بوش يؤكد أن مساعدة الفلسطينيين مرهونة بتوجهات أبو مازن نحو السلام والإصلاح الداخلي

قال: يناير شهر استثنائى.. اليوم فلسطين وغدا العراق

TT

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش ان واشنطن ستقرر وفقا لنهج الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس (أبو مازن)، ما إذا كانت سترسل قريبا مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط، بهدف بحث استئناف عملية السلام، موضحا أن النهج الديمقراطي للحكومة الفلسطينية الجديدة، وسعيها للتوصل لحل سلمى للصراع، من العوامل التي ستحدد إرسال مبعوث ومنح مساعدات للنهوض بالاقتصاد. كما ربط بوش بين الانتخابات الفلسطينية والعراقية، وقال إن شهر يناير «استثنائى» بسبب إجراء الانتخابات في البلدين. وجاءت تصريحات بوش بعدما أجرى اتصالا هاتفيا مع أبو مازن هنأه فيه بالفوز، داعيا إياه إلى زيارة البيت الأبيض متى أراد. وقال بوش في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية أمس، إن الولايات المتحدة ستقرر تبعا لنهج الحكم الذي سيتبعه محمود عباس، ما اذا كانت ستمنح مساعدة أو ترسل موفدا خاصا إلى الفلسطينيين. وتابع بوش في أول حديث للصحافة المكتوبة منذ أن أعيد انتخابه في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) «ان القرارات التكتيكية، مثل منح المساعدات أو إرسال الموفدين، ستتخذ تبعا لتقدم الأمور». موضحا «يجب أن يكون هناك تحرك على الأرض باتجاه تطوير الديمقراطية.. نحن نريد مساعدة حكومة مثل حكومة أبو مازن إذا ظلت ملتزمة بالعمل من أجل حل سلمي للنزاع مع إسرائيل».

وذكر بوش بوضوح كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين بمسؤولياتهم، وقال «أعتقد أنه في غاية الأهمية أن يضطلع الإسرائيليون بوجباتهم وينسحبوا من الأراضي التي وعدوا بإخلائها».

وأضاف «من الأساسي أن تبقي إسرائيل نصب عينيها رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام، وأن يبدأ الفلسطينيون بتطوير مؤسسات دولة، وأن تقوم الحكومة الإسرائيلية بمساندة تطوير هذه المؤسسات». وذكر بوش بهذا الاطار أن إسرائيل «ساعدت» على حسن سير الانتخابات، إذ سمحت للناخبين الفلسطينيين في القدس بالتوجه إلى مراكز التصويت.

كما دعا بوش اسرائيل إلى مساعدة الفلسطينيين على تنمية اقتصادهم وتطوير نظامهم الصحي وبناء مجتمع جديد، مؤكدا أن «إسرائيل في وسعها ويجب عليها أن تلعب دورا مهما في تطوير دولة فلسطينية».

أيضا قال الرئيس الإميركى إنه من «الضروري» أن تعزز القيادة الفلسطينية الجديدة قوات الأمن «حتى تستطيع كبح تلك القلة التي لا تزال تحمل الرغبة في تدمير إسرائيل في إطار فلسفتها، وتلك القلة التي تخشى وجود صوت حر بين الشعب الفلسطيني». كما شدد على أن أبو مازن انتخب «بنسبة جيدة»، مبديا عزمه على المساهمة في نجاح مؤتمر لندن، المقرر عقده في مطلع مارس (آذار). واغتنم الرئيس الأميركي فرصة فوز عباس لإقامة رابط بين الانتخابات الفلسطينية التي جرت بشكل ناجح، والانتخابات المقرر تنظيمها في العراق في 30 يناير (كانون الثاني)، مشيرا إلى أن هذين الحدثين يجعلان من شهر يناير «استثنائيا».

وقال «جرت خلال الشهر الأول من العام الجديد انتخابات في الأراضي الفلسطينية، كما ستجري انتخابات في العراق. من كان يمكن أن يتصور أن تجرى انتخابات في العراق في هذه المرحلة من التاريخ؟ وبالرغم من ذلك فسوف تجرى انتخابات». وبرغم استفحال أعمال العنف في العراق، أكد بوش أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد. وقال «إنني واثق من أن ثمة أشخاصا عديدين متحمسون للغاية لفكرة أن تجرى انتخابات في العراق، باستثناء حفنة تريد وقف الديمقراطية، لأنهم لا يدركون معنى الانتخابات». وأضاف «بصفتي شخص يؤمن بأن للجميع الحق في العيش في مجتمع حر وبأن الجميع يريدون العيش في مجتمع حر، فانني أعتبر شهر يناير 2005 شهرا استثنائيا». وقد أعلن البيت الأبيض أول من أمس أن الرئيس بوش «اتصل بالرئيس الفلسطيني المنتخب وهنأه بفوزه. وأعرب عن رغبته في العمل معه، مبديا استعداده لاستقباله في واشنطن في الوقت الذي يراه مناسبا. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أن بوش قال إنه يريد مساعدة الرئيس المنتخب في مهمة تطوير دولة حرة وديمقراطية، ومواجهة المشاكل الأساسية كالأمن والإرهاب والنمو الاقتصادي وإقامة مؤسسات ديمقراطية.

ومن ناحيته، هنأ الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ليل أول من أمس، محمود عباس، معتبرا أنه «قادر على جمع ائتلاف من أجل السلام». إلى ذلك، رأى وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، أنه بعد الانتخابات الفلسطينية «يتحتم على الولايات المتحدة أن تبدأ محادثات مع حلفائها الأوروبيين والأنظمة العربية المعتدلة، لترى بعد التشاور مع إسرائيل كيف يمكن تحريك «خريطة الطريق».