واشنطن ستفرج عن آخر 4 بريطانيين وأسترالي من معتقلي غوانتانامو بعد تلقيها ضمانات من لندن وكانبيرا

TT

أعلنت الولايات المتحدة امس انها ستفرج عن آخر اربعة بريطانيين معتقلين في غوانتانامو اضافة الى استرالي محتجز في نفس القاعدة العسكرية بكوبا.

وقالت وزارة الدفاع (البنتاغون) في بيان ان «هؤلاء المحتجزين مقاتلون اعداء احتجزتهم الولايات المتحدة طبقا لقوانين الحرب والقانون الاميركي، وقد قبلت حكومتا المملكة المتحدة واستراليا تولي المسؤولية عن هؤلاء الافراد وستعملان على منعهم من المشاركة في أنشطة ارهابية أو دعمها في المستقبل». واضافت ان «حكومتي المملكة المتحدة وأستراليا قدمتا ضمانات للحكومة الاميركية في هذا الصدد، مما ادى الى اتخاذ قرار التسليم».

وقد أكدت بريطانيا من جانبها هذه الانباء. وقال وزير الخارجية جاك سترو امس امام البرلمان في لندن ان «الولايات المتحدة وافقت الآن على عودة الاربعة جميعهم الى المملكة المتحدة»، مضيفا انهم ما زالوا يواجهون تهما بموجب القانون البريطاني لمكافحة الارهاب. وأوضح ان قرار الإفراج عن الاربعة جاء عقب «محادثات مكثفة ومعقدة» مع واشنطن التي تخشى ان يعود عدد من معتقلي غوانتانامو المفرج عنهم الى «ممارسة الارهاب».

وكانت السلطات الاميركية قد أفرجت عن خمسة بريطانيين محتجزين في غوانتانامو في مارس (آذار) الماضي. وقامت الشرطة البريطانية في لندن باستجوابهم قبل الإفراج عنهم من دون توجيه اي اتهام لهم.

وأكدت الحكومة الاسترالية من ناحيتها امس ان احد مواطنيها الموجودين في غوانتانامو، ممدوح حبيب، سيعود الى البلد قريباً. وقال وزير العدل الاسترالي فيليب رودوك انه من المستبعد كذلك أن يحاكم ممدوح حبيب في استراليا. وكان حبيب، المولود في مصر، قد اعتقل لدى عبوره الحدود من باكستان الى افغانستان بعد ثلاثة اسابيع من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 . وجاء الاعلان عن الافراج المرتقب عن البريطانيين والاسترالي في الذكرى السنوية الثالثة لافتتاح معسكر غوانتانامو المشدد الحراسة ليكون مركزا لاحتجاز من يشتبه في انهم من اعضاء تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان او انصارهم. والبريطانيون الاربعة الذين سيتم الافراج عنهم هم معظم بيغ من برمنغهام (وسط انجلترا) ومارتن موبانغا وريتشارد بيلمار وفيروز عباسي من لندن. ويحتجز الاربعة في غوانتانامو منذ عامي 2001 و2002 . وصرح كلايف ستافور محامي بيغ وبيلمار لوكالة الصحافة الفرنسية: «أتوقع الافراج عنهم فور عودتهم الى بريطانيا لأنهم غير مذنبين بارتكاب اية اعمال اجرامية». وقال موبانغا وبيغ انهما تعرضا للتعذيب في غوانتانامو. ومن جانبها نفست السلطات الاميركية الاتهامات. وقالت المحامية لويز كريستيان التي تدافع عن اثنين من المعتقلين البريطانيين: «واضح أن الأسر تعاني بعض التشوش ولن تصدق (خبر الافراج عنهم) حتى يروا أقاربهم بأنفسهم. هناك مخاوف من أنهم يعانون بالفعل من الصدمة وأن صحتهم العقلية تأثرت». وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين ان عملية ابلاغ الاسر بالتطورات قد بدأت. وقال عصمت بيغ والد معظم: «سأكون سعيدا حقا» عندما يفرج عن ابني.

وقال المدعي العام البريطاني اللورد غولدسميث لهيئة الاذاعة البريطانية ان لندن كانت «تسعى منذ فترة طويلة» للافراج عن الاربعة لكن كان يتعين ابلاغ البرلمان بهذه الانباء أولا. وأضاف غولدسميث: «بذلت شخصيا جهدا في هذه المسألة ولا يوجد من هو أكثر مني تحمسا Kبخلاف رئيس الوزراء على الأرجح لرؤية حل هذا الموقف».

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) قد قال اول من امس ان من بين المعتقلين الـ 550 في غوانتانامو فان نسبة من لهم اهمية من الناحية الاستخباراتية لا تتعدى 25 في المائة. وقد اعيد اكثر من 200 آخرين الى اوطانهم حيث اعتقل عدد منهم وأفرج عن الباقين.