اتصالات لحل مشكلة انتهاك طائرات مدنية مصرية للأجواء الإسرائيلية

TT

قالت مصادر دبلوماسية ان إسرائيل قدمت خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجا رسميا إلى السلطات المصرية بشأن ما تصفه إسرائيل باستمرار عدد من الطائرات المصرية في انتهاك وخرق الأجواء الإسرائيلية بالقرب من ميناء ايلات، مشيرة إلى أن إسرائيل أبلغت منظمة الطيران المدني الدولية التي تتخذ من مدينة مونتريال الكندية مقرا لها قلقها من تصاعد عمليات الانتهاكات المستمرة للطائرات المصرية لأجواء اسرائيل.

وكشفت النقاب عن أن التحرك الإسرائيلي المفاجئ يأتي على خلفية قيام إحدى الطائرات المدنية المصرية الأسبوع الماضي بطريق الخطأ بدخول الأجواء الإسرائيلية من دون الحصول على إذن مسبق في هذا الصدد.

وبينما رفضت مصادر بوزارة الخارجية المصرية التعليق على فحوى الاحتجاج الإسرائيلي فإنها اعتبرت أن انتهاك الأجواء الإسرائيلية لم يكن متعمدا على الإطلاق وإنما يرجع في الغالب إلى مشاكل تقنية وفنية تتعلق بالطبيعة الطبوغرافية للمنطقة الحدودية المتاخمة لإسرائيل مع مصر.

وبينما تسير شركة العال الإسرائيلية رحلة أسبوعية إلى القاهرة كل يوم أحد، فان شركتي مصر للطيران واير سيناء لديهما في المقابل رحلات أسبوعية منتظمة إلى إسرائيل، لكن الاحتجاج الإسرائيلي لم يوضح إلى أي الشركتين تنتمي الطائرات المحلقة.

وتقول إسرائيل إنها رصدت خلال الستة شهور الماضية حتى الآن نحو 25 محاولة غير مشروعة للتحليق فوق أجوائها بواسطة طائرات مدنية مصرية.

وقالت تقارير صحافية واردة من تل أبيب انه في مواجهة هذه الانتهاكات فقد اتخذت إسرائيل سلسلة من التدابير الاحتياطية من بينها نشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات من طراز «هوك» ووضع طائرات السلاح الجو الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى لإسقاط أية طائرة تتعمد اختراق الأجواء الإسرائيلية.

لكن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قالت أن تحليق الطائرات المصرية لم يكن مقصودا ولا يمثل بالتالي حالة عدائية.

ويمتلك أربعة أشخاص فقط في إسرائيل (وهم رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش وقائد السلاح الجوي) حق الأمر بإسقاط أية طائرة تحلق في الأجواء الإسرائيلية بدون إذن أو يكون هناك شك في إمكانية استهدافها أية أهداف مدنية أو عسكرية داخل الأراضي الإسرائيلية.

وزادت إسرائيل أيضا من كثافة التحضيرات العسكرية في قاعدة يوفدا على بعد 45 كيلومترا من مدينة ايلات، حيث تتمركز طائرات حربية من طرازات مختلفة في وضع الاستعداد لأية احتمالات.

ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 والتي تم خلالها تنفيذ هجمات إرهابية ضد مدينتي نيويورك وواشنطن بواسطة طائرات مدنية مختطفة، وإسرائيل تتخذ احتياطات أمنية مشددة لضمان عدم تعرضها لمثل هذه الهجمات، علما بأن لجنة خاصة تجتمع مرة واحدة أسبوعيا على الأقل لدراسة كافة السيناريوهات المتعلقة باحتمال تعرض إسرائيل لهجمات جوية أو باستخدام طائرات مدنية مختطفة.

وتجري إسرائيل حاليا اتصالات غير معلنة عبر القنوات الدبلوماسية مع مصر ومن خلال اللجنة العسكرية المشتركة للتوصل إلى حل يمنع الطائرات المصرية من مواصلة تحليقها في الأجواء الإسرائيلية، علما بأنه منذ توقيع معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية في كامب ديفيد عام 1979 والسلطات الإسرائيلية تسمح للطيران المدني المصري بعبور أجوائها عبر ممرات خاصة بالقرب من مدينتي العقبة الأردنية وايلات الإسرائيلية وفي اتجاه مدينة شرم الشيخ المصرية المطلة على ساحل البحر الأحمر.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من السلطات المصرية حول مضمون هذه الاتصالات، لكن مصادر غربية تقول إن إسرائيل شكت لمصر في السابق من تكرار حالات انتهاك أجوائها بواسطة طائرات مدنية مصرية في مقابل ما تصفه إسرائيل بالتعاون الجيد مع الطيران المدني الأردني.

وقالت المصادر انه بالنظر إلى التحسن المطرد الذي طرأ على العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فان إمكانية التوصل عبر القنوات المباشرة بين القاهرة وتل أبيب إلى آلية لمنع تكرار تحليق الطائرات المصرية فوق الأجواء الإسرائيلية بدون تصريح، تبدو متوفرة ولا تدعو للقلق.