سترو: على الإسرائيليين اتخاذ خطوات بالتوازي مع إجراءات فلسطينية

الكارثة البحرية لن تحوّل الأنظار عن النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

TT

قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إن الزلزال البحري الذي أوقع عشرات الضحايا البريطانيين، علاوة على الآلاف من دول المحيط الهندي، لن يحول انظار لندن عن الوضع في الشرق الاوسط. واكد في تصريحات اول امس لـ «الشرق الاوسط» ، إن معالجة النزاع بين الاسرائيليين والفلسطنيين يبقى أهم موضوع بالنسبة للسياسة الخارجية البريطانية. وأعرب عن سروره لفوز أبو مازن (محمود عباس) في الانتخابات، مشيراً الى ان على الاسرائيليين اتخاذ خطوات عدة بهدف فتح الباب امام تطبيق «خريطة الطريق»

* هل تخطط للسفر قريباً الى الشرق الأوسط، على الأقل لتهنئة أبو مازن شخصيا،ً أم أن انشغالك بمعالجة تداعيات الكارثة البحرية سيمنعك من ذلك؟

ـ أود اولاً ان اقدم تهاني لـ«أبو مازن» بمناسبة فوزه، وهذه في الحقيقة لحظة بالغة الأهمية بالنسبة للفلسطنيين، إذ انها المرة الاولى التي تجري فيها انتخابات في الاراضي المحتلة في فلسطين منذ تسع سنوات. الكارثة رهيبة، لكن القضية الاولى على صعيد السياسة الخارجية، يجب أن تبقى النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، وقد ذهبت الى اسرائيل والاراضي المحتلة، قبيل عيد الميلاد، وآمل ان أذهب مجدداً بالسرعة الممكنة.

* هل تعتقد ان بوسع أبو مازن ان ينجح في محاولته لتقليص العنف الفلسطيني، ما لم يعمد العالم الى ممارسة ضغط حقيقي على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لوضع حد لبناء المستوطنات غير المشروعة وجدار الفصل وسياسة الاغتيالات التي يتبعها؟

ـ اعتقد ان بوسعه ان ينجح، لأن الانتخابات تعطي الزعيم سلطة لم يكن يتمتع بها سابقاً. ويجب ان يكون ضبط العنف المنبثق من الاراضي المحتلة على الاجندة الفلسطينية الرئيسية. هناك ايضاً اعمال ينبغي ان يقوم بها الاسرائيليون بالتوازي (مع الاجراءات الفلسطينية) وهذه تتضمن الانسحاب من غزة بطريقة حكيمة تقوم على التنسيق (مع الفلسطينيين)، والانسحاب من المستوطنات الاربع في شمال الضفة الغربية، إضافة الى الادراك بأن هذه هي الخطوات الاولى، وليست الخطوات الوحيدة (المطلوبة من الاسرائيليين) باتجاه بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة، تعيش بأمن وسلام مع جارتها اسرائيل.

* وأنت واثق بأن مؤتمر لندن في الأول والثاني من مارس (آذار) المقبل، سييسر تحقيق هذه الاهداف، على الرغم من ان هناك من لا يتوقع ذلك في فلسطين وخارجها؟

ـ مؤتمر مارس في لندن له اجندة محددة، فهو معني بالدعم الذي يمكن للمجموعة الدولية ان تقدمه للسلطة الفلسطينية، خصوصاً بما يتصل بالانسحاب من غزة والمستوطنات في الضفة الغربية ايضاً. لكن بالطبع سيوفر المؤتمر فرصة للتحدث بشكل غير رسمي للفلسطنيين (عن السلام) ونحن حالياً نتحدث مع الاسرائيليين حول الخطوات الاخرى التي يجب ان تتخذ كي يقوموا بتطبيق «خريطة الطريق».