أوكرانيا: ملامح العلاقة بين موسكو وكييف تتحدد بعد إعلان المرشح لرئاسة الحكومة

TT

تجري مراسم تنصيب فيكتور يوشينكو رئيسا للدولة الاوكرانية نهاية الاسبوع الجاري بعد اعلان فوزه رسمياً في انتخابات الاعادة التي جرت في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. والخطوة الأولى التي يتوقع ان يتخذها الرئيس الجديد هي اختيار رئيس للحكومة، الأمر الذي سيحدد الكثير من ملامح العلاقات الروسية الاوكرانية في الفترة القريبة المقبلة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا رئيس مجلس «الرادا» (البرلمان) الأوكراني فلاديمبر ليتفين إلى موسكو خلال اجازات رأس السنة الجديدة وبحث معه في جوانب عدة تتعلق بالعلاقات الروسية ـ الاوكرانية. وثمة ما يشير في هذا الصدد إلى ان تصاعد اسهم زعيمة تحالف «الوطن» يوليا تيموشينكو المعروفة بتشددها وعدائها للروس، واعتبارها المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب رئيس الحكومة الجديدة يجعلها عقبة كبيرة على طريق تحسن العلاقات الروسية ـ الأوكرانية. وكان يوشينكو قد كشف بعد اعلان فوزه في الانتخابات الأخيرة عن توجه نحو اختيار تيموشينكو لمنصب رئيس الحكومة، وهي التي سبق ان كانت نائبته عندما كان رئيساً للحكومة عام 1999. لذلك فان موسكو لا تزال تتوجس ريبة من مثل هذا الاعلان، خصوصاً ان النيابة العامة في روسيا سبق ان اعلنت ان تيموشينكو مطلوبة للمثول امام القضاء الروسي في جرائم نصب ورشوة مسؤولين في وزارة الدفاع. ولعل ذلك ما يدفع البعض من ممثلي الاوساط السياسية والبرلمانية الاوكرانية إلى الحديث عن مرشحين آخرين لهذا المنصب وفي مقدمهم زعيم الحزب الاشتراكي ألكسندر موروز الذي اعلن بعد فشله في انتخابات الجولة الاولى انحيازه إلى يوشينكو في انتخابات الاعادة، ورئيس الحكومة الاسبق اناتولي كيناخ، وعضو البرلمان بيوتر بوروشينكو رجل الاعمال المعروف باسم «امبراطور الشيكولاته». ويزيد من اهمية منصب رئاسة الحكومة الاوكرانية ان المرشح الجديد سيحظى بالكثير من الصلاحيات التي كان يتمتع بها رئيس الدولة وانتقلت الى رئاسة الحكومة بعدما اقرها البرلمان في اعقاب الأزمة الدستورية التي ظهرت في فترة الانتخابات، وتقضي ضمنا بنقل حق محاسبة رئيس الحكومة إلى البرلمان بعدما كان ذلك من صلاحيات الرئيس. لكن مراقبين يتوقعون احتمال اعادة النظر في هذه التغييرات الدستورية التي سبق لتيموشينكو ان اعلنت رفضها.