بعد عشرة أيام بلا طعام أو شراب جفت خلالها كل دموعه فتى هندي ينجو من الكارثة فوق شجرة

TT

بورت بلير (الهند) ـ أ.ف.ب: نجا فتى من أمواج المد البحري العاتية التي ضربت جزيرة كار نيكوبا بعد بداية الكارثة في السادس والعشرين من الشهر الماضي، فقد بقي الفتي عشرة أيام معلقا فوق شجرة من دون ماء أو غذاء حتى انتشلته مروحية إغاثة، وفق ما روى الفتي نفسه أمس.

والفتي مورليثاران، 14 عاما، هو أحد الناجين الذين عثرت عليهم فرق الإغاثة منذ يومين في الأرخبيل بعد أن تمكنت من الوصول إليه. وقد روى معاناته بعد أن نقلته طائرة تابعة للجيش الهندي الأربعاء الماضي إلى بورت بلير، عاصمة جزر اندامان.

وقال الفتى، الذي التقى رام كابسي حاكم اندامان ونيكوبار بعد أن استراح يوما، «بكيت كثيرا لكن دموعي نفدت بعد بضعة أيام. لم يكن لدي ما آكله ولم يعد لدي ماء للشرب ولم أكن أملك أي وسيلة للنجاة».

وتابع «إنني لا أحسن السباحة فتسلقت شجرت وبقيت فيها عشرة أيام، لأن أمواج البحر لم تتراجع».

وأفاد عناصر فرق الإغاثة أن مورليثاران سقط في نهاية الأمر من الشجرة يوم الثلاثاء الماضي، لكن امرأة أخرجته من المياه واعتنت به حتى وصولهم.

كذلك نجا والدا الفتى من موجات تسونامي وقد تمت إغاثتهما قبل ابنهما ونقلا إلى المستشفى في مدراس، جنوب الهند. وأوضح الجنرال ب. س. ثاكور، الذي يقود عمليات الإغاثة في أرخبيل اندامان، أنه عثر بنفسه الخميس على 17 ناجيا في جزر كاتشال التي لا تزال المياه تغمرها، وحيث أحصي أكثر من 4600 مفقود. وقال الضابط «عندما وصلنا إلى كاتشال، أبلغنا شابان من المجموعة عبرا 16 كليومترا في ظروف بالغة الصعوبة بوجود هؤلاء الناجين وسط الوحول والمياه التي تحاصرهم»، مبديا «سروره الكبير» لإنقاذهم.

وتابع «أرسلنا في بادئ الأمر مروحية استطلاع، يرشدها أحد الفتيان، وبعد أن رصدنا الناجين الـ17 استقدمنا مروحية ثانية لرفعهم من هناك جوا الواحد تلو الآخر». وقال إن المجموعة الصغيرة أمضت عشرة أيام في الوحول، وكان غذاؤها يقتصر على جوز الهند والموز دون أن تتوافر لها مياه الشرب، معتبرا أن نجاتها «أعجوبة» حقيقية. وكان ناجون آخرون قد أفلتوا قبلهم من جحيم جزيرة كاتشال وصفوا الدمار الكبير الذي لحق بهذه الجزيرة، وهي الأكثر تضررا في الأرخبيل.

وكان العديد من السياح الأجانب يقضون عطلة رأس السنة في هذه الجزيرة التي تشكل قبلة سياحية متميزة، والتي كانت بحسب مرصد غرينتش، أول نقطة من الأرض شهدت أول فجر في الألفية الثالثة.