كينيا ترتب لمفاوضات سودانية جديدة لصياغة دستور الجنوب بمشاركة جميع القوى السياسية

إيقاف صحيفة مستقلة في الخرطوم لنشرها «قصيدة» لشاعر معارض انتقد الحكومة

TT

تعهد كبير وسطاء منظمة «إيقاد» الأفريقية الراعية لعملية السلام السودانية حول الجنوب، ببذل كل مساعيه لترتيب عقد مؤتمر دستوري يضم القوى السياسية في جنوب البلاد للمساهمة في إعداد دستور الجنوب الذي نصت عليه اتفاقية السلام بين الحكومة والحركة الشعبية الموقعة في التاسع من الشهر الجاري.

وأطلق الجنرال الكيني لازوراس سيمبويو رجاء للسودانيين في الجنوب والشمال حين قال: «أرجوكم لا تعودوا للحرب مرة أخرى». وكان سيمبويو الذي يزور الخرطوم للمرة الثالثة منذ توليه ملف السلام السوداني، قد سلم الرئيس عمر البشير «نسخة عربية» من اتفاق السلام، وأجرى سلسلة من اللقاءات حول ترتيبات ما بعد السلام، وكيفية إنزاله الى أرض الواقع. وشملت لقاءاته النائب الأول للرئيس، علي عثمان محمد طه، ورياك قاي رئيس مجلس الجنوب (حكومة الجنوب الحالية).

وقال سيمبويو للصحافيين أمس إن منظمة «إيقاد» ستواصل دعمها لعملية السلام في البلاد حتى «تتم ترجمة الاتفاق على أرض الواقع». ويعتقد الوسيط الكيني أن الأولوية في العمل لدى «إيقاد» في هذا الخصوص يركز على ضرورة تحقيق وحدة السودان، قبل أن يستدرك قائلا «هذا شأن سوداني يجب أن يقرروه بأنفسهم، وإن الوقت كاف للمضي في هذا السبيل».

وحض الوسيط الكيني الأطراف على الإسراع في تنمية الجنوب لأن ذلك يجعل الوحدة خيارا جاذبا ويعطي الإحساس للجنوبيين بأنهم «جزء من السودان». وكشف رئيس مجلس الجنوب، الدكتور رياك قاي، وجود طلب تقدم به أمس الى سيمبويو بأن يواصل الأخير مساعيه ودعمه لتوحيد صف الجنوبيين «خاصة في ما يتعلق بإعداد دستور الجنوب»، وقال قاي في تصريحات صحافية إن مشاركة كل الجنوبيين، ممثلة في القوى السياسية الجنوبية بكياناتها المختلفة في عملية إعداد الدستور، أمر مهم للغاية «حتى يحظى الدستور باحترام الجميع».

وتطالب قوى جنوبية كبيرة في الداخل والخارج بضرورة عقد مؤتمر جنوبي ـ جنوبي بشأن الدستور والاتفاق على الحد الأدنى في المعايير التي تضمن تنفيذ الاتفاق من دون أن تواجه بعراقيل، حسب القيادي الجنوبي جوزيف لاقو. من جهة ثانية صادرت سلطات الأمن السودانية عددا من صحيفة «المشاهد» الرياضية الاجتماعية كعقوبة لنشرها في ملحق خاص أول من أمس قصيدة للشاعر السوداني هاشم صديق، يوجه فيها انتقادات واسعة للحكومة. ولم يعلق المسؤولون في الحكومة على ما حدث، ولكن الصحيفة اعتبرت مصادرة عددها «يعني مصادرة للحريات وخطوة ضد المناخ السائد الآن في البلاد».

وقال إبراهيم الصافي، مدير عام الصحيفة، إن مجموعة من أفراد الأمن داهموا المطبعة التي تطبع فيها الصحيفة ليل أول من أمس وأخذوا الأعداد المطبوعة بعد انتهاء الطباعة ووضعوها في سيارة قبل أن ينطلقوا بعيدا عن المكان من دون إبداء الأسباب. ورجح الصافي أن المصادرة كانت بمثابة «عقوبة بأثر رجعي للصحيفة» بعد أن نشرت أول من أمس ملحقا خاصة بالذكرى التاسعة لوفاة المطرب السوداني الشهير مصطفى سيد احمد المحسوب على اليسار السوداني. وشمل الملف قصيدة للشاعر هاشم صديق بعنوان «صالح عام» وجه من خلالها انتقادات لاذعة للحكومة ولقرارها في بداية عهدها بفصل الآلاف من الخدمة العامة من مناصبهم تحت ما سمته «الفصل للصالح العام».

وقال الصافي «إن عملية المصادرة نعتبرها مصادرة للحريات الصحافية، كما أنها ضد المناخ العام في البلاد التي تحتفل حتى الآن بمقدم السلام عبر الاتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية والذي حمل بنودا تقر بالحريات». وقد تزامنت المصادرة مع اتفاق القاهرة بين الحكومة والتجمع المعارض، وهو الاتفاق الذي ركز على ضرورة إفشاء الحريات العامة الصحافية. ويمتلك الصحيفة رجل الأعمال السودانى المعروف صلاح ادريس، وهو قيادي في الحزب الاتحادي المعارض.