كردية من أسرة البارزاني أول مهاجرة عراقية تدخل مركزا للتسجيل في الخارج

من أستراليا إلى بريطانيا.. عراقيو المهجر بدأوا تسجيل أسمائهم للانتخابات

TT

كان العراقيون المقيمون في استراليا، بفضل فارق التوقيت، هم اول المهاجرين العراقيين الذين يبدأون التسجيل للانتخابات. وكانت ارملة كردية هي اول اولئك الناخبين.

وقالت نسيمة البارزاني، 68 عاما، في سيدني بعد تسجيل اسمها «فقدت الكثير من أصدقائي وأقاربي أثناء حكم (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين ولم أصوت من قبل. وهذه هي المرة الاولى في حياتي التي أصوت فيها وسأدلي بصوتي من أجل مستقبلنا. حضرت من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان». وتقيم البارزاني في استراليا منذ عام 1995 بعد أن فرت هي وزوجها الراحل من العراق مع 130 الف كردي اخرين عام 1975 . وقال بيرني هوجان مدير البرنامج الخاص بتصويت المغتربين في استراليا ان من المتوقع أن يسجل ما يتراوح بين مليون و1.5 مليون عراقي خارج البلاد اسماءهم من أجل المشاركة في الانتخابات. وقال قاسم عبود المستشار العراقي الكبير للبرنامج الخاص بتصويت المغتربين في استراليا «كل العراقيين كانوا ينتظرون هذا اليوم. أنتظره أنا منذ 24 عاما وهناك ناس كانوا ينتظرونه لمدة أكثر من ذلك. هذا حدث تاريخي يضع بلادنا على أولى خطوات الديمقراطية والاستقرار. وينظر العراقيون اليها على أنها انتخابات ضد الارهاب واعادة بناء عراق لكل الشعب العراقي». وتدفق مئات العراقييين على مراكز تسجيل الاسماء امس بمجرد أن فتحت المراكز أبوابها.وفي فخر قدمت النساء اللاتي تحملن أطفالهن ورجال دين أوراق هويتهم بهدف أن تكون لهم كلمة في مستقبل بلادهم. وفي عمان، اعربت مصادر منظمة الهجرة الدولية في عمان التي تنفذ برنامج التصويت خارج العراق بالاتفاق مع الدول المضيفة عن اعتقادها ان يصوت في الاردن حوالي 60 بالمائة من العراقيين الذين تقدر عددهم بـ360 الف شخص. واعرب مدير البرنامج بيتر ايربن عن امله في مشاركة عراقية كبيرة في هذه الانتخابات التاريخية، خاصة وان اعداد هذه العملية عبر اربع قارات وفي 14 بلدا يمثل تحديا كبيرا. واضاف «لقد استطاع برنامج التصويت خارج العراق أن يعدّ هذه العملية الهائلة خلال 67 يوما من تفويضه لاجراء هذا البرنامج نيابة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق. لقد استطعنا إنشاء تسهيلات للتسجيل والاقتراع في 36 مدينة في 14 بلدا اختارتها المفوضية وذلك لتمكين اكبرعدد ممكن من العراقيين من التصويت». وقال بيان صحافي صادر عن المنظمة ان التسجيل سيستمر سبعة أيام حيث ستفتح محطات التسجيل يوميا من الساعة 8 صباحا وحتى الخامسة 5 مساء بالتوقيت المحلي. واوضح انه حين تتم عملية تسجيل الناخبين بنجاح، وهي العملية التي سيتولاها عراقيون مقيمون في الاردن، سوف يتسلمون ايصال تسجيل يجب عليهم احضاره يوم الانتجاب مع هوية شخصية تحمل صورة. وعلى العراقيين العودة الى نفس المحطة التي سجلوا فيها للادلاء بأصواتهم في الفترة ما بين 28 ـ 30 كانون الثاني. واشار البيان الى ان المنظمة الدولية للهجرة قامت بفتح 75 مركز تسجيل واقتراع للمغتربين العراقيين في البلدان التي تجري الانتخابات فيها. وبدأ العراقيون في الاردن امس تسجيل اسمائهم تمهيدا للادلاء باصواتهم في الانتخابات، حيث توجهت اعداد منهم الى 11 مدرسة في ثلاث مدن كانت المنظمة الدولية للهجرة قد اعلنت اسماءها لتتم فيها عملية التسجيل والاقتراع فيما بعد للناخبين العراقيين المقيمين في المملكة. وقال حسين، 41 عاما، وهو عراقي مقيم في العاصمة الاردنية عمان منذ ستة اشهر «أنا سعيد جدا بهذه الانتخابات واعتبرها مرحلة انتقالية فعلا في العراق وهي مرحلة يجب علينا أن نتخطاها». واضاف ان «تحسين الوضع في العراق يعتمد بالدرجة الاولى على العراقيين.. قد لا تكون هذه الانتخابات نزيهة مئة بالمئة الا انها خطوة اولى واعتبرها ناجحة لو حققت 60 او 70 بالمئة من النزاهة». وقالت أم يوسف وهي متأكدة من ان اهلها في العراق سيدلون بأصواتهم «نأمل ان تكون الانتخابات القادمة استقرارا للعراق وان نتمكن من العودة الى بلدنا.. يكفينا غربة». وتوجه عراقيون في ايران الى مراكز التسجيل، حيث قام نحو اربعين عراقيا بالاجراءات اللازمة صباحا في المبنى المتاخم لمسجد كربلاء جنوب طهران. وسيقام نحو سبعين مركز اقتراع في ست مدن ايرانية كبرى هي طهران وقم والاهواز وكرمنشاه ومشهد واورمية. وانتقد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق غياب مراكز اقتراع في مدن اصفهان وشيراز ويزد. وبذلك يمنع 40 الف عراقي على الاقل من المشاركة في الانتخابات بحسب المجلس الاعلى الذي دعا الى الاحتجاج امام مقر الامم المتحدة في طهران. وفي الدنمارك بدأ حوالي 15 ألف عراقي تسجيل أسمائهم في مراكز اقتراع في هوي تاستروب شمال كوبنهاغن، وعرضت الحكومة الدنماركية تغطية تكاليف السفر لكافة العراقيين المشاركين في الانتخابات. وقال التلفزيون الدنماركي إن امرأة عراقية كانت أول من سجل اسمه، وقدم لها مسؤولو الانتخابات باقة من الأزهار. وقالت المرأة التي لم يذكر اسمها «أنا سعيدة بالمشاركة أخيرا في انتخابات حرة حرمت منها النساء العراقيات طوال 37 عاما في ظل نظام صدام حسين الدكتاتوري».

وبدأ العراقيون المقيمون في بريطانيا امس التسجيل على لوائح الاقتراع ليتمكنوا من الادلاء بأصواتهم في الانتخابات العراقية العامة في آخر الشهر في لندن ومانشستر وغلاسكو. وقالت متحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة ان عمليات التسجيل على لوائح الاقتراع بدأت بهدوء في ومبلي شمال غربي العاصمة البريطانية. وقالت كريستين اينسورث «بدأنا هذه العملية عند الساعة الثامنة صباحا وكل شيء يسير بهدوء (..) الحركة لم تنشط كثيرا بعد حتى الآن الا اننا نتوقع ان يأتي المزيد من الناس بعد الظهر». واشارت الى ان عطلة نهاية الاسبوع ستكون على الارجح الوقت الذي سيتوافد فيه عراقيو بريطانيا بكثافة اكبر للتسجيل. وهناك 150 الف عراقي من اصل 250 يقيمون في بريطانيا مدعوون للتسجيل على لوائح الاقتراع ليتمكنوا من الاقتراع في الانتخابات. وسيتمكن عراقيو بريطانيا من الاقتراع في 35 مركزا انتخابيا في لندن و24 مركزا في مانشستر و11 في عاصمة اسكوتلاندا غلاسكو. واعلنت المنظمة الدولية للهجرة في برلين ان العراقيين المقيمين في المانيا بدأوا امس عند الساعة الثامنة التسجيل على لوائح الاقتراع ليتمكنوا من الادلاء بصوتهم في الانتخابات. وقال متحدث «ننتظر ان يسجل نحو 65 الف عراقي يحق لهم التصويت». ويتراوح عدد العراقيين المقيمين في المانيا بين 80 الى 90 الفا.

وفي هولندا، فتحت مكاتب تسجيل الناخبين العراقيين ابوابها امس في امستردام وروتردام وزفولي وسط اجراءات امنية مشددة. واوضح الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة هارولد هيميلارس «ما من تهديد محدد لكننا نريد ثني اي شخص لديه نية سيئة». وفتحت مكاتب التسجيل في اماكن محمية او يصعب الوصول اليها مثل ثكنة للبحرية الهولندية في امستردام. وقال هيميلارس «ثمة نحو 45 الف عراقي في هولندا بينهم 33 الف ناخب محتمل لكننا ننتظر قدوم عراقيين من بلجيكا وغرب المانيا ايضا». ويقيم في بلجيكا اقل من عشرة الاف عراقي فقررت منظمة الدولية للهجرة عدم فتح مكتب تسجيل فيها، وينبغي على العراقيين فيها التوجه الى باريس او هولندا. اما العراقيون المقيمون في غرب المانيا فقد يفضلون التوجه الى مكاتب التسجيل الهولندية بدلا من مكاتب التسجيل في برلين وكولونيا او ميونيخ البعيدة جدا عنهم.