ضابط أميركي: لولا بسالة الحرس الوطني والشرطة لتفاقم الوضع في العراق

TT

تكريت - ا.ف. ب: تزداد الهجمات التي تستهدف القوات الاميركية والعراقية في تكريت، معقل الرئيس العراقي السابق، كثافة مع اقتراب تنظيم الانتخابات نهاية الشهر الجاري.

ويشكل مقتل ستة من عناصر الشرطة العراقية امس في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مقرا للشرطة قرب تكريت، اشارة واضحة على التوتر السائد في المدينة وجوارها.

ويعيد ضباط اميركيون في مقرهم العام في تكريت في احد قصور صدام تاريخ بدء تصاعد الهجمات الى مارس (اذار) 2004 رغم الجهود المبذولة لكسب ثقة سكان محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى والانبار، التي تشكل معقل المقاتلين السنة المناهضين للقوات الاجنبية.

ويقول الجنرال جون باتيست قائد فرقة المشاة الاولى «تبين لنا ان الاعداد للتمرد بدأ منذ ابريل (نيسان). ولولا بسالة الحرس الوطني والشرطة العراقية في الدفاع عن بلدهم لكان الوضع تفاقم بصورة اكبر بكثير».

ويضيف باتيست انه الى الغرب من كركوك في مدينة الحويجة على سبيل المثال، يعاني 80% من الرجال من البطالة. وكان الكثير من هؤلاء جنودا في الجيش العراقي السابق.

ويقول الجنرال الاميركي مفسرا تركز الهجمات في المناطق السنية، ان «بعض الناس يحملون قوات التحالف مسؤولية عدم تحقيق تقدم».

ورغم قدرة المسلحين على تجنيد اعضاء جدد، يؤكد الجنرال باتيست ان الجيش الاميركي يحقق انتصارا في العراق. ودليلا على ذلك النجاح يقول، ان 11 الف عنصر من الحرس الوطني العراقي تم دمجهم في 6 يناير (كانون الثاني) الجاري في الجيش يتلقون تدريبات في المنطقة التي يشرف عليها. ويضيف «هذه الامور تستغرق وقتا، علينا ان ننظر الى المدى البعيد». ويؤكد الضابط الاميركي ان السلطات العراقية مصممة على تنظيم الانتخابات في محافظات صلاح الدين وديالى التي تشرف عليها فرقة المشاة الاولى وحيث يتوقع ان تصل نسبة المشاركة الى 50%. غير ان الضباط العاملين تحت امرة الجنرال باتيست يحذرون من احتمال زيادة العنف في هذه المحافظات، حيث من شأن المشاركة الكثيفة ان تعطي شرعية لهذه الانتخابات ، التي دعت اطراف سنية الى تأجيلها.

وقال احد الضباط طالبا عدم الكشف عن اسمه «نتوقع تصاعد العنف مع اقتراب موعد الانتخابات».

ومنذ ديسمبر (كانون الاول) 2004 ، تم تنفيذ نحو 65 هجوما خلفت خسائر كبيرة في صفوف القوات الاميركية والعراقية، اي ضعف وتيرة الهجمات خلال الفترة السابقة.

ويقول الضابط ان هناك 20 الى 40 خلية ناشطة في هذه المحافظات التي تعتبر منطقة خطيرة. وتم تسجيل 45 هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة ونحو 40 هجوما بسيارة مفخخة موجهة عن بعد منذ مارس 2004 في هذه المنطقة.

ويختبئ المقاتلون في الجبال لدى القرويين او حتى في ضواحي المدن.

ويقول الضابط الاميركي ان قادة المقاومة في مدينة سامراء لا يزالون ناشطون رغم الهجوم الكثيف الذي استهدفهم لانهاء سيطرتهم على المدينة. ويعتقد ان عددا من رجالات صدام حسين ينشطون في هذه المنطقة ومنهم عزة ابراهيم وكمال الاسود وهو من سامراء، ورشيد طعان كاظم ، المحافظ السابق لمحافظة الانبار غرب ومحمد حبوش، احد الحراس الشخصيين للرئيس العراقي السابق.