بلخادم بعد لقاء مبارك: لم نطعن في دور مصر أو موسى

الجزائر تدعو لقمة عربية من دون اعتذارات

TT

في اطار الجدل حول المشروع الجزائري بتداول منصب الامين العام للجامعة العربية، التقى امس الرئيس المصري حسني مبارك وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم حيث سلمه الاخير رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

وصرح الوزير الجزائري بأن الرسالة تعد رسالة اخوة وتشاور حول تنقية الاجواء العربية ودور مصر في تقريب وجهات النظر العربية وما يأتي من سحب في السماء العربية وهو ما يستدعي تشاور الرئيسين حول تطوير العمل العربي المشترك. وأكد وزير الخارجية الجزائري عقب لقائه مع الرئيس مبارك أن بلاده لم تطعن على الإطلاق في دور مصر تجاه الدفاع عن القضايا العربية، مشيرا إلى أن هذا الدور محل تقدير وتثمين من الجزائر وأن لا أحد يطعن أو يقلل من أهمية الدور المصري.

وجدد قوله إن مقترحات بلاده لتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية لا تستهدف النيل من مكانة مصر أو موسى الذي قال انه تربطه به علاقة احترام ويقوم بدور جبار في خدمة العمل العربي المشترك.

ووصف الوزير الجزائري لقاءه الرئيس مبارك الذي حضره احمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري وعبد القادر حجار سفير الجزائر في القاهرة بأنه كان مشجعا على مواصلة الجهود المشتركة.

واضاف وزير خارجية الجزائر ان قمة الجزائر ستسعى الى اتخاذ قرار بشأن البرلمان العربي وتعديل ميثاق الجامعة العربية ولو بصورة جزئية واذا ما تحقق ذلك فسيكون امرا جيدا للغاية. وأكد أن الجزائر ليست لديها رغبة في ان تترشح أو ترشح مرشحا لمنصب الامين العام للجامعة العربية.

وقال عبد القادر الحجار السفير الجزائري في القاهرة ان الاقتراح الجزائري ليس موجها ضد عمرو موسى الامين العام للجامعة، وقال ان المذكرة الجزائرية بهذا الصدد ليست «مرسوما ملكيا» مفروضا على الدول العربية. وكان موسى قد صرح اول من امس بانه لم يأخذ الاقتراح الجزائري بشكل شخصي. يذكر أن المندوبين العرب في اجتماعهم اول من امس اعتبروا الاقتراح الجزائري من القضايا الخلافية التي ستعرض على وزراء الخارجية مباشرة مما دفع السفير الجزائري إلى الانسحاب من الاجتماع.

من جهة أخرى علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس بوتفليقة يعتزم خلال الأسابيع القليلة المقبلة القيام بجولة عربية موسعة تشمل مصر ودول الخليج العربي وليبيا في إطار ما تصفه مصادر جزائرية رفيعة المستوى بمساعي مكثفة لتنقية الأجواء العربية قبل القمة العربية السابعة عشرة التي ستستضيفها الجزائر خلال شهر مارس (آذار) المقبل.

وقال عبد القادر حجار مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس بوتفليقة قد يقوم بهذه الجولة أو يكلف بعض مساعديه بزيارة عدد من العواصم العربية.

وكشف حجار النقاب عن أن الرسالة الخطية التي بعث بها الرئيس الجزائري تطرقت إلى المشروع الجزائري الخاص بإصلاح الجامعة العربية، حيث أكدت أن هناك تطابقا أيضا إلى حوالي تسعين في المائة بين الورقتين المصرية والجزائرية في هذا الخصوص.

وكان بلخادم قد نفى للرئيس مبارك بشكل قاطع ما نسب إليه من تصريحات صحافية أخيرا وفهم منها أن الجزائر تعتبر الجامعة العربية ملحقا للخارجية المصرية. وبحسب مسؤول جزائري فان الرئيس مبارك قال انه لم يصدق أن تخرج مثل هذه التصريحات من الجزائر على حد تعبيره.

ومن جهتها قالت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» إن رسالة الرئيس الجزائري وضعت الأمور في نصابها وأزالت سوء الفهم الذي نتج عن التناول الإعلامي لتصريحات بلخادم. وأكدت المصادر أن القاهرة ليست لديها أية تحفظات على فكرة انتقال مسؤولية تعيين مرشح غير مصري لتسيير شؤون الجامعة العربية شريطة أن يتم ذلك بموافقة الدول العربية وفى إطار الحرص على تفعيل العمل العربي المشترك.

واعتبرت أن التنافس العربي في هذا الصدد هو بمثابة مؤشر على مدى الاهتمام الذي توليه الدول الأعضاء بالجامعة العربية لمستقبل هذه المنظمة العربية التي تواجه ظروفا صعبة وتعانى من عجز مالي مزمن يهدد بتوقف بعض أنشطتها النوعية والهامة.

وأشارت إلى أن أي مرشح لخلافة موسى سيحظى بمباركة وتأييد الدول العربية ستوافق عليه القاهرة على الفور انطلاقا من قناعتها بأن دورها تجاه الجامعة العربية يتجاوز ما يسميه البعض احتكارها لعملية اختيار أمينها العام.

وبشأن التحضيرات التي تقوم بها السلطات الجزائرية لاستضافة القمة العربية العادية في مارس المقبل، قال مندوب «نحن نريد للقمة المقبلة أن تكون تاريخية بمعنى الكلمة وبالتالي فإن الجميع حريص على المشاركة في أعمالها ولم نتلق رسميا أية اعتذارات من أية دولة عربية، واستضفنا أخيرا قمتين للاتحاد الأفريقي وحركة دول عدم الانحياز ولم يتخلف أحد تقريبا، ونريد قمة بلا اعتذارات أو تخلفات حرصا على دفع العمل العربي المشترك».