لم يتمكن ميغل انخيل موراتينوس، وزير خارجية اسبانيا، من اقناع الجزائر بتليين موقفها من نزاع الصحراء، إثر الزيارة التي قام بها أول من أمس إلى الجزائر، وأجرى خلالها محادثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دامت ساعتين، وأيضا مع أحمد أويحيى رئيس الحكومة، وكذا نظيره عبد العزيز بلخادم.
وقال موراتينوس لوكالة الأنباء الاسبانية (ايفي) في أعقاب محادثاته، إنه «من الصعب التقريب بين مواقف الأطراف المعنية مباشرة بالنزاع في الصحراء»، لكنه أضاف انه من الضروري تضافر جهود ذوي النوايا الحسنة من أجل الوصول بالنزاع حول الصحراء إلى بر الأمان، مبرزا ان بلاده ستواصل بذل مساعيها الى أن يتم إيجاد تسوية، انسجاما مع حرص اسبانيا الساعي إلى إشاعة السلم والاستقرار في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، مذكرا بأهمية الزيارة التي سيقوم بها عاهل اسبانيا الملك خوان كارلوس إلى المغرب يوم 17 من الشهر الجاري.
وكان موراتينوس، ناقش مع محاوريه الجزائريين عدة قضايا ثنائية مشتركة، في طليعتها اللقاء الذي سيتم بين الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء الاسباني خوسي لويس ثاباتيرو في مدريد نهاية الشهر المقبل، لرئاسة اشغال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، كما تطرق موراتينوس مع مضيفه الى الوضع الدولي، ووضع المسؤولين الجزائريين في صورة نتائج زياراته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط، وتمنى أن تتمكن الجزائر من توفير شروط نجاح مؤتمر القمة العربية المقبل، دون إهمال الوضع الإنساني في عدد من دول آسيا جراء تعرضها للزلزال البحري المدمر.
ولم يفت المسؤول الاسباني أن يذكر بالأهمية التي تعلقها بلاده على القمة الأورو ـ متوسطية التي تهيئ لها بلاده، بمناسبة مرور عشر سنوات على مسلسل برشلونة، داعيا إلى إذابة الخلافات بين الدول المغاربية وأبرزها مشكل الصحراء الذي يلقي بتداعياته على العلاقات بين الرباط والجزائر، وانعكاس ذلك على مسيرة اتحاد المغرب العربي، المحاور المفترض في إطار الشراكة الأورو ـ متوسطية.
ولاحظ المراقبون أن الرئيس بوتفليقة حمل موراتينوس دعوة للعاهل الاسباني لزيارة الجزائر، ورأوا في ذلك تقليدا للمغرب الذي يضع هذه الأيام ترتيبات زيارة الدولة التي سيقوم بها الملك خوان كارلوس للمغرب لأول مرة منذ ارتقاء الملك محمد السادس الحكم.
يذكر أن موراتينوس التقى نظيره الجزائري أكثر من مرة، سواء في الجزائر، أو مدريد، أو فى مناسبات أخرى.
إلى ذلك، لم يعلق المغرب على نتائج زيارة موراتينوس إلى الجزائر، ونتيجة مباحثاته حول الصحراء، واكتفت وكالة الأنباء المغربية بنشر ما قاله رئيس الدبلوماسية الاسبانية حول الموضوع لوسائل إعلام بلاده.