حملة لنزع 5 ملايين لغم في جنوب السودان تستغرق أعواما والأمم المتحدة تحاول التعامل مع العودة المفاجئة للنازحين إلى الجنوب

TT

بدأت الحملة من اجل نزع ملايين الالغام التي زرعت في جنوب السودان خلال الحرب الاهلية، لكن الخبراء يخشون ان تستغرق هذه العملية سنوات قبل ان تصبح المنطقة جاهزة للتنمية.

وزرع ما بين ثلاثة وخمسة ملايين لغم من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية على مدى 22 عاما من الحرب الاهلية.

وتنتشر هذه الالغام في آلاف الهكتارات من الاراضي الزراعية والاراضي اللازمة للبناء ويمكن ان يعيق وجودها جهود التنمية.

ويقول ديف ماكيفور وهو ضابط في هيئة ازالة الالغام التابعة للامم المتحدة ان المشكلة «خطرة لان الالغام مزروعة في مناطق مأهولة». وتعمل هذه الهيئة في الجنوب منذ ثلاث سنوات وتساعد الحكومة والحركة الشعبية لوضع برنامح عمل لنزع الالغام.

ويقول ماكيفور ان المشكلة كبيرة لكن الطرفين كانا مترددين حتى الآن في التعاون مع جهاز الامم المتحدة للالغام ومترددين «في نزع الالغام».

واضاف انه خلال الشهور التي سبقت توقيع الاتفاق بدأ مستوى اعلى من التعاون بيننا وبينهم «واخلوا اماكن لتتم ازالة الالغام منها».

وتكمن المشكلة في ان الجانبين لا يملكان خرائط للالغام التي زرعوها بينما توفي عدد كبير من الذين قاموا بزرعها.

ويعمل جهاز الامم المتحدة للالغام مع الحكومة والحركة الشعبية في اطار حملة وطنية بالتعاون مع منظمات غير حكومية من بينها المؤسسة السويسرية لنزع الالغام. من جهة اخرى، قال مساعد المنسق المقيم للامم المتحدة في رومبيك ديفيد غريسلي «نعمل مع الجيش الشعبي لتحرير السودان من اجل تنظيم الامور». ولا يعرف احد عدد النازحين او اللاجئين الذين عادوا لان هؤلاء لا يبلغون احدا بعودتهم. لكن التقديرات تشير الى ان عدة الاف عادوا العام الماضي وعاد عدد اكبر خلال الايام التي تلت توقيع اتفاق السلام. وتعتقد الامم المتحدة ان ما بين 500 الف و2.1 مليون شخص سيعودون الى الجنوب خلال العام الحالي. ويقيم غالبية النازحين في الوقت الراهن في شمال السودان بينما يقيم معظم اللاجئين في اوغندا وكينيا.

واكدت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري انها بحاجة الى ستين مليون دولار لتمويل عمليات اعادة توطين اللاجئين خلال العام 2005.

كما ان الغذاء مشكلة اخرى. ووجه برنامج الغذاء العالمي نداء لجمع 302 مليون دولار من اجل تجنيب 2.3 مليون شخص المجاعة هذا العام في السودان.

واوضح غريسلي انه «سيكون هناك نقص في الغذاء في بداية 2005 وحتى موسم الحصاد المقبل وهذا يقلقنا»، محذرا من ان الاطفال بالتحديد معرضون للاصابة بالحصبة. وتفيد تقديرات الامم المتحدة ان 48% من الاطفال الاصغر من خمس سنوات الذين يقيمون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية في الجنوب يعانون من سوء تغذية. وبدأت وكالات الامم المتحدة المتخصصة في نقل مكاتبها من كينيا الى جنوب السودان من اجل مواجهة تحديات ما بعد الحرب. وهي تؤكد ان المشاكل اللوجستية تعيق عملها وانه لا توجد خصوصا البنية الاساسية اللازمة.