جندي «المارينز» اللبناني حسون «يختفي» مرة ثانية ووالدته تخشى أن يكون قد انتحر أو تعرض لسوء «متعمد»

TT

أكدت أم محمد، والدة جندي «المارينز» الأميركي اللبناني الأصل، واصف حسون، ما قاله مصدر عسكرى أميركي في الولايات المتحدة، أول من أمس، من أن ابنها، الذي سبق واختفى قبل 6 أشهر من العراق في ظروف غامضة ثم ظهر بعدها بأسبوعين في لبنان، اختفى ثانية من قاعدته في لوغون بولاية كارولينا الشمالية بعد انتهاء إجازة حصل عليها في نهاية رأس السنة الماضية لخمسة أيام. ولم تستبعد الأم أن يكون ابنها قد انتحر أو تعرض لسوء متعمد وبكت وهي تحدث «الشرق الأوسط» عنه أمس بالهاتف..

وكان الكاربورال حسون، 24 سنة، يخشى الخضوع لاستجواب قبل إحالته إلى محكمة عسكرية عرفية الخميس المقبل بعد أن اتهمته السلطات العسكرية الأميركية، قبل 3 أسابيع، بالفرار من الخدمة في العراق وابتداع قصة اختطافه هناك وسرقة سيارة عسكرية ومسدس عيار 9 ملم، وهي تهمة عقوبتها الإعدام في القانون العسكري الأميركي.

وأملت أم محمد، التي يقيم معها في الولايات المتحدة ثلاثة من أبنائها الشباب الستة فيما يقيم الآخرون مع والدهم في مدينة طرابلس بالشمال اللبناني، أن يتذكر ابنها المختفي بأنه مسلم وبأن الاسلام يحرم على المؤمن قتل نفسه، وقالت: «بالي مشغول عليه منذ علمنا الثلاثاء الماضي بأنه لم يعد إلى المعسكر.. لا أدري أين هو الآن، وقد اتصلنا به عبر الهاتف أكثر من 20 مرة، وبعثنا إليه برسائل عبر البريد الإلكتروني، ولم يصل إلينا منه أي جواب. قد يكون حدث معه أي شيء، أو فعل بنفسه سوءا لا سمح الله» وفق تعبيرها.

وروت أنها لا تستبعد أي سبب لاختفائه، ومن بينها إقدامه على الانتحار خشية عواقب إدانته في المحكمة العسكرية أو تعرضه لسوء جسدي، خصوصا أنها أكدت عدم فراره إلى لبنان أو كندا «لأنهم كانوا سيعرفون بمغادرته عبر الحدود أو أي مطار أميركي، وكان سيتصل بي أنا بالذات على الأقل لطمأنتي لو كان بخير، لذلك فبالي مشغول عليه تماما». وكان ابنها قد عاد إلى الولايات المتحدة في يوليو (تموز) الماضي ونفى أن يكون قد فر من الجيش وقال انه تعرض للخطف واحتجز رغما عنه من قبل قوات معادية لقوات التحالف في العراق. إلا أن الجيش الأميركي لم يقتنع بقصته التي دافعت عنها عائلة حسون في لبنان.

وفي مسقط رأسه بمدينة طرابلس (شمال لبنان) امتنع افراد من عائلة «المارينز» الاميركي اللبناني الاصل في عن التعليق على الانباء التي تحدثت عن عدم التحاقه بقاعدته العسكرية واعتباره هارباً من الخدمة.

وفي اتصال مع منزل ذويه في طرابلس، اجابت احدى السيدات التي رفضت الكشف عن هويتها معرِّفة عن نفسها بانها قريبة للعائلة، بان لا جديد لدى افراد العائلة عن المعلومات المتداولة.

وعن امكانية اللقاء بوالد الجندي واصف، علي حسون، افادت انه ليس في المنزل ولا تعرف متى يعود. واضافت: «افراد العائلة والوالد لا يريدون التحدث اطلاقاً في هذا الموضوع».

وعن امكانية الحديث مع سامي حسون (شقيق واصف) الذي دأب خلال فترة اختطافه على التحدث الى وسائل الاعلام، قالت السيدة: «اننا لا نعرف مكان». الا ان ابن عمه، أحمد حسون، قال إن اتهامات السلطات الأميركية لقريبه «هي تلفيق للتخلص منه وإخراجه من الجندية والتهرب من دفع مستحقاته جراء خدمته في العراق» وفق ما ذكر في حديث مع «الشرق الأوسط» قبل 3 أسابيع.

وقال ان وجود جندي مسلم في صفوف الجيش الاميركي «لم يعد مستحباً على ما يبدو، خصوصاً ان شقيق واصف، محمد، الذي غادر لبنان قبل 20 عاماً ويعمل في احدى شركات الكومبيوتر في اميركا، معروف بأنه شخصية اسلامية مرموقة، وينشط في عقد الندوات والمحاضرات التي تتحدث عن الدين الاسلامي. وهو الذي جاء بواصف الى ولاية يوتاه في الولايات المتحدة قبل خمس سنوات، قبل ان يلتحق الاخير بقوات المارينز».