حركة قرنق تنوي إطلاق 750 أسير حرب بعد أسبوع من توقيع اتفاق السلام السوداني

مبارك وباول يحضران الاحتفال

TT

أعلن امس ان الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والليبي معمر القذافي اضافة الى وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيحضرون بعد غد في نيروبي توقيع اتفاقات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركي ريتشارد باوتشر ان باول الذي يقوم حاليا بجولة في الدول الآسيوية التي ضربها المد البحري (تسونامي) سيتوجه الى كينيا بعد توقف في سري لانكا اليوم.

واوضح المتحدث ان باول الذي تنتهي ولايته في غضون ايام سيكون مجرد شاهد على توقيع الاتفاقات بعد غد بين الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير وزعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق.

من جهتها قالت مصادر مصرية لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس المصري حسني مبارك سيقوم بعد غد بزيارة عمل سريعة إلى العاصمة الكينية نيروبي في أول زيارة يقوم بها رئيس مصري منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما لحضور حفل التوقيع على اتفاق السلام النهائي بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان.

واعتبرت أن الحضور الشخصي للرئيس مبارك يعكس اهتمام مصر بدفع عملية السلام السودانية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وإنهاء الحرب الأهلية التي شهدتها مناطق الجنوب السوداني على مدى السنوات الأربعين الماضية.

ونوهت إلى أن مصر تعتزم مواصلة دورها الرئيسي في لم الشمل السوداني ومساعدة الحكومة السودانية على الوفاء بالتزامات السلام ومتطلباته خلال المرحلة المقبلة.

وأوضحت المصادر أن مبارك تلقى دعوتين رسميتين من الحكومتين السودانية والكينية للمشاركة في هذا الحفل الذي سيحضره نحو عشرين من قادة الدول العربية والأفريقية من بينهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والزعيم الليبي معمر القذافي وثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا والرئيس النيجيري أوباسانجو الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الإفريقي.

كما سيشارك في الاحتفال الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة ورئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي وممثلون عن حكومات أوغندا وإريتريا والأمم المتحدة ومنظمة دول الإيقاد بالإضافة إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وعدد من وزراء الخارجية العرب الذين أجلوا اجتماعهم الاستثنائي في القاهرة لمدة يومين للسفر إلى كينيا.

وقالت مصادر مصرية إن العام الحالي سيشهد وجودا مصريا مكثفا على صعيد القارة الأفريقية، مشيرة إلى أن الرئيس مبارك سيشارك أيضا في أعمال القمة الأفريقية التي ستعقد في نيجيريا قبل نهاية الشهر المقبل.

وكان وفد سوداني رفيع المستوى يضم عبد الباسط سيدرات وزير العلاقات بالمجلس الوطني السوداني والدكتور كمال عبيد أمين العلاقات الخارجية بالمجلس قد وصل أمس إلى القاهرة لتسليم دعوة رسمية من الرئيس السوداني عمر البشير للسيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني المعارض وأعضاء هيئة القيادة بالتجمع لحضور مراسم توقيع اتفاق السلام النهائي بين الحكومة والحركة الشعبية في نيروبي.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن سيدرات قوله إن البشير حرص على مشاركة كل القوى السياسية السودانية لهذا الحدث التاريخي المهم الذي سيكون بداية لانطلاق السودان نحو السلام والتنمية والرخاء. وشهدت الأيام القليلة الماضية اتصالات مشتركة بين الحكومة السودانية والتجمع المعارض لها في القاهرة والحكومة المصرية لتجاوز القضايا الخلافية التي برزت أثناء الجولة الأولى من مفاوضات الحكومة والتجمع الديمقراطي التي عقدت العام الماضي تحت رعاية الحكومة المصرية. وأفادت مصادر سودانية معارضة بأن هيئة قيادة التجمع ستوفد الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس الهيئة وحاتم السر والدكتور الشفيع خضر ومحمد نسيم لتمثيلها في حفل توقيع اتفاقيات السلام بنيروبي. من جهة ثانية ابلغت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الحكومة السودانية ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ستطلق سراح 750 أسير حرب بعد اسبوع من التوقيع النهائي لاتفاق السلام في نيروبي بعد غد، في وقت يبدأ الرئيس عمر البشير «قريبا» جولات ميدانية تشمل ولايات البلاد في الشمال والجنوب للتبشير باتفاقية السلام وتهيئة البلاد للمرحلة المقبلة، وعلى النسق قررت الحكومة امس تشكيل لجان فرعية لمتابعة تنفيذ بروتوكولات السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية ان الدبلوماسية السودانية ترتب لزيارات لمبعوثين لرئيس الجمهورية على مستوى نوابه للخارج وعقد مؤتمرات صحافية لشرح اتفافية السلام. واضاف ان وزارته ترتب لزيارات بعض رؤساء الدول والمنظمات الاقليمية والدولية المهتمة بالشأن السوداني للبلاد للتشاور مع القيادة السياسية حول امكانية الاستفادة من الاتفاقية لتطوير العلاقات الثنائية والاقليمية والدولية.

واعلن الوزير السوداني ان لجنة عليا للسلام، برئاسة البشير رئيس تضم نواب رئيس الجمهورية وعددا من الوزراء والمختصين، قررت في اجتماع امس تشكيل لجان لمتابعة نتفيذ يروتكولات السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان من بينها لجنة للتعبئة ستقوم بالتعبئة الداخلية مركزيا وولائيا للاحزاب والتنظيمات السياسية وقوى المجتمع المدني من عمال وزراع وقوات مسلحة وشباب وطلاب واستنفارها لدعم وانفاذ اتفاق السلام.

ونقل نجيب الخير وزير الدولة بوزارة الخارجية عن دومنيك استلهارت رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي بالخرطوم ان الحركة ابلغتهم بانها ستطلق سراح 750 اسير حرب بعد اسبوع واحد من التوقيع على اتفاق السلان بنيروبي الاحد المقبل، وقال الخير في تصريحات امس ان الصليب الاحمر سيوافي الحكومة بقائمة تضم اسماء الاسرى لإجراء الترتيبات اللازمة لابلاغ ذويهم، قبل ان يصف الخطوة بانها تؤكد حرص الحركة على انفاذ اتفاق السلام، وأكد ان الترتيبات تجري الآن لتأمين عودة الاسرى. وفي المقابل، نفى وزير الخارجية اسماعيل علمه بوجود اسرى للحركة الشعبية لدى الحكومة، وقال «ان وجدوا حتما سوف تطلق سراحهم».

عاد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق امس الى العاصمة الكينية نيروبي بعد زيارة قصيرة قام بها الى اريتريا مع عدد من قيادات الحركة التقى خلالها قيادة الجبهة الشعبية الحاكمة وعلى رأسها الرئيس اسياس افورقي.

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» ان القيادة الاريترية استقبلت قرنق استقبالا حافلا واقام له وزير الخارجية علي سيد عبد الله حفل استقبال. واضاف ان اللقاء تناول مع الجبهة الشعبية والرئيس افورقي الخطوة التاريخية التي تم التوصل اليها في اتفاق السلام». وقال «لقد توافقت فيها آراء الطرفين بأن هذه الاتفاقية تاريخية ومهمة وستكون لها آثار بعيدة المدى في استقرار السودان والمنطقة بأكملها وستنعكس ايجابا على دول الجوار، وكذلك على العلاقات بين السودان واريتريا بشكل ايجابي».واعتبر عرمان ان الذي يجمع بين الشعبين السوداني والاريتري من اواصر التاريخ والدم والثقافة كبير وعظيم».

وقال «لقد اكد الرئيس اسياس افورقي دعمه الكامل لاتفاق السلام الذي تم التوصل اليه وهذه الزيارة امتداد للعلاقات المتميزة التي تربط بين الطرفين». وأشار عرمان الى ان المشاورات كانت حول اتفاقية السلام وانعكاساتها في السودان والمنطقة وتم التأكيد على ان العلاقات السودانية الاريترية وبما ترتبه اتفاقية السلام من مستجدات سينعكس ايجابا على مستقبل العلاقات بين البلدين.