اليابان وأوروبا تحذران إسرائيل من الضغوط العسكرية على أبو مازن

كوندوليزا رايس تصل إلى المنطقة قريبا للتحضير للقاءي بوش مع أبومازن وشارون

TT

وصلت الى اسرائيل في اليومين الأخيرين عدة تحذيرات من اليابان والعديد من الدول الأوروبية بسبب الضغوط والتهديدات العسكرية التي تطلقها ضد الرئيس الفلسطيني الجديد، محمود عباس (أبو مازن)، وتطلب منها ان لا تكرر النهج الذي مارسته في عهد الرئيس الراحل، ياسر عرفات.

وفي الوقت نفسه لوحظت بداية استعداد في السفارة الأميركية في تل أبيب والقنصلية الأميركية في القدس المحتلة، لاحتمال قيام وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة، كوندوليزا رايس، الى المنطقة في وقت قريب بعد تعيينها الرسمي وذلك للتحضير للقاءي الرئيس الاميركي جورج بوش مع ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون.

وكان وزير الخارجية الياباني، نوبوتكا ماتشيمورا، قد انهى زيارة الى اسرائيل وفلسطين، أمس، حرص خلالها على نقل تحذيرات بلاده لاسرائيل بشكل صارم. ونقل عنه القول لشارون، ولوزير خارجيته، سيلفان شالوم، ان اسرائيل ترتكب خطأ فادحا اذا خسرت أبو مازن، بل قال ان ابو مازن في نظره هو آخر أمل لدى الفلسطينيين، فاذا فشل في التوصل الى هدوء حقيقي وسلام مشرف يستطيع الاعتزاز به أمام شعبه، فان النتيجة ستكون مأساوية للجميع.

ورد المسؤولان الاسرائيليان بأن شعبهما ضاق ذرعا بالعمليات الفلسطينية ولم يعد يحتمل أكثر. فأجابهما الوزير الياباني: انتم دولة قوية وبتصرفاتكم هذه لا تتصرفون كدولة قوية. وأوضح ماتشيمورا انه يرى في الرئيس الفلسطيني الجديد رجل سلام حقيقيا. وقال «انا التقيت مع الرئيس السابق، ياسر عرفات، ولمست لديه أيضا رغبة في السلام. لكن الأمر لدى ابو مازن مختلف. فهو صاحب أجندة واضحة لتحقيق السلام. ولا بد ان تساعده اسرائيل، لا ان تعرقل مهمته».

اما الاوروبيون فكانت رسالتهم أكثر حزما. فقد بدأوا يلمحون الى انهم يشتمون رائحة محاولة اسرائيلية لافشال ابو مازن، فأبلغوا الاسرائيليين بانهم لن يقبلوا التذرع بحجج شبيهة بالحجج التي تذرعت بها اسرائيل في زمن عرفات. واوضح الاتحاد الاوروبي ان وفاة الرئيس عرفات، انهت الحجج والتذرعات ولم يعد مقبولا الحديث عن طريق مسدود. وواضح ان عملية انهاء الصراع في الشرق الأوسط بين اسرائيل والفلسطينيين ثم بينها وبين بقية العرب هي في رأس سلّم اولوياته من الآن فصاعدا. فالعالم الذي نعيش عانى ويعاني كفاية من الكوارث الطبيعية، ولا نريد للبشرية ان تضيف كوارث أخرى.

ورغم ان اسرائيل لا تخشى عادة من التحذيرات الاوروبية، بل انها تحاول باستمرار استبعاد الدور الاوروبي عن الساحة الشرق الأوسطية، الا ان تحذيراتها اليوم تثير قلقا ما في الأوساط السياسية الاسرائيلية. والسبب في ذلك هو الخوف من ان تؤثر على الولايات المتحدة، حيث ان معلومات يقال انها موثوقة وصلت الى تل أبيب تقول ان الادارة الجديدة للرئيس بوش، تنوي توثيق العلاقات مع اوروبا بشكل خاص، في أعقاب ما اعتراها من شوائب وخلافات بسبب حرب العراق. ويخشى ان يكون ذلك على حساب الموقف من اسرائيل.