كارثة التسونامي: واشنطن والأمم المتحدة تدعوان إلى عدم نسيان 14 أزمة غير زلزال آسيا و30 مليوناً بحاجة إلى المساعدة خارجها

أكثر من 157 ألف قتيل في آخر حصيلة لضحايا المد البحري ومنظمة المؤتمر الإسلامي تتبرع بـ118 مليون دولار

TT

عواصم ـ الوكالات: بلغت حصيلة القتلى في المد البحري الهائل بعد الزلزال العنيف الذي حصل قبالة سواحل اندونيسيا في 26 من الشهر الماضي اكثر من 157 الف شخص في الدول الواقعة على المحيط الهندي بحسب ارقام غير نهائية. وطلبت الولايات المتحدة رسمياً من مواطنيها الذين يتبرعون للمتضررين من مد التسونامي ألا يفعلوا ذلك على حساب مناطق اخرى في العالم, واتفقت في ذلك مع الامم المتحدة الذي وجهت دعوة مماثلة مشيرة الى ازمات اخرى خارج آسيا. وفي اطار المساعدات تبرعت منظمة المؤتمر الاسلامي بـ118 مليون دولار للمتضررين من امواج المد. وفي اشنطن، طلب رسميا من الاميركيين الذين يتبرعون بالاموال لضحايا التسونامي عدم القيام بذلك على حساب مناطق اخرى في العالم. وقال مدير الوكالة العامة الاميركية للمساعدة في التنمية اندرو ناتسيوس «من المهم جدا ان لا تكون التبرعات التي يقدمها الاميركيون الى منظمات غير حكومية ومنظمات خيرية من الاموال التي يقدمونها عادة» الى مناطق منكوبة اخرى.

واوضح ناتسيوس الذي كان يتحدث امام الصحافيين انه ينقل بذلك رغبة للرئيس جورج بوش الذي التقاه الاثنين ليقدم له تقريرا عن جولته في الدول التي اجتاحتها امواج التسونامي برفقة وزير الخارجية كولن باول.

وقال «لا نريد ان تتأثر المساعدة التي تقدم لاقليم دارفور على سبيل المثال بسبب عدم تبرع الناس بالمزيد من الاموال للمنظمات الخيرية التي تساعد ضحايا الحروب الاهلية والمجاعات في مناطق مختلفة».

وفي جنيف, اطلقت الامم المتحدة أمس نداء الى الاسرة الدولية لتشمل موجة السخاء التي تلت المد البحري في جنوب آسيا «عشرين الى ثلاثين مليون شخص» في العالم «بحاجة ملحة الى المساعدات»، خصوصا في افريقيا.

ووجه منسق العمليات الطارئة في الامم المتحدة يان ايغيلاند هذا النداء امام الصحافة قبل انعقاد مؤتمر للدول المانحة. واشاد بحملة المساعدات «غير المسبوقة» التي تلت الزلزال وموجات التسونامي، معتبرا انه «ينبغي ان يكون من الممكن توفير الغذاء لعشرين الى ثلاثين مليون شخص بحاجة ملحة الى المساعدة» في العالم.

ووجهت الامم المتحدة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) دعوة لجمع مبلغ 7.1 مليار دولار لتلبية 14 «ازمة انسانية منسية» في العام 2005، وهي تطاول 26 مليون شخص.

وقال المسؤول الدولي ان «ما يوازي (ضحايا) تسونامي يضرب كل خمسة اشهر»، دولة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، و«يمكن تجنب ذلك».

وفي اطار المساعدات, تبرعت دول منظمة المؤتمر الاسلامي بمبلغ 118 مليون دولار للدول الاسيوية التي اجتاحتها امواج التسونامي. واعلن وزير خارجية ماليزيا سيد حامد البار الذي تتولى بلده رئاسة المنظمة ان البنك الاسلامي للتنمية وعد بمنح قروض بقيمة 500 مليون دولار بفائدة ضئيلة لاعادة بناء المناطق.

وفي تبرع لافت من بكين، أفادت صحيفة «تشاينا سيكوريتز» أمس ان أحد اثرياء الصين منح عشرة ملايين يوان (1.2 مليون دولار) لجهود اغاثة منكوبي موجات التسونامي. ونقلت وليام دينج المدير التنفيذي لشركة «نيت ايز دوت كوم» للاعلام «تأثر الجميع بهذه الكارثة الطبيعة. صدمت جراء الاثار المخيفة التي خلفتها، ورغم انني لم أعان منها فعليا الا انني أشعر شخصيا بمعاناة الناس في المناطق المنكوبة».

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» ان بنك تنمية الصين تبرع بمبلغ 1.8 مليون دولار وهو أكبر تبرع من هيئة مملوكة للحكومة. وأعلن رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو مساعدة اضافية قيمتها 20 مليون دولار الى جانب 63 مليون دولار تعهدت الصين بتقديمها.

من جهة اخرى, حذرت اندونيسيا آلافا من عمال الاغاثة الذين يقدمون المساعدة في أقليم اتشيه المنكوب أمس من المغامرة بتجاوز نطاق مدينتين كبيرتين بسبب تهديدات من نشطاء.

وقال بودي اتماجي رئيس عمليات الاغاثة في اندونيسيا في مؤتمر صحافي ان وكالات الاغاثة تحتاج الى تصريح للعمل خارج باندا اتشيه عاصمة الاقليم وبلدة مولابو التي تبعد 150 كيلومترا عن مركز الزلزال. وردا على سؤال عما اذا كانت بعض المناطق في اتشيه غير آمنة بالنسبة لعمال الاغاثة الدوليين قال «نعم بعض المناطق».