اعتقال بريطانيين في العراق بشبهة القتال مع جماعة الزرقاوي

أحدهما كان يدرس في سورية وانتقل عبر الحدود «للعمل مع منظمات إنسانية»

TT

كشف النقاب في لندن امس عن ان القوات متعددة الجنسيات في العراق اعتقلت اواخر العام الماضي بريطانيين اثنين من اصل باكستاني للاشتباه بانضمامهما الى جماعة مسلحة ناشطة هناك يتزعمها الاصولي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي. واكدت وزارة الخارجية البريطانية أمس هذه المعلومات لكنها رفضت في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» الكشف عن اسمي المعتقلين قائلة إن أسرتيهما لا ترغبان في الكشف عن هويتهما. وافادت الوزارة بأن الاول اعتقلته القوات البريطانية العاملة في العراق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في جنوب العراق، وهو محتجز حاليا في معسكر بوكا قرب الحدود مع الكويت.

واعتبرت مصادر وزارة الدفاع البريطانية امس ان هذا المعتقل يشتبه في انه «يمثل تهديدا أمنيا قويا».

أما المعتقل الثاني الذي افادت مصادر اصولية بان عائلته تقيم في لندن فاعتقله جنود البحرية الأميركية (المارينز) الشهر الماضي وهو محتجز الان في سجن أبو غريب قرب بغداد. وقالت مصادر الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» امس ان هذا الشخص اعتقل في 7 ديسمبر (كانون الاول) الماضي في الرمادي، وقد زاره مسؤولون في السفارة البريطانية يوم 10 ديسمبر للتأكد من انه في صحة جيدة. وقال اصوليون في لندن لـ«الشرق الأوسط» ان الشخص الاخير ذهب لدراسة اللغة العربية في سورية قبل عامين، وانه انتقل الى العراق قبل ثلاثة اشهر للعمل مع منظمة تعمل في مجال المساعدات الانسانية. وافاد احد هؤلاء، طلب عدم الكشف عن اسمه، بان عائلة هذا المعتقل «تعيش في حالة من الخوف والرعب بسبب اعتقال ابنها في العراق» مشيرا الى ان العائلة طلبت من محاميها عدم الكشف عن اسمه. واضاف ان المعلومات المتوفرة تفيد بان المعتقل «خف وزنه بصورة كبيرة واصيب بما يشبه الهذيان في سجن ابو غريب». وقالت مصادر مطلعة في لندن ان هذا الشخص عندما اعتقلته القوات الاميركية في الرمادي «لم يكن يمارس أي اعمال انسانية، بل كان ينقل بنادق كلاشنيكوف مع مجموعة من المسلحين من منزل الى آخر» وان مشاة البحرية الاميركية وجدوا «اثار متفجرات على يديه» عندما فحصوه قبل نقله الى سجن ابو غريب.

واضافت ان التحقيق مع هذا الشخص سيستغرق نحو 90 يوما قبل تحديد مصيره بابقائه رهن الاعتقال في سجن ابو غريب او ترحيله الى معسكر غونتاناموا حيث يعتقل 550 من سجناء «القاعدة» وطالبان. وتقدر مصادر عدد الاجانب المعتقلين في العراق بتهمة العمل مع الجماعات المسلحة بـ300 شخص، وغالبية هؤلاء تتحدر من دول عربية مثل السعودية وسورية واليمن والسودان، بالاضافة إلى مسلمين من بريطانيا وفرنسا ودول غربية أخرى. من جهتها قالت صحيفة «التايمز» البريطانية امس إنه تم في بعض الحالات استخدام المقاتلين الاجانب، العاملين مع أبي مصعب الزرقاوي، في تنفيذ عمليات انتحارية في العراق.