ارجأت الحكومة المصرية تسلم اوراق اعتماد صفية السهيل، سفيرة العراق الجديدة لدى القاهرة، التي عينت بها قبل عدة اشهر، الى ما بعد الانتخابات العراقية التي تجري نهاية يناير الجاري وتشكيل حكومة جديدة.
واشارت مصادر رفيعة المستوى بالقاهرة الى ان اوراق الاعتماد هي التي شكلت عقبة دفعت بقرار تأجيل وصول السفيرة الجديدة، حيث لم تستجب السلطات المصرية لطلب عراقي يتعلق بتحديد موعد لتقديم هذه الاوراق كما جرى العرف والبروتوكول الدبلوماسي في تعيين أي سفير جديد حيث تقدم نسخة من هذه الاوراق للرئيس واخرى لوزير الخارجية. وقالت المصادر انه لما كانت السفيرة تمثل حكومة مؤقتة ليست منتخبة بإرادة حرة من جانب الشعب العراقي، فلم يكن ممكنا تقديم اوراق اعتماد. وكشفت بأن رسالة بهذا المعني ابلغت لها وحكومتها عبر بعثة مصر الدبلوماسية ببغداد. وكانت القاهرة لم تستجب لطلب عراقي آخر تقدمت به حكومة اياد علاوي بشأن المعاملة بالمثل واتخاذ قرار بالتزامن لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية واعلانه من القاهرة وبغداد في وقت واحد. ولكن القاهرة ابلغت بأن هذه العلاقات قطعت من جانب العراق بقرار نظام صدام حسين على إثر مشاركة قوات مصرية في حرب تحرير الكويت ومن ثم يتعين ان يقدم العراق على اتخاذ قرار من جانبه باعادتها، وهو ما جعل حكومة علاوي تتجاوب بالفعل وتعلن ترشيح سفيرتها لدى القاهرة. وقد وافقت القاهرة على ذلك ودعت السفيرة السهيل الى ان تمارس مهام عملها كأي سفير عربي او اجنبي من دون تقديم هذه الاوراق.
وقد شاركت السفيرة ضمن وفد بلادها بمؤتمر شرم الشيخ الذي نظمته ودعت اليه مصر في نوفمبر الماضي لدعم العملية السياسية بالعراق، وعادت الى بغداد بعد انتهاء فعاليات المؤتمر.