الإعلان عن تنظيم نسائي جديد من زوجات الأصوليين في لندن

يؤمن بأفكار بكري ويختلفن مع فتاوى القرضاوي

TT

اعلن في بريطانيا امس عن تنظيم نسائي مكون من زوجات المحسوبين على التيار الاصولي، وكذلك بعض البريطانيات اللاتي دخلن الى الإسلام. والنساء أعضاء التنظيم الجديد من جماعة «أهل السنة والجماعة» يؤمن بفكر عمر بكري مؤسس حركة «المهاجرون» والقيادي الاصولي عبد المنعم حليمة المكنى «ابوبصير الطرطوسي»، ويختلفن مع الداعية المعروف الشيخ يوسف القرضاوي في اغلب فتاويه، بحسب ام هاجر مسؤولة التنظيم الجديد. والطرطوسي اسلامي سوري الاصل مقيم في بريطانيا له عشرات المؤلفات مثل: «قواعد في التكفير» و«اعمال تخرج صاحبها من الملة»، و«حكم الاسلام في الديمقراطية» و«حكم استحلال اموال المشركين». ووصف قيادي اصولي التنظيم الجديد بانه «جهاد نون النسوة»، واشار الى أن بعض المشاركات في التنظيم الجديد هن زوجات بعض المعتقلين في السجون البريطانية بسبب ما يسمى بالحرب الاميركية على الارهاب. ومن جهته قال عمر بكري مؤسس جماعة «المهاجرون» التي حلت نفسها قبل نهاية العام الماضي لـ«الشرق الأوسط» ان «التنظيم الاصولي النسوي ستكون مهمته تنظيم المؤتمرات والمسيرات والمظاهرات والمحاضرات والندوات المقبلة، وأخير دليل على ذلك مؤتمر اليوم بقاعة الصداقة في يوستن بوسط لندن، وستكون لهن مشاركة كبرى في المحاضرات». واشار الى ان التنظيم النسوي من ابرز مهامه ايضا حجز قاعات مؤتمرات الاصوليات وتجمعاتهن. واوضح الاصولي السوري ان أحساسهن بأهمية تصدرهن للدعوة ازداد بعدما تعرضت بيوتهن للمداهمات واعتقال أزواجهن وأولادهن بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 . والتنظيم الاصولي الجديد مسؤولته هي ام هاجر، وهي من اصول آسيوية وتلامذتها يعرفون بالالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة، بحسب بكري. وتابع قوله: «ليس لتجمعهن اسم معين حسب علمي ولكنهن من التيار الاسلامي، ولهن مشاريع دعوية ونشاطات متعددة في بيوتهن وفي اماكن تجمعهن في المراكز الثقافية العامة». واشار: «لقد أخذن زمام المبادرة بسحب أولادهن من المدارس الحكومية لتعليمهن في بيوتهن وفي مراكز اسلامية خاصة، وقام بعضهن بالتدريب الكامل على الاسعافات الأولية وعمل الممرضات والقابلات لعلاج النساء المسلمات في بيوتهن، والقيام بعمليات الولادة في دورهن وبيوتهن»، واوضح: «انهن يؤمن بفكرة مناصرة الجهاد والمجاهدين، وبعضهن يخصص مبالغ مالية شهريا من دخلهن لمناصرة الجهاد في سبيل الله». ومن جهتها قالت ام هاجر مسؤولة التنظيم الجديد في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» ان هناك نحو 100 سيدة بريطانية ممن اعتنقن الإسلام، بعضهن من اليهود انضممن الى التنظيم الجديد الذي اطلقن عليه «اللجنة النسائية للدعوة السلفية»، وقالت انهن من «اهل السنة والجماعة». واضافت هناك عدد كبير من المتطوعات والناشطات في مجال الدعوة وأنشطتها، معظمهن من الأخوات اللاتي اعتنقن الإسلام من أهل البلاد ومن القارة الآسيوية وبعضهن من البلاد العربية. واوضحت: «كمسلمات نرجع في المسائل الفقهية الى نهج السلف الصالح وذلك باستشارة العلماء وطلبة العلم الشرعي، وهناك مرجعية سلفية من داخل بريطانيا وخارجها نعود اليها مثل الداعية عمر بكري وابوبصير الطرطوسي». وكشفت ان الاصوليات الجدد سحبن اولادهن من المدارس الحكومية، مشيرة الى استئجار غرف وقاعات بشرق لندن لتعليم الاولاد المواد الدينية الاسلامية الى جانب العلوم الحديثة. وانتقدت ام هاجر في حديثها لـ«الشرق الأوسط» فتوى للداعية المعروف الشيخ يوسف القرضاوي اصدرها عن المجلس الاوروبي للافتاء قبل ثلاثة اعوام في مؤتمره المنعقد في اسبانيا احل لمن تدخل الاسلام عدم مفارقة زوجها، اذا كان على دين غير دين الاسلام، اذا لم تجد ضررا منه او ما يعرض دينها للفتنة. واشارت الى ان الاصل هو حكم المفارقة ويجب التطليق فورا، وقالت ام هاجر لا نأخذ بكلام القرضاوي ولا نعمل به. وذكرت أننا من «أهل السنة والجماعة» واللقب يبرهن على معناه برهانا كاملا، أي أنهم المتمسكون بالسنة المجتمعون عليها، وهم الذين هداهم الله تعالى لما اختلف فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. واضافت: «لكن الأمة بعد البعثة النبوية تفرقت تفرقا عظيما متباينا، حتى كانوا على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي ما كان عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، بهذا نقول : إن هذه الفرقة هي فرقة أهل السنة والجماعة». والتنظيم الاصولي الجديد له منشورات عبارة عن مطويات مزخرفة بالتصاميم الشرقية الملونة الفاخرة، ولهن لجان متعددة مثل اللجنة الثقافية، واللجنة الاجتماعية، ولجنة الصديقة عائشة رضي الله عنها، واللجنة المالية.