آخر: «لكننا لا نعتقد أن هذا هو السبب، لأن العلم بالزلزال لم يعد شيئا مستحيلا في ظل كل هذه التقنيات الحديثة والأقمار الصناعية إلخ، والعالم كله يعرف مدى قدرات أميركا في هذا المجال وغيره». ويضيف «الزلازل لها أسبابها الطبيعية المحضة، وهي تجري على سنة ثابتة، لا علاقة لها بأحوال الناس المتغيرة، إذا كانت الزلازل عقوبات، فلم يُصاب بها المسلمون والكافرون على حد سواء؟». وتغلب «نظرية المؤامرة» على تحليلات الأصوليين في أسباب نجاة دييجو جارسيا، ويقول أحد المحللين الإسلاميين: «دييغو غارسيا لم تغرق، لأن الأميركيين أخبروهم قبل تسونامي بفترة، وقد اتخذوا احتياطاتهم. والمؤسف في الأمر أن الأميركيين لم يخبروا الدول المعنية بوقوع تسونامي، مما أدى إلى هذه الكوارث الخطيرة والعدد الهائل من الضحايا».