الجزر الصغيرة مهددة بالغرق مع التغير المناخي و200 مليون شخص سيضطرون للهجرة

TT

يبحث المؤتمر المتعلق بمستقبل الجزر الصغيرة المستقلة من 10 الى 14 يناير (كانون الثاني) الحالي في جزيرة موريشيوس، سبل مساعدة هذه الدول الصغيرة على مواجهة الارتفاع المتوقع لمياه البحر بسبب التغير المناخي. ويقول الخبير الفرنسي ميشال بوتي ان «بقاء هذه الدول الصغيرة بحد ذاته مهدد». ويصل عدد هذه الدول ـ الجزر الى نحو اربعين دولة تنتشر في المحيطات الهادئ والهندي والاطلسي وحوض الكاريبي. وحددت الامم المتحدة اهم التحديات التي تواجه هذه الجزر وهي: التغيرات المناخية، والوسط المحيط الهش، وقواعد التجارة المجحفة تجاه هذه الدول، وانتفاء مشاريع الطاقة البديلة والسياحة، وضرورة تعميم تقنية المعلومات لفك العزلة، ودراسة التراث والثقافة الجليين ومكافحة الأيدز والملاريا، وتحمل كلفة الأمن.

وارتفع متوسط مستوى المحيطات ما بين 10 و20 سنتمترا خلال قرن، ويتوقع ان يرتفع من 9 الى 88 سنتمترا بحلول 2100 بسبب ارتفاع حرارة الارض وذوبان جبال الجليد والطبقات الجليدية. ويخشى ان تغمر مياه البحر الجزر وكذلك دلتا الانهار، عند هبوب عاصفة او مد كبير. وفي الاجمال قد يضطر 200 مليون شخص للهجرة بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين بعد ان تغمر المياه مناطق سكنهم وفق التقرير الاخير لخبراء الامم المتحدة لسنة 2001 .

ويمكن في حال اتخاذ اجراءات وقائية مناسبة خفض هذا العدد الى 100 مليون شخص. وعلى المدى البعيد، يثير ذوبان الطبقة الجليدية في غرينلاند قلق الخبراء. ويقول جان جوزيل ممثل فرنسا في مجموعة خبراء الامم المتحدة للمناخ، ان «ذوبان المناطق الساحلية بات ظاهرا للعيان». ويخشى الخبراء ان يرتفع مستوى البحار بين 4 و5 امتار خلال ثلاثة او اربعة قرون. ويقول بوتي انه «حتى لو ثبتنا كثافة الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض (بسبب النشاطات البشرية) سيستمر مستوى البحار في الارتفاع بمرور الوقت».

وبات الوضع ينذر بالقلق في العديد من الجزر. ففي فبراير (شباط) 2004، غرقت جزر ارخبيل توفالو المرجاني التسع في المحيط الهادئ تحت مياه المد العالي التي ارتفعت احيانا ثلاثة امتار. وتقع اعلى نقطة في هذه الجزر على ارتفاع 4 و5 امتار. وقال رئيس وزراء توفالو سوفاتو سوبو اغا حينها «لسنا بحاجة الى ابحاث علمية جديدة حول ظاهرة ارتفاع مياه البحر، لقد باتت امرا واقعا». والمد البحري الذي كان في السابق امرا نادرا، بات يحدث مرتين في السنة. وقد يرغم ذلك توفالو على نقل نحو 11500 شخص من سكان هذه الجزر الى نيوزيلاندا. والجزر الصغيرة المعزولة التي تعتمد على السياحة مثل جزر المالديف، لا تملك الوسائل المادية الكافية لحماية نفسها، كما هي الحال في هولندا او فرنسا، حيث تهدد المياه بغمر منطقة كامارغ في الجنوب. وبينت التبعات الكارثية لامواج تسونامي العاتية التي ضربت آسيا في 26 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، نقص الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية، فالدول المشاطئة للمحيط الهندي لا تملك اي نظام انذار، خلافا لدول المحيط الهادئ. كما تعجز الجزر الصغيرة بصورة كبيرة عن توفير الوسائل التي تتيح لها التكيف مع التغيرات المناخية، فالتبرعات السخية التي اعقبت تسونامي لا تخفي التراجع الكبير في المساعدات الحكومية المقدمة للتنمية منذ عشر سنوات. ويؤكد التقرير التمهيدي لمؤتمر موريشيوس ان «الجزر الصغيرة النامية عانت من تراجع المساعدات الحكومية للتنمية الى النصف تقريبا» بين 1994 و2001 .