بوش يتحدث عن «لحظة تاريخية» في الانتخابات العراقية ووزير الخارجية الفرنسي يراها «محطة مهمة» لرحيل القوات الأجنبية

ممثل الأمم المتحدة: ضعف إقبال السنّة لن يطعن في شرعية الاقتراع

TT

اكد الرئيس الاميركي جورج بوش امس، ان الانتخابات العراقية المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي تشكل لحظة تاريخية، معربا عن أمله في ان تكون نسبة المشاركة فيها مرتفعة، فيما اعتبرت فرنسا ان الانتخابات «محطة مهمة» تسبق رحيل القوات الاجنبية عن العراق. وقال بوش في تصريحات صحافية «ستجري انتخابات في 30 يناير (تشرين الثاني). انها لحظة تاريخية»، مؤكدا مرة جديدة ان «الارهابيين» يسعون لإحباط هذه العملية الانتخابية لأنهم لا يريدون ان تترسخ الديمقراطية في العراق.

واضاف «اعرف انها مسألة صعبة وذلك لسبب وهو ان ثمة حفنة من الناس يخشون الحرية»، معتبرا انه من الممكن تنظيم انتخابات في معظم المناطق العراقية في الموعد المحدد.

وقال «ان 14 من المحافظات العراقية الـ18 تبدو في هدوء نسبي». واضاف «اريد ان يتمكن الجميع من التصويت»، معتبرا ان الارهاب ناجم عن «الاحباط الذي ولده الطغيان».

واعلن الرئيس الاميركي ان مهمة بعثة التقويم التي قرر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ارسالها الى العراق تقضي بصورة خاصة بالتمهيد للتنسيق بين السلطات الاميركية والحكومة العراقية التي ستنبثق عن الانتخابات. وقال ايضا «ان ادارتي تؤمن بقوة بحق الناس في التعبير عن انفسهم»، وذكر بان «الناس كانوا يقولون قبل وقت قليل ان العراقيين لن يتمكنوا من التصويت»، معتبرا ان «مجرد التساؤل الآن حول مستوى المشاركة» يشكل «تقدما».

وقال بوش للصحافيين «اعتقد انه لو طرحتم علي السؤال قبل 18 شهرا وأجبت بأنه سيتم إجراء انتخابات في العراق، لما كنتم استطعتم الامتناع عن الضحك».

من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه امس على ضرورة اجراء الانتخابات في العراق، معتبرا انها محطة مهمة تسبق رحيل القوات الاجنبية عن هذا البلد. وقال بارنييه في حديث لشبكة «ال سيه اي» الخاصة الفرنسية ان هذه الانتخابات «يجب ان تجري ويمكن ان تجري. انها محطة مهمة لان ثمة مراحل اخرى ولا سيما رحيل القوات الاجنبية في نهاية 2005».

وأقر بان هذه الانتخابات «خاصة»، لكنه ذكر بان «الخيار اتخذ في القرار 1546 الشهير (الدولي) الذي صادقنا عليه، بإخراج العراق من هذه الهوة السوداء، من هذه الحرب، بواسطة السياسة والانتخابات والديمقراطية».

ورأى بارنييه ان «المراحل صعبة للغاية ويجب اجتيازها الواحدة بعد الاخرى حتى لو لم تتم على أفضل وجه». وقال «نتمنى ان تكون هذه الانتخابات ممكنة وان تفسح لمرحلة الاصلاح الدستوري المقبلة وان تفتح الافق الذي يحتاج اليه العراقيون افق السيادة التامة، مما يعني رحيل القوات الاجنبية». وشدد على ضرورة ان «يتولى هذا البلد مصيره بنفسه».

الى ذلك قال اشرف قاضي مبعوث الامم المتحدة، انه يتعين على العراق المضي قدما في الانتخابات حتى اذا أدت أعمال العنف والتخويف الى جعل اعداد كبيرة من الاقلية السنية لا تشارك في الانتخابات. وفي تدخل بالصراع السياسي بشأن ما اذا كان يتعين تأجيل تلك الانتخابات التاريخية بسبب هجمات المقاتلين، قال قاضي ان قلة المشاركة الجماهيرية في المناطق السنية التي تعصف بها أعمال العنف لن تثير شكوكا بشأن شرعية الانتخابات. وقال «اذا منع الوضع الأمني الناس من التصويت فقد لا يكون هذا موقفا سياسيا. وهذا سيكون اعترافا بالموقف الأمني الصعب. وهذا يحدث في دول اخرى، حيث يكون هناك احيانا موقف صعب جدا ولا يستطيع الناس الإدلاء بأصواتهم».