قناة «فوكس» تصور عائلة مسلمة كـ«إرهابيين» يختطفون وزير الدفاع الأميركي ويهاجمون قطارا

الحلقات التلفزيونية تحظى بتأييد متشددين يهود

TT

تعتزم قناة «فوكس» التلفزيونية، التي يملكها روبرت مردوخ، والمعروفة باعتمادها طروحات اليمين الأميركي، إذاعة حلقات من مسلسل يحكي قصة عائلة مسلمة عادية تبدو عليها علامات البراءة وهي تنتقل إلى الولايات المتحدة، مهاجرة لغرض خفي هو القيام بأعمال إرهابية على نطاق واسع ضد الأميركيين.

وحتى قبل إذاعة الحلقة الأولى غدا في بداية الموسم الدرامي الأميركي، تلقت الشبكة إعجابا وتأييدا حادا من متشددين يهود على رأسهم الكاتب اليهودي دانيل بايبس، الذي كتب مؤيدا الحلقة قائلا:«فلتحيا فوكس لقدرتها على تصوير الحقيقة وعدم الرضوخ للإسلاميين».

ويثير موضوع الحلقة قلق الأميركيين العرب الذين تعرضوا لحملات انتقاد في الإعلام الأميركي على مدار الثلاث سنوات الماضية، إذ أنه يقدم فكرة غير مسبوقة حتى في الحملات الأميركية السابقة ضد الشيوعية أو النازية. وتوحي الحلقات بأن العائلات الإسلامية والعربية، يمكن أن تقوم بأعمال إرهابية ودفع أبنائها إلى القيام بها. وحسب مجلة «برودكاساتنج اند كيبل» المتابعة لشؤون الترفيه والإعلام، يظهر في الحلقة مراهق مسلم متخف كشاب يستمتع بوقته مع البنات من أجل اخفاء حقيقته «الارهابية»، فيستمع الشاب إلى شرائط الموسيقى على جهاز الـ«ووكمان»، ويمضغ العلكة، ويتعارك مع والده من أجل ان يسمح له بالخروج مع الفتيات الأميركيات والتحدث معهن على الهاتف. لكن يتضح ان كل هذا مجرد خداع لاخفاء مخططاتهم الدموية، إذ تستطيع العائلة اختطاف وزير الدفاع الأميركي وأخذه كرهينة ليظهر الوزير على فيديو على الإنترنت على موقع إسلامي كتلك الشرائط التي تأتي من العراق. وتقوم العائلة بمهاجمة قطار أميركي والتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا. ويتحدث الأب على مائدة الإفطار بهدوء مع ابنه ويقول: «ان ما سنحققه اليوم سيغير العالم، إننا محظوظون لأن عائلتنا قد وقع الاختيار عليها لتنفيذ هذه العملية».

ورغم ما قد يثيره المسلسل من حفيظة الأميركيين ضد جيرانهم من المسلمين، إلا أن الكاتب اليهودي الأميركي دانيل بايبس، الذي يكتب في جريدة «جيروزليم بوست»، قال إنه من الأفضل للشبكة أن تتمسك بتصوير العائلة المسلمة كما هي، وهناك سبب قوي لذلك «لأن كل إرهابي تقريبا في الغرب، يقال عنه انه شخص عادي أو فتاة رائعة».

يذكر أن جرائم الكراهية وانتهاكات حقوق الإنسان ضد المسلمين قد زادت بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) نتيجة الضغط الإعلامي المكثف ضد المسلمين. وأظهر استطلاع للرأي أخيرا أن 40 في المائة من الأميركيين يقولون انه من المناسب الحجر على الحريات المدنية للمسلمين كجزء مما تسميه الادارة الأميركية للرئيس بوش بالحرب على الارهاب.

يذكر أن شبكة «فوكس» التي تمتلكها شركة «نيوز كوربورشن»، تمتلك أصولا بقيمة 31 مليار دولار ودخلها السنوي يبلغ 12 مليار دولار. وتمتلك الشركة «ديركت تي في» لخدمات القنوات الفضائية. وتبث الشركة من خلال 35 محطة تلفزيونية في أميركا، ويملك مردوخ 82 في المائة من الشركة التي بدأها بست محطات فقط، ثم قفزت لتصبح ثالث أكبر شبكة تلفزيونية في أميركا بعد «سي بي اس» و«ان بي سي» لكنها تفوقت ولأول مرة في عام 2004 على «ايه بي سي» التي تراجعت للمركز الرابع.