دمشق تستبق مباحثات كيري والأسد اليوم بتأكيد انفتاح أبواب للتفاهم مع دمشق

سورية تشير إلى لغة مرنة جديدة تستخدمها الدبلوماسية الأميركية

TT

بدأ السيناتور جون كيري ، المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية السابقة أمس ، زيارة لسورية في إطار ما وُصِفَ بأنه محاولة أميركية جادة تلتقي مع ما هدفت إليه زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج للعاصمة السورية من إقامة حوار جاد وفعال بين دمشق وواشنطن، تستخدم فيه الدبلوماسية الأميركية لهجة مرنة ولغة جديدة غير تلك التي اعتاد السوريون على سماعها من المسؤولين الأميركيين.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن كيري سيجتمع اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد، ثم يجري في الخارجية السورية مباحثات مع الوزير فاروق الشرع، تعتقد دوائر متابعة أنها ستجري في أجواء مشابهة لتلك التي أحاطت بمباحثات أرميتاج التي تركت آثاراً إيجابية جراء ما فتحته من أبواب للتفاهم ، باعتبارها تناولت جميع القضايا مثار الاختلاف بين الجانبين ، بغية إفساح المجال لحوار منطقي، يمكن من الوصول إلى الحلول وليس لإملائها. وقد استبقت دمشق زيارة كيري بالتأكيد على أهمية الحوار في جني الثمار، وأن تبادل الرأي إزاء الموضوعات المطروحة هو الأسلوب الأنجع في معالجة المشكلات الطارئة التي تفرزها الأحداث وتداعياتها في عموم المنطقة وخصوصاً على الساحة العراقية. وقال رئيس تحرير صحيفة الثورة الحكومية فائز الصايغ «إن زيارة أرميتاج لدمشق ومن قبلها زيارة وليم بيرنز وما أجرياها فيها من محادثات ، تكفيان للتأكيد على أن الحوار وتبادل الرأي على أرض الواقع هو الأسلوب الأنجع لتحقيق مصلحة الولايات المتحدة الأميركية كما يراها الشعب الأميركي، ومصلحة سورية كما يراها الشعب السوري». ورأى الصايغ أن الحوار العقلاني واتساع آفاقه وتعدد وسائله وتمتين قواعده، يؤسس لقواسم مشتركة يمكن البناء عليها إذا ما توفرت النيات الحسنة والدوافع النقية من الشوائب الإسرائيلية الرامية إلى توتير الأجواء وتأزيم الأوضاع ، واستغلال الزمن الضائع وتوظيفه للمصلحة الاسرائيلية وخاصة في ظل انشغال الإدارة الأميركية وتورطها في معاركها الاستباقية والإلحاقية. وأعرب المسؤول السوري عن استغرابه واستهجانه للأصوات التي ما أن ترى مسؤولاً أميركياً أو تسمع تصريحاته عقب زيارته إلى دمشق إلاّ وتنبري لإعادة تجديد لوائح الضغوط الأميركية المتداولة، بما يوحي بأن المعلن من نتائج الزيارة شيء، والمخفي شيء آخر.

وأكد الصايغ أن سورية ليست ممن يضع ملفاً على الطاولة لالتقاط الصور ويخفي ملفاً آخر، بل إن كل شيء لديها شفاف ومعلن، انطلاقاً من مصلحتها الوطنية المكاشفة وتكريس المصداقية التي درجت عليها واعتبرتها نهجاً وطنياً لا بل ثابتاً من ثوابتها.

ووصف رئيس تحرير الثورة الأصوات التي تريد التشويش على أية خطوة إيجابية يحققها الحوار السوري ـ الأميركي بأنها أصوات نشاز غير مألوفة ، فضلاً عن أنها أصوات إسرائيلية بحَّة ، هدفها تطويق أيّ تطور ممكن في العلاقات السورية ـ الأميركية ، لأن أي تطور يشكل خطوة جادة وصحيحة في اتجاه تصحيح مسار العلاقات الثنائية ومسار عملية السلام في الشرق الأوسط ، ووضع حدٍّ للعنجهية الصهيونية وكبح جماح العدوان وتبديد شهوة التوسع القائمة اليوم. وأعرب الصايغ عن أن سورية تكنّ للشعب الأميركي كل الاحترام، ولإنجازاته العظيمة في خدمة البشرية كلّ التقدير، كما تؤكد حرصها الدائم على التعامل والحوار مع الإدارات الأميركية ، بعيداً عن التأثير والضغط الصهيوني وأدواته التي كلّما أحسّت أن خطوة تحققت بالاتجاه الصحيح تنبري للتشويش وإعادة عجلة الزمن إلى الوراء.