تخفيض الخدمة العسكرية في سورية إلى عامين.. وألفا دولار البدل عن الخدمة للمغتربين

TT

أُعلن في دمشق رسمياً عن تخفيض مدة الخدمة العسكرية في سورية من سنتين ونصف السنة إلى سنتين فقط ، وتحديد مبلغ 2000 دولار أميركي كبدل نقدي عن الخدمة إذا كان المكلف قد ولد في دول عربية أو أجنبية وأقام فيها حتى دخوله سن التكليف ومبلغ 5000 خمسة آلاف دولار أميركي إذا كان المكلف قد غادر سورية إلى بلد الإقامة قبل إتمامه سن الحادية عشرة من العمر وأقام فيها مدة لا تقل عن خمسة عشر عاما بعد مغادرته سورية. فقد أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أول من امس مرسوماً تشريعياً ينص على أن تكون مدة خدمة العلم الإلزامية العادية سنتين تنتهي في اليوم الأول من الشهر الذي يلي تاريخ انقضائها ويتم التسريح بشكل جماعي في اليوم الأول من الشهر التالي لتاريخ انقضائها وتعد الأيام الزائدة عن السنتين خدمة إلزامية ، ويسري ذلك على الفلسطينيين المقيمين في سورية. كما أصدر الرئيس الأسد مرسوماً ثانيا يقضي بتحديد مبلغ ألفي دولار أميركي كبدل إذا كان المكلفون قد ولدوا في دول عربية أو أجنبية وأقاموا فيها حتى دخولهم سن التكليف. ومبلغ خمسة آلاف دولار أميركي إذا كان المكلفون قد غادروا سورية إلى بلد الإقامة قبل إتمامهم سن الحادية عشرة من العمر وأقاموا فيها مدة لا تقل عن خمسة عشر عاما بعد مغادرتهم.

وأصدر الرئيس الأسد مرسوماً ثالثاً يقضي بتعديل المرسوم التشريعي رقم 7 للعام 1974 المتعلق بالتدريب العسكري الخاص بطلاب الجامعات والمعاهد التابعة لوزارة التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية ومن بحكمهم ، ويسرى هذا المرسوم على طلاب السنتين الأولى والثانية للعام الدراسي 2004 ـ 2005 وتسوى أوضاع طلاب السنة الرابعة للعام 2005 ـ 2004 والطلاب الذين انهوا مقرر التدريب الجامعي لأربع سنوات في الكليات وسنتين في المعاهد. وينص المرسوم الثالث على أن يخضع طلاب الجامعات والمعاهد التابعة لوزارة التعليم العالي في سورية من السوريين ومن بحكمهم لخدمة العلم للتدريب العسكري وفق خطة تضعها القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ويعتبرون من القوات المسلحة الإضافية ، ويدعى الطلاب المذكورون للخدمة في القوات المسلحة زمن الحرب أو أثناء العمليات الحربية أو عند التعرض للكوارث الطبيعية ويقومون بالأعمال والمهمات التي تكلفهم بها القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وحسب خطتها وتحسب هذه الخدمة من خدمة العلم. واعتبر المرسوم مادة التدريب العسكري من المقررات الإلزامية في السنتين الدراسيتين الأولى والثانية للجامعات والمعاهد، فيما تم تخفيض الخدمة الإلزامية مدة شهر واحد لمن ينهون بنجاح مقرر التدريب العسكري، ويستفيد الطلاب الجامعيون وعيالهم عند تعرضهم أثناء قيامهم بالتدريب أو الخدمة لعجز أو وفاة أو استشهاد أو فقدان، من الحقوق المقررة للمجندين الواردة في قانون معاشات الأفراد وتطبق عليهم في تصفية وصرف هذه الحقوق النصوص النافذة على المجندين.

وتجدر الإشارة إلى أن وزيرة المغتربين السورية الدكتورة بثينة شعبان لعبت لدى توليها وزارة المغتربين دوراً مؤثراًَ على صعيد دفع بدل نقدي عن الخدمة العسكرية، والمطالبة بإصدار قوانين من شأنها ربط المغتربين السوريين بوطنهم الأم وإفساح المجال أمامهم بالطرق القانونية للقدوم إلى سورية بغية تقوية الروابط الوطنية والاجتماعية والأسرية بينهم وبين أقرانهم من السوريين المقيمين في الداخل.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» اليوم بالوزيرة شعبان التي عقبت على صدور تلك المراسيم بالقول:

«في ورشة شؤون المغتربين المنبثقة عن المؤتمر الأول للمغتربين السوريين الذي انعقد أخيرا في دمشق، كان الهم الأساسي للمغتربين هو أبناؤهم الذين ولدوا في بلدان الاغتراب، والحرص على إعادة الصلة بين هذا الجيل الشاب وبين وطنه الأم سورية، وقد تقاطع هذا الحرص مع حرص الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية لإعادة وشائج القربى بين هؤلاء الشبان والشابات مع أهلهم وذويهم ووطنهم ولتعزيز انتمائهم إلى بلدهم سورية ، ومن هنا أتت هذه المكرمة من الرئيس الأسد بتخفيض رسوم خدمة العلم للذين ولدوا خارج القطر إلى ألفي دولار حرصاً من الرئيس الأسد والقيادة السورية على إعادة ربط أبناء سورية بوطنهم الأم لما فيه مصلحتهم ومصلحة سورية». وعن منعكسات المراسيم النفسية والمادية على المغتربين قالت الدكتورة شعبان «أتوقع أن يكون المغتربون سعداء جداً وخاصة الأهل منهم ، حيث سيمكن هذا المرسوم أبناء المغتربين كافة من دفع البدل النقدي والمجيء إلى سورية بكل حرية ومن دون أية قيود، كما أتوقع أن تزداد وتيرة قدوم الشباب السوري المغترب إلى سورية مما سيمكن البلاد من استثمار خبراتهم والاستفادة منها».

ولفتت الوزيرة شعبان إلى أنها بدأت الآن وبعد صدور هذه المراسيم بالتفكير بأن تقيم وزارة المغتربين في سورية معسكراً صيفياً للشباب والشابات السوريين المقيمين والمغتربين ولمدة أسبوعين ليتعرف أبناء المغتربين على وطنهم وحضارته وأهله وذويه في إطار اتخاذ خطوات عملية لإعادة ربطهم بوطنهم الأم.

وعن مدلولات المراسيم، قالت شعبان «إنها تعكس حرص الرئيس الأسد على الاستثمار الأمثل لخبرات أبناء الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية ليس فقط بين أبناء الوطن في الداخل وإنما بين أبناء الوطن وأبناء المغتربات ومساواة الجميع في المواطنية، كما تعكس شعور الرئيس الأسد بأهمية استثمار نقاط القوة لدى شبابنا المغترب كالأطباء والمهندسين على سبيل المثال، وجعلهم يقدمون خدمات للوطن لا تقل أهمية عن خدمة العلم.