الولايات المتحدة: 34 من قادة حزب البعث يقودون التمرد في العراق بين تكريت وسورية

بينهم مهدي ناصر العبيدي ومحمد يونس وأحمد حسن كاكه ورمضان زيدان الجبوري ومحمد رجب الناصر وياسر سبعاوي ابراهيم الحسن

TT

يقول قادة عسكريون في الجيش الأميركي ان تقييما جديدا للتمرد العراقي أدى بهم الى التركيز على قائمة من 34 من قادة حزب البعث السابقين ممن يعتقدون انهم يمولون ويوجهون الهجمات ضد القوات الأميركية وحلفائها.

وقال الجنرال جون أبي زيد ومسؤولون كبار آخرون من وزارة الدفاع جرت مقابلات معهم في العراق ان كثيرا من أعمال التمرد نفذت من جانب شبكة من الخلايا المحلية التي تنسق بصورة فضفاضة عملياتها مع مسؤولين سابقين في حزب البعث الذي كان يقوده صدام حسين. وغالبا ما يعمل زعماء المتمردين من سورية ومن تكريت، مسقط رأس صدام، وفقا لما قاله المسؤولون.

وقال ابي زيد الذي يدير الحرب في العراق في مقابلة معه «هناك مستوى من التنسيق التكتيكي والتوجيه الذي ما يزال آتيا من بقايا حزب البعث، وأعتقد أن جزءا معينا من هذا التنسيق التكتيكي يجري من سورية».

وأقر مسؤولون عسكريون أميركيون ان معلوماتهم حول التمرد محدودة بسبب الافتقار الى التقارير الاستخباراتية النوعية. وفي بعض الحالات جاءت معلومات غير موثقة حول التمرد من مصادر مشكوك فيها. وفي حالات أخرى تكون المعلومات في الغالب قديمة جدا بحيث لا يمكن أن توفر للمسؤولين الأميركيين امكانية ملاحقة الزعماء المتمردين المشتبه فيهم. ولكن القادة العسكريين الأميركيين قالوا انهم تلقوا معلومات أكثر حول التمرد وتقارير أعلى نوعية في الأسابيع الأخيرة.

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير آخر، مشترطا عدم الاشارة الى اسمه، «ركزنا النظام الاستخباراتي على الأشخاص الـ 34 معتقدين انه اذا ما كان هناك هيكل قيادي ناشيء لحركة عناصر النظام السابق فان أولئك الأشخاص لا بد أن يكونوا من المسؤولين».

ووفرت المعلومات الجديدة للاستراتيجيين العسكريين فرصا لمعرفة التمرد على نحو أفضل، وفقا لما قاله المسؤولون، ورسمت صورة لرجال حرب العصابات ممن يعملون في خلايا يقودها زعماء النظام السابق ومعظمهم من المسلمين السنة.

وقال المسؤولون العسكريون ان الأدلة الجديدة أشارت الى ان أفرادا سابقين في الوحدات العسكرية الخاصة التي كانت تابعة لصدام شاركت في الهجمات على القوات الأميركية. وقال الجنرال اروين ليسيل، كبير مساعدي الجنرال جورج كيسي، القائد الأميركي الأعلى في العراق «نرى أن كثيرا من الهجمات التي تجري في الوقت الحالي تظهر أدلة انها مخطط لها وتنفذ من جانب من لديهم خلفية عسكرية. وهناك بعض أفراد الحرس الجمهوري والحرس الخاص السابقين المشاركين في هذه الهجمات». وقال مسؤولون عسكريون أميركيون انه يبدو ان التمرد يفتقر الى زعيم مركزي، على الرغم من أنهم يعتقدون ان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق عزت ابراهيم الدوري قد وجه الكثير من الهجمات ضد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع «هناك لقاءات تنظيمية لعناصر النظام السابق. ولكن ليس هناك نوع من زعيم يقف على رأس هذا النشاط. ليست هناك شخصية شبيهة بشخصية صدام يقدمون لها الولاء وهو مسؤول عن كل التمرد».

وقال المسؤولون العسكريون الأميركيون، وهم يستشهدون بتقارير استخباراتية، ان الدوري وأعضاء سابقين آخرين في حزب البعث التقوا قرب الحدود السورية في نوفمبر الماضي لوضع خطة استراتيجية. وكان حاضرا في ذلك الاجتماع أيضا مهدي ناصر العبيدي الذي يشرف على التعاملات المالية، ومحمد يونس الذي يعمل كمساعد للدوري من قاعدة تقع شرق بغداد، وأحمد حسن كاكه احد زعماء المتمردين في مدينة كركوك، ورمضان زيدان الجبوري مساعد كاكه، ومحمد رجب الناصر، قائد عمليات الجماعة في تكريت وبيجي، وياسر سبعاوي ابراهيم الحسن كبير أدلاء الجماعة.

ويعتقد أن القادة البعثيين يمولون التمرد بمليارات الدولارات التي يشار الى ان المسؤولين في حزب صدام انتزعوها من خزائن الحكومة في الأيام الأخيرة للنظام.

ويقول أبي زيد واستراتيجيون آخرون انهم يعتقدون ان زعماء هذه الجماعات يحددون أيضا أساليب معينة لاستخدامها ضد قوات التحالف والقوات العراقية.

وقال المسؤولون ان سورية تعوق جهود الولايات المتحدة للعثور على زعماء المتمردين.

وقال أبي زيد «نحن في غاية الوضوح مع السوريين حول انزعاجنا بشأن الخلايا البعثية التي تعمل من سورية. فلديهم سبل للوصول الى المال وسبل لاستخدام طرق التهريب»، مضيفا ان التمرد «يجري دعمه بطريقة ضارة من خلايا تعمل في سورية».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»