وزير الإعلام اللبناني ينتقد تصريحات السفير الأميركي ويعتبرها تدخلا يسقط مبدأ استقرار العلاقات الدولية

TT

تواصلت في لبنان أمس المواقف المستنكرة لما أدلى به السفير الأميركي جيفري فيلتمان اثر اجتماعه بكل من رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس الحكومة عمر كرامي الاثنين الماضي، وإصدار السفارة الاميركية بياناً حول الانسحاب السوري والانتخابات النيابية في لبنان. وفيما انتقد وزير الإعلام اللبناني إيلي الفزرلي «تدخل السفراء الأجانب في السياسة الداخلية اللبنانية» اعتبرت بعض القوى السياسية الموالية أن أميركا «تسعى لزرع الفتنة الداخلية»، ورأت في مواقف السفير فيلتمان «انتهاكاً لسيادة واستقلال لبنان».

وقال الفرزلي: «ان لبنان دولة وليس ساحة. ولا يجوز للسفير أياً كان، او كائناً من كان، ان يلقي تصريحاته على ايقاع متطلبات طرف آخر في البلد، فهذا امر يسقط مبدأ استقرار العلاقات الدولية».

وأعرب الفرزلي في تصريح لإذاعة «سوا» الاميركية عن دهشته إزاء تقرير وزارة الخارجية الاميركية الذي يتهم حكومات دول الشرق الأوسط بأنها لا تفعل ما يكفي للتصدي لمعاداة السامية في الصحافة والخطب العامة. وقال: «ان الشعوب العربية هي السامية. ولا اعتقد ان هناك تحريضاً على السامية لأن الإنسان لا يحرض على نفسه. وان هذا التقرير الصادر عن الولايات المتحدة الاميركية وعن الخارجية هو تقرير مناف للواقع. ونحن مستعدون، كمسؤولين عرب ولبنانيين، ان ندخل في نقاش مع أي مسؤول أميركي لإثبات العكس».

وقال: «انه تقرير إسرائيلي من الخارجية الاميركية وليس تقريراً أميركيا يعكس وقائع تاريخية ومادية. إذاً الأمر لا يتعلق بمعاداة السامية ولا بالتحريض على السامية، بل بتحريض إسرائيلي للولايات المتحدة الاميركية وللأميركيين على شعوب منطقة الشرق الأوسط». واشار الى «خطب ضد العرب والمسلمين تصدر عن حاخامين يهود أدانتها الولايات المتحدة ولم تعتبرها معاداة للسامية حيث ان العرب هم الساميون الأصليون».

من جهته، قال النائب قاسم هاشم (حزب البعث العربي الاشتراكي): انه غاب عن ذهن السفير الأميركي ان لبنان، «بهويته العربية وعلاقاته الأخوية، لن يصبح احدى الولايات المتحدة الاميركية، وستبقى علاقاته مميزة ومتميزة مع أشقائه» واتهم واشنطن بالسعي «لزرع الفتنة الداخلية» في لبنان. واستهجنت «حركة التوحيد الإسلامي» «تدخل السفير الأميركي في شؤون الانتخابات النيابية اللبنانية»، كما دانت «رابطة الشغيلة» التي يرأسها النائب والوزير السابق زاهر الخطيب مواقف السفير فيلتمان واعتبرتها «انتهاكاً صارخاً لسيادة واستقلال لبنان، ومحاولة أميركية لفرض الوصاية عليه والتدخل في كيفية إدارة شؤونه الداخلية».