أبو مازن يحتل المرتبة الأولى في الإعلانات الانتخابية يليه البرغوثي فتيسير خالد ثم الأشقر والصالحي

مخاوف في فتح من أن تدعم حركة «حماس» البرغوثي في اللحظة الأخيرة

TT

انضمت الاعلانات الانتخابية وصور مرشحي الرئاسة الفلسطينية مرحليا الى ملصقات الانتفاضة وشعاراتها وصور ضحاياها وكذلك صور الاسرى في شوارع المدن والقرى الفلسطينية وواجهات المحال التجارية والساحات العامة، الى درجة انه اصبح من الصعب في بعض الحالات التمييز بين صورة مرشح الرئاسة وبين صور الاسرى او قتلى الانتفاضة لا سيما القادة السياسيين منهم.

ومع اقتراب موعد اختتام الحملات الانتخابية في الساعة السابعة من صباح هذا اليوم، اي 24 ساعة من توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع، ازدادت تصريحات المتنافسين حدة واشتدت المنافسات واستعرت الحملات الدعائية بين المتنافسين السبعة لا سيما المتنافسين الرئيسيين: محمود عباس (ابو مازن) مرشح حركة فتح رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ومصطفى البرغوثي من المبادرة الوطنية الفلسطينية.

وامتلأت الصحف والمحطات التلفزيونية والاذاعية بصور المرشحين وشعاراتهم ووعودهم الانتخابية. وتخص هذه الاعلانات 5 فقط من اصل 5 من المرشحين وغاب عنها مرشحا قطاع غزة السيد بركة وعبد الكريم الشبير ربما لضيق ذات الحال ماديا خاصة انهما مرشحان مستقلان ولا يحظيان بدعم من اطراف اخرى، وربما لصعوبة وصولهما الى الضفة الغربية من القطاع خاصة وانهما اشتكيا من عرقلة سلطات الاحتلال لتحركهما وربما ايضا بسبب غياب احتمالات الفوز خاصة انهما يأتيان في المرتبتين الاخيرتين وفق استطلاعات الرأي المحلية، وهما بذلك يقللان من خسائرهما المالية.

ويتنافس على المرتبة الاولى في عدد الاعلانات ابو مازن ومصطفى البرغوثي يليهما في المرتبة الثالثة تيسير خالد مرشح الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ثم بسام الصالحي مرشح حزب الشعب (الشيوعي سابقا) ويبقى عبد الحليم الاشقر الاقل ظهورا سواء في الاعلانات او الظهور الشخصي بسبب غيابه عن الاراضي الفلسطينية ووجوده في الولايات المتحدة تحت الاقامة الجبرية للاشتباه بوجود علاقات له مع ما يسمى بالحركات الارهابية.

وبينما اقتصرت دعايات كل المرشحين على وسائل الاعلام المحلية، تعداها البرغوثي الى قناة «العربية» الفضائية. ويجد مؤيدو ابو مازن في ذلك ثغرة للانقضاض بالهجوم عليه واتهامه بالتبذير واثارة التساؤلات حول مصادر تمويله. ويزعم معسكر ابو مازن ان البرغوثي يعرض المال على الناخبين مقابل اصواتهم.

وهي اتهامات رفضها ويرفضها مساعدو البرغوثي رفضا قاطعا، ويعتبرونها تشهيرا رخيصا يعكس مخاوف معسكر ابو مازن كما تعكس حسب قولهم الخطورة التي يشكلها مرشحهم على فرص ابو مازن في الفوز. وهي مخاوف عبر عنها بعض عناصر حركة فتح ومصدرها احتمال قيام حركة «حماس» في اللحظة الاخيرة، بدعوة انصارها سرا الى دعم البرغوثي، فترجح الكفة لصالح البرغوثي رغم الفارق الكبير في شعبيتهما وفق استطلاعات الرأي الاخيرة.

وهذا الموقف يعكس المخاوف الحقيقية التي تسود الصف الفتحاوي، علما بان «حماس» اعلنت رسميا، وعلى لسان اكثر من مسؤول، مقاطعتها للانتخابات الرئاسية ترشيحا وتصويتا وطلبت من عناصرها عدم المشاركة في هذه الانتخابات.

وفي عودة الى الاعلانات في الصحف فان صور البرغوثي الملونة (10 سم عرضا و5 سم ارتفاعا) تحتل الزاوية اليمنى في اعلى الصفحات الاولى للصحف الاعلى سعرا بينما تحتل صورة ابو مازن مرشح كبرى الفصائل الفلسطينية واغناها، الزاوية اليسرى. وتكلفة الاعلان بالطبع ترتفع مع حجم الصورة وموقعها، فعلى سبيل المثال فان سعر الزاوية اليمنى يصل الى حوالي الفي شيكل (حوالي 420 دولارا) بينما تصل تكلفة الزاوية اليسرى الى حوالي 1500 شيكل (حوالي 350 دولارا).

الى ذلك يعترف اعضاء في حركة فتح لـ «الشرق الاوسط» بان ابو مازن، رغم الدعم الحركي له، حصل على دعم انتخابي مالي من المليونير الفلسطيني منيب المصري، الذي فكر جديا بترشيح نفسه لكنه تراجع لصالح ابو مازن. وحسب ما قاله مسؤول في فتح فان الدعم الذي قدمه منيب المصري يصل الى مليوني دولار.

وتشمل الحملة الدعائية لابو مازن التي تشرف عليها فروع تنظيم فتح في المدن والقرى المختلفة، شعار «ابو مازن على خطى ياسر عرفات» على كوفيات فلسطينية. ويدعم ابو مازن في هذه الانتخابات جبهة النضال الشعبي الفلسطيني التي نشرت اعلان دعم له في صحيفة «القدس» المقدسية الصادرة اول من امس. ويقول الاعلان «نعم لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية الاخ ابو مازن... من اجل العودة.. الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.. الديمقراطية.. الاصلاح.. التنمية».

ولا تقتصر الاعلانات على الصفحة الاولى اذ تحتل مساحات اكبر في الصفحات الداخلية. ويتبنى ابو مازن شعارات مثل «القدس ـ العودة ـ الدولة» و«اذا وعد اوفى» و«ضمان المرأة وتعزيز دورها... مهمة مركزية» و«نحو خطة شاملة وخلق فرص عمل للخريجين» و«انهاء الاحتلال... امن المواطن... الاصلاح والتنمية» و« التعليم، العمل، الرعاية الصحية، حق اساسي لكل مواطن» و«من اجل الامن والامان للمواطن» و«حل قضية اللاجئين وفق القرار (الدولي) 194» و«حرية الاسرى اولوية وطنية وشرط للسلام العادل» و«ثوابت في المواقف».

ويذهب مصطفى البرغوثي الى ابعد من ابو مازن بوعوده اذ يقول في احد اعلاناته الدعائية «من اجل تكريم الشهداء ورعاية اسرهم وتأمين التعليم والعمل والرعاية الصحية لاسرهم» و«لنضع القضية في ايد امينة» و«مهما فعلوا... القدس عاصمتنا الى الابد» «من اجل حقوق العمال والقضاء على البطالة» و«تعهدنا بميثاق شرف وطني بان لا يبرم اي اتفاق دون تحرير الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال، دون تمييز او استثناء» و«صوتكم امانة.. بامكاننا احداث التغيير. انتم فقط تعرفون لمن ستصوتون... فحكّموا ضمائركم» و«نحن امل المستقبل.. من اجل حياة افضل نعيش فيها بحرية وكرامة دون احتلال ودون ظلم».

ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الاعلانات تيسير خالد مرشح الديمقراطية. وتقول اعلاناته «لننتخب ابن الشعب.. مرشح التغيير» و«لا لجدار الفصل العنصري وخطة شارون» و«القدس درة الوطن.. عاصمة دولة فلسطين» و«حماية امن المواطن وسيادة القانون» و«الحرية دون قيد او شرط ودون تمييز لجميع الاسرى» و«حماية حقوق العمال والمعلمين وصغار الموظفين» و«لا تفريط بالثوابت الوطنية وحق المقاومة» و«لا هوادة مع الفساد والمحسوبية واستغلال النفوذ. الخبز.. العمل.. العلاج.. حق لكل مواطن. المساواة للمرأة والغد المشرق للشباب. دعم الزراعة سياج الوطن ضد الاستيطان والجدار العنصري».

واقتصرت اعلانات عبد الحليم الاشقر على ما يمكن ان يقدمه للناخبين ويسرد في اعلانه برنامجه الانتخابي «لا تنازل عن الثوابت الوطنية. القدس عاصمة الدولة المنشودة. الاصرار على حق الوحدة والتعويض للاجئين على اساس القرارات الدولية. انهاء الاحتلال من خلال ما حققته المقاومة مع الاحتكام الى الشرعية الدولية. تطوير نظام التعليم وتحسين رواتب المعلمين لضمان العيش الكريم. قضية الاسرى ستكون على رأس اجندة الحكومة واولوية في كل الحلول لضمان اطلاق سراحهم. تعزيز مكانة المرأة وتفعيل دورها في جميع مناحي الحياة. وسن التشريعات والقوانين التي تضمن حقوقها كاملة». ويشدد بسام الصالحي مرشح حزب الشعب على قضية الجدار الفاصل فيقول «فليسقط جدار الفصل العنصري» و«القدس لنا.. ولنا الغد» و«المرأة الفلسطينية.. شراكة حقيقية ومساواة كاملة».

واقتصرت اعلانات الصالحي والاشقر (بالابيض والاسود فقط) على الصفحات الداخلية، الاقل تكلفة. وباحصاء عدد الاعلانات فان ابو مازن يحتل المرتبة الاولى يليه البرغوثي فتيسير خالد ثم الاشقر واخيرا الصالحي.