الانتخابات ترفع أسعار البضائع في أسواق بغداد

الكل في العراق يتحدث ويشتري ويناقش ويسمع الإشاعات

TT

منذ أيام وأهل بغداد يتجولون بشكل لافت للنظر في أسواق بغداد المختلفة متناسين أصوات الانفجارات التي لم تصمت والتي قد تستهدفهم في اية لحظة. وعندما سألنا عن السبب بطل العجب الذي لخصته لنا سيدة كبيرة في السن، اذ قالت بلهجة بغدادية محببة «اللي تلدغه الحية يخاف من جرة الحبل». وقالت «ان وراء هذا القول تجارب، ونخشى اذا اقتربت الانتخابات ان تزداد الاسعار اكثر ولا نستطيع شراء ما نريد من احتياجات البيت الضرورية». وهنا قاطعتها سيدة اخرى كانت تستمع لحديثنا، اذ قالت سناء ولي وهي معلمة في احدى المدارس في بغداد «ان بعض التجار الذين اعتادوا استغلال الفرص واقتناصها هم وراء اي ارتفاع في السلع والمنتجات خصوصا الغذائية منها».

وقد انتشرت دعاية في بغداد هذه الأيام بأن هناك منعا للتجوال سيجري في العراق قبل الانتخابات بخمسة ايام وبعدها بخمسة ايام اخرى، وانتشرت هذه الاشاعة وجعلت الكثير من العراقيين يقومون بشراء المعلبات التي ارتفع سعرها كثيرا هذه الايام، بعد ان تكدس الكثير من انواع تلك المعلبات في الاسواق لعدم اقبال الناس عليها.

عباس لازم، احد تجار الجملة في منطقة جميلة، أوعز هذا الامر الى تجار تلك المواد الذين يريدون من وراء هذه الاشاعات اخراج بضاعتهم من حالة الكساد الى الاقبال الذي ترافقه الاحداث اليومية التي قد تؤيد اي جانب من جوانب هذه الاشاعة، وبالتالي تخرج البضاعة من مخازنها الى ايدي المستهلكين الذين نفروا عنها في البداية لصدور اشاعة اخرى في ان هذه البضاعة قد دخلت العراق دون فحص او رقابة صحية من جهات رسمية، وبذلك بقيت في مخازنها تنتظر إشاعة اخرى.

ويقول حسن الغراوي وهو تاجر للجلود «ان الاشاعات في مثل هذه الظروف عادة لا تشمل الملابس. وعلى الرغم من ذلك نرى اقبالا واسعا على شرائها في هذا الوقت نتيجة لتحسن بعض رواتب الموظفين في الدولة، وكذلك فمن عادة النساء في العراق ممارسة متعة الانفاق في الظروف العصيبة». وقال «نحن نشاهد حركة في السوق هذه الايام على الرغم من احتدام النقاش حول الانتخابات. فالكل في العراق يتحدث ويشتري ويناقش ويسمع الاشاعات التي قد تصل الى مبتغاها احيانا». ويقول صفاء احمد علي وهو من مدينة كركوك وقد جاء الى بغداد لزيارة اهله، ان الاسعار في بغداد اكثر بكثير من مدينته. وكان يأمل ان يجد غير ذلك لكنه فوجئ بالاسعار التي لن تجعله يمضي سوى يومين في بغداد ويأمل ان لا تعاتبه زوجته عندما لا يشتري لها هدية من بغداد التي اعتادت ان تتلقى الهدايا منه بعد كل عودة اليها.

اما التاجر نبيل من سوق الشورجة فيؤكد ان كل اشاعة في بغداد يرافقها ارتفاع في الاسعار، وهو لا يدري من يطلق تلك الاشاعات، ولكنه يشير بأصابع الاتهام الى التجار الكبار الذين يتاجرون وكما يقول بحياة الناس وقوتهم اليومي. وهو يأسف لان الكثير من الناس يصدقون الاشاعة ويهرعون الى الاسواق لشراء مستلزمات كل ما يريده مطلق هذه الاشاعة هو تصريف بضاعته.

الاشاعات كثيرة في بغداد ومحورها دائما يدور حول قوت الناس اليومي، ولا يدري اهل بغداد متى سيضعون رؤوسهم على الوسادة دون كذبة او اشاعة ودون من يتربص بحياتهم ويحاربهم حتى في مائدة طعامهم.