مركز دراسات استراتيجية أميركي: الرياض تمكنت من إضعاف تنظيم «القاعدة» وهجماته الأخيرة اتسمت بسوء التخطيط

حذر من مشكلة التسلل من العراق واليمن وقدر عدد خلايا التنظيم أيام ذروة قوته بـ500 ـ 600 عضو

TT

أصدر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأميركي CSIS) ) مسودة تقرير عن تنظيم «القاعدة» في السعودية جاء فيه أن السلطات السعودية تمكنت من إضعاف تنظيم «القاعدة» وتقليص عدد أعضائه إلى حد كبير.

لكن مسودة التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها من مقر المركز في واشنطن حذرت من أن السعودية ما زالت تواجه أخطارا من المتشددين في اليمن والعراق وإيران وأفغانستان.

وتضمن التحذير القول إن عناصر التنظيم يهربون الأسلحة والمتفجرات عبر الحدود مع اليمن، موضحا أن منطقة الحدود اليمنية السعودية تشكل مصدرا قويا للتهديد ولذلك تحاول السلطات السعودية مواجهة هذا التهديد.

وأضاف التقرير «يمكن ان تأتي «القاعدة» بسعوديين في أفغانستان وباكستان واليمن وآسيا الوسطى وأعضاء آخرين في «القاعدة» ربما يمكنهم دخول السعودية. وتمثل الحدود العراقية واليمنية مشكلة خطيرة بالنسبة لعمليات التسلل. وأشار التقرير الذي أعد مسودته القابلة للتعديل في مراحل لاحقة الباحث أنتوني كوردمان إلى أن عددا من قادة القاعدة في السعودية تربطهم علاقات عائلية يمنية وبعضهم ينتمي أصلا إلى اليمن ومن بينهم القائد السابق للتنظيم خالد الحاج الذي كان يتولى قيادة الخلية الثالثة أما قائد الخلية الرابعة عبد العزيز المقرن فهو من التابعية السعودية وتولى تنظيم تفجيرات نوفمبر تشرين الثاني 2003 .

وجاء في التقرير الذي صدر في السادس من يناير (كانون الثاني) الجاري أن تنظيم القاعدة في السعودية «في ذروة قوته زعم بوجود ما بين 500 و600 من الاعضاء في خلايا متفرقة. من بين هؤلاء نحو 250 من غلاة المتشددين. وبحلول نهاية عام 2004 اعتقل او قتل بين 400 و500 من بينهم جميع القادة». في سلسلة هجمات منذ مايو (أيار) 2003 .

ورأى التأكيد أنه «رغم الاعتقاد الشائع بان القاعدة كالأفعى التي كلما قطعت لها راسا ظهر اخر فان هناك مؤشرات على ان التنظيم لم يستعد عافيته بعد الهجمات الحكومية المكثفة عليه.

وقال المركز ان الهجمات الاخيرة كشفت ضعف القاعدة، وأشار المركز الأميركي في تقريره إلى أن هجمات الرياض فشلت الى حد بعيد واتسمت عملية اقتحام القنصلية الأميركية في جدة في الشهر الماضي «بسوء التنظيم والتنفيذ». وقتل او اعتقل جميع المشاركين في هجوم جدة.

وأضاف التقرير أن حملة الحكومة التي اعقبت الهجمات قضت على قيادة «القاعدة» ولم يجد التنظيم آخرين لتجنيدهم، وعانى من نقص التمويل بعد ان شددت السعودية القيود المالية ورغم ذلك قال التقرير انه من المستبعد ان يتلاشى الخطر في السنوات المقبلة.

ومن المتوقع إدخال تحديث لمعلومات التقرير خلال الشهرين المقبلين قبل صدور النسخة النهائية منه.

يشار إلى ان مركز الدراسات الدولية ومقره واشنطن يعمل به حوالي 190 باحثا يهتمون بالشؤون الدولية ويولون تطورات المنطقة العربية اهتماما خاصا، وهو من المراكز البحثية المعروفة باعتدالها ويديره حاليا جون هامري نائب وزير الدفاع الأميركي الاسبق ويرأس قسم شؤون الشرق الأوسط فيه جون التمان الذي عمل سابقا في الخارجية الأميركية.