يعتزم سلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي القيام بزيارة رسمية إلى القاهرة هي الأول له منذ مطلع العام الجاري، ومن المرجح ان تتم عقب عطلة عيد الأضحى المبارك. وعلمت «الشرق الأوسط» ان شالوم سيحمل رسالة من رئيسه ارييل شارون إلى الرئيس المصري حسني مبارك تتعلق بمجمل التطورات الراهنة بين مصر وإسرائيل من جهة وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية من جهة أخرى.
وتتزامن زيارة شالوم للقاهرة مع إبلاغ مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» بأنه من المقرر استئناف جولات الحوار الوطني الفلسطيني في مكان سري خارج العاصمة المصرية في مطلع فبراير (شباط) المقبل بمشاركة ممثلي 13 فصيلا بهدف ترتيب البيت الفلسطيني. وأوضحت المصادر أن القاهرة ستعرض على الفصائل مسودة اتفاق لوقف متبادل لأعمال العنف.
وكثفت السلطات المصرية من الاتصالات مع الفلسطينيين والإسرائيليين للحيلولة دون تدهور الأوضاع. وكان وفد من وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أجرى اول من امس سلسلة من اللقاءات مع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة وأسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك. وأجرى الباز أول من أمس اتصالا هاتفيا مع محمود عباس (أبومازن) رئيس السلطة الفلسطينية وضعه خلاله في صورة الموقف الرسمي الذي أبلغته القاهرة للوفد الإسرائيلي.
وقالت مصادر مصرية مطلعة إن الوفد الإسرائيلي الذي ضم رون بروس أور مدير عام وزارة الخارجية وياكى ديان رئيس الهيئة السياسية فيها، تلقى رسالة مصرية واضحة مفادها أنه ينبغي على الحكومة الإسرائيلية عدم استعجال أبومازن.
وأوضحت المصادر أن القاهرة اعتبرت مقاطعة اسرائيل لأبومازن بمثابة خطأ كبير، مشيرة إلى أن المسؤولين المصريين أعربوا عن اعتقادهم بضرورة عقد قمة سريعة بين أبومازن وشارون مع ضرورة التزام إسرائيل بضبط النفس وعدم التصعيد.
وردا على مزاعم الوفد الإسرائيلي بأن أبومازن يستطيع كبح جماح العمليات الفدائية، أكد اللواء سليمان أهمية مراعاة عامل الزمن وأن أبومازن ما زال يحتاج إلى مزيد من الوقت لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، محذرا من أن استعجال أبومازن سيؤدى إلى نتائج عكسية.
وتطرقت محادثات الوفد الإسرائيلي إلى مجمل العلاقات المصرية الإسرائيلية والتعاون الثنائي بشأن تنفيذ خطة الفصل في قطاع غزة.
وتعد هذه هي أول زيارة يقوم بها وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى القاهرة منذ مطلع العام الجاري وفى إطار التحسن الذي طرأ على العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وتوقيع اتفاق المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة.
من جهة أخرى، ما تزال السلطات المصرية تنتظر قيام نظيرتها الإسرائيلية بموافاتها باسم المرشح لمنصب السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة بعد تقاعد ايلى شاكيد السفير السابق ومغادرته القاهرة نهائيا في الشهر الماضي.
وقالت مصادر مصرية وإسرائيلية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الخارجية الإسرائيلية عينت الدبلوماسية اسعات راشيف في منصب القائم بالأعمال في القاهرة، موضحة أن راشيف ستتولى تسيير شؤون البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية البالغ عددها نحو عشرين شخصا إلى حين تعيين السفير الجديد.