الاستخبارات الروسية تتحدث عن خطط لعمليات «إرهابية» واسعة في كل شمال القوقاز

بعد إحباطها محاولة لتكرار عملية بيسلان في داغستان المجاورة للشيشان

TT

كشفت مصادر أجهزة الأمن والاستخبارات الروسية أن قادة من المقاتلين الشيشان يستعدون لتنفيذ عدد من العمليات في المناطق المجاورة للشيشان، وأن أصلان مسعدوف وشاميل باساييف أصدرا تعليماتهما لتنفيذ هذه العمليات التي تستهدف زعزعة الأمن في كل منطقة شمال القوقاز. جاء ذلك عقب إعلان مصادر أمنية أول من أمس إحباط محاولة لتكرار عملية كبيرة لخطف رهائن على غرار عملية مدينة بيسلان القوقازية التي راح ضحيتها أكثر من 344 قتيلاً ومئات الجرحى في مدرسة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأوضحت المصادر نفسها أن الأجهزة الأمنية عثرت على عدد من مواقع تخزين الأسلحة والمتفجرات التي كان المسلحون ينوون استخدامها في عملياتهم، إلى جانب الكثير من المنشورات والكتيبات الدينية المتطرفة باللغة العربية، وشرائط تسجيل يظهر فيها باساييف محاطا بعدد من المتطوعين.

وكانت المصادر الأمنية أعلنت أنها أحبطت محاولة لتكرار عملية خطف رهائن الأحد الماضي، وقال رئيس جهاز الأمن والاستخبارات في جمهورية داغستان نيكولاي غريازنوف «إن المقاتلين الذين جرت تصفيتهم في مدينتي مخاتش كالا وكاسبيسك، كانوا يعدون منذ فترة طويلة لتنفيذ عملية إرهابية، وإن الأجهزة الأمنية المعنية كانت نفذت عمليات تمشيط ومراقبة خلال الفترة الماضية، ورصدت تحركات البعض في العاصمة الداغستانية، فيما استطاعت تصفية خمسة منهم في الوقت الذي لم تتضح فيه بعد الأرقام النهائية لعدد القتلى الذين قضوا تحت أنقاض أحد المنازل». وكان المسلحون قد استولوا على منزلين واحتجزوا سكانهما، إلا أنهم عادوا وأفرجوا عن الرهائن، وإن رفضوا الاستسلام، الأمر الذي اضطر القوات الفيدرالية إلى استخدام دبابة لتدمير ذلك المنزل الذي لجأ اليه المسلحون بعد تبادل إطلاق النار معهم لأكثر من 17 ساعة، لكن القوات الأمنية فقدت أيضا في هذه المعارك عددا من أفرادها من بينهم النقيب اندريه سكريابين من جهاز الأمن الخاص «الفا». ولم تستبعد المصادر الأمنية أن يكون ماكاشاريبوف الشخصية الأقرب إلى المقاتل الشيشاني شاميل باساييف، بين أنقاض المنزل الذي جرى تدميره. وكان ماكاشاريبوف قد عمل لبعض الوقت مترجما للمقاتل العربي الأصل خطاب، الذي استطاعت الاستخبارات الروسية تصفيته بدس السم في طعامه عبر عدد من رجالها الذين زرعتهم بين قواته. وكشفت المصادر نفسها، أن ماكاشاريبوف كان قائدا لمجموعة المقاتلين التي تخصصت في ملاحقة العاملين في الأجهزة الأمنية في داغستان وتصفيتهم. فيما كشفت تصفية آخر يدعى محمد زاغر عكايف كان من المطلوبين في جرائم إرهاب وحيازة أسلحة غير مرخصة مشيرة إلى انتمائه إلى مجموعة كانوا يطلقون عليها اسم «الجنة». على صعيد آخر، تواصلت حركة احتجاجات المتقاعدين وأصحاب الامتيازات الاجتماعية ردا على إلغاء هذه الامتيازات مقابل دعم مالي يقول الكثيرون إنه بالغ الضآلة. وكان خمسة آلاف من المتقاعدين قد خرجوا أمس إلى شوارع مدينة ستافروبول منددين بسياسات الرئيس فلاديمير بوتين الاجتماعية، مطالبين بإعادة حقوقهم في استخدام وسائل المواصلات العامة مجاناً. وأغلق المتظاهرون الشوارع الرئيسية في المدينة شأن ما فعل نظراؤهم في كل من موسكو وقازان وسان بطرسبورج، في الوقت الذي بدأت سلطات هذه المدن في استجابة عدد من مطالبهم في ضوء الإعلان الذي كان قد أصدره في العام الماضي مجلس الدوما، وأشار فيه إلى استعداده إعادة النظر في القوانين الاجتماعية الصادرة في هذا الشأن.

ويواصل عدد من المراقبين والمعلقين توقعاتهم حول تزايد احتمالات إقالة الحكومة الحالية، فيما يرشح البعض بوريس غريزلوف رئيس مجلس الدوما، وأحد المقربين إلى الرئيس بوتين، لشغل منصب رئيس الحكومة خلفا لرئيسها الحالي ميخائيل فرادكوف وتعيين نيكولاي باتروشيف رئيس جهاز الأمن والمخابرات نائبا لرئيس الحكومة.