مانديلا: «ابني مات بسبب الإيدز»

استخدم وفاة نجله البكر في توعية مواطنيه للوقاية من الفيروس القاتل

TT

بجرأته وصراحته المعهودة دعا الزعيم الجنوب افريقي الرئيس السابق نلسون مانديلا وسائل الاعلام ليعلن أمامهم أمس :«ابني توفي بسبب الايدز». قاد مانديلا (86 عاماً) خلال السنوات الماضية حملات عدة لتوعية مواطنيه والافارقة عموماً والوقاية من هذا الفيروس وحماية انفسهم من الاصابة به, وظهر أمس في مؤتمر صحافي دعا اليه مخاطبا المراسلين باسم عائلته «دعوناكم اليوم لنعلن لكم ان ابني توفي بسبب اصابته بمرض الايدز, ولن نخفي هذه الحقيقة, لأن ذلك (الاعلان) هو السبيل الوحيد لجعله يبدو كأي مرض عادي».

وكانت الاذاعة العامة في جوهانسبورغ بثت في وقت سابق وفاة ماكغاتو مانديلا (54 سنة) في احد المستشفيات التي نقل اليها قبل شهر من دون ان تكشف الاسباب. والابن البكر للرئيس السابق، من زوجته الاولى ايفلين ماس التي توفيت في مايو (ايار) الماضي عن 82 عاما.

ورزق مانديلا من زوجته الاولى باربعة اولاد لكنهما افترقا بالطلاق العام 1957 بعد 13 عاما من الزواج واقترن بعد ذلك بويني ماديكيزيلا. وتوفي الابن الثاني لمانديلا في حادث سير العام 1969 فيما كان رئيس جنوب افريقيا السابق معتقلا في جزيرة روبن ايلاند حيث امضى 27 عاما. وفي العام 1996 وبعد اطلاقه انفصل مانديلا عن زوجته الثانية ويني ماديكيزيلا.

ويعتقد بأن 600 شخص يموتون يومياً بسبب امراض ناتجة عن الايدز في جنوب افريقيا, كما يوجد ملايين يحملون فيروس «أتش. آي.في» المسبب للايدز في هذا البلد. لكن الجنوب افريقيون الذين يتوفى اقارب لهم بسب الايدز, غالباً ما يتكتمون عن سبب الوفاة ويفضلون القول بأن المريض توفي بسبب السل. فهم يعتبرون الايدز وصمة عار لا يمكن الحديث عنه. لذلك جاهر مانديلا أمس باعلان سبب وفاة نجله البكر ليشجع مواطنيه على البوح باسباب المرض كي يتثنى الاهتمام بالمرضى. وعلى الرغم من ان العقاقير المضادة للفيروسات والتي تبطيء من مراحل تقدم المرض صارت متوافرة في انحاء جنوب افريقيا, لكن الاطباء المسؤولين عن الحملات لمكافحة المرض يعرفون ان الجنوب افريقيين يترددون من العلاج خوفاً من يوصموا بانهم حاملين هذا المرض.

يذكر ان واحد بين كل تسعة اشخاص في جنوب يحمل فيروس «أتش. آي.في» اي ان هناك اكثر من خمسة ملايين شخص يحملون هذا الفيروس في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 45 مليون شخص ومعظم المصابين بين سن الـ 24 و34 و31 في المائة من اطفال جنوب افريقيا صاروا ايتاماً بسبب هذا المرض.