استطلاع لـ «الشرق الاوسط»: 60% من العراقيين يعتبرون الانتخابات خطوة في طريق استعادة الاستقرار

TT

لم يبق بين العراقيين والانتخابات سوى تسعة عشر يوما تفصلهم عنها احداث كثيرة تشبعت بها الايام السابقة التي احتدم الحوار فيها بين مؤيد ومعارض وبين من يريد اجراءها في موعدها وبين من يفضل تأجيلها الى اشعار آخر، قد يطول أو يقصر. وبين تلك الآراء يقف العراقي يسمع ويتفرج قبل ان يقول كلمته في الوقت المناسب.

واستطلعت «الشرق الاوسط» على مدى ثلاثة ايام الآراء حول هذه القضية. وشملت العينة 100 شخص تتراوح اعمارهم بين الثامنة عشرة والستين ومن الجنسين 40% من النساء و60% من الرجال بينهم 25%من حملة الشهادات العليا والبكالوريوس و35%من حملة الشهادة الاعدادية و15%من حملة الشهادة المتوسطة و20%من حملة الشهادة الابتدائية و5% يقرأ ويكتب فقط، وتوزعت اعمال العينة بين اساتذة الجامعات والمعلمين والمعلمات وموظفي الدولة وربات البيوت والكسبة وقد اعاننا في هذا الاستبيان اساتذة من كلية الاعلام في جامعة بغداد.

وفي جولتنا التي شملت مناطق عديدة من بغداد خرجنا بالنتائج التالية وهي ان 66% من العينة تطالب باجراء الانتخابات املا منها ان تكون هذه الانتخابات خطوة ضمن خطوات اخرى لتجاوز محن العراقيين واعطاء الفرصة للقوات الاجنبية لكي ترحل من العراق بعد هذه الانتخابات والتي تمهد لانتخابات جديدة ربما ستكون فاتحة خير للعراق والمنطقة. بينما رأى 20% من الذين شملتهم العينة ان هذه الانتخابات ستؤدي الى مرحلة جديدة من الصراعات الداخلية والخارجية وما مهد لهذه الصراعات هو فتح حدود العراق على مصراعيها امام كل من هب ودب حسب تعبير البعض ممن شملتهم العينة. وترى هذه المجموعة ان على الحكومة العراقية دراسة الامر اكثر، والشروع في الانتخابات فيما بعد لان اي خسائر قد تكون في نتائج الانتخابات ستكون عواقبها غير جيدة على الشعب الذي سئم التضحيات بلا مبرر.

وهناك 10% من العينة لا تدري لحد الان لماذا ستجرى الانتخابات، ومن هم المرشحون فهم لا يعرفون سوى الرئيس غازي عجيل الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي. وقال لنا بعض هؤلاء: لماذا تجري الانتخابات اذا كان لدينا رئيس ورئيس وزراء؟ وهذه العينة هم من ربات البيوت اللواتي لا يجدن القراءة والكتابة اضافة لبعض الطبقات المسحوقة التي تعاني بشكل يومي من اجل توفير قوت عيالها اليومي. وقد انتظرت 4% من العينة الايام القليلة القادمة لتقرر المشاركة من عدمها خصوصا أن الكثير من المتغيرات كما اشار احدهم قد تحدث بين ليلة وضحاها اضافة الى ان الضعف في الدعاية الانتخابية للمرشحين جعل الكثير من العراقيين يتساءلون عن الشخصيات التي ستمثلهم في المجلس الوطني او في الجمعية الوطنية.

وفي الاستطلاع الذي اجريناه كان اغلب المشاركين يسألون عن «الشرق الأوسط» وهل حقا انها اغلقت مكتبها في بغداد، واعربوا عن تعاطفهم لاتمام هذا الاستطلاع الذي دخل في اماكن عدة منها مدينة الصدر والمحمودية والدورة والقادسية والمنصور والاعظمية والباب الشرقي والبتاويين والزعفرانية وحي الجامعة ومناطق اخرى من بغداد.